التوتر السطحي لن يغير صفو القاع


بقلم لورانس المجالي

لم تعد حالة عدم الاستقرار حكرا على الطقس بل اصبح المشهد العام يشهد تجاذبات ومتغيرات وهجمات واشاعات تصنف بحالة عدم الاستقرار العام والتي يترجمها البعض ترنحا وارتجافا لدى بعض المسؤولين وتخبطا وغياب للتنسيق لدى البعض الآخر ويبقى هناك فريق وانا منهم يعول على ان الامر لا يزيد عن توتر سطحي لن يؤثر ابدا على صفو القاع خاصة ان الاغلبية لم تنقاد خلف الاشاعات والاصوات الموجهة وموضة الانقلاب الفكري لدى بعض الساسة منتهي الصلاحية ويبقى ان تلتقط الادارة التنفيذية هذه الاشارة وتتوجه لتلك الجموع ببناء جسور من الثقة مدعومة بالإنجاز المباشر والملموس وتحصينها من الاجندة الخارجية والداخلية المشبوهة .
دائما ما يكثر الرهان من بعض المتشدقين كل ما مر الاردن في ازمة على ان البلد تمضي نحو الخراب لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويأتي التدخل الالهي ليخفف الحدث متمثلا بمدى انتماء الأردنيين وحكمتهم في الحفاظ على مكتسب الوطن والامن والامان وهناك الف شاهد على توازن الشعب الاردني وحكمته في تطويق الازمات ولو انني اجد ان هناك من يحاول صناعة شرخ حقيقي بين الشعب والسلطات المختلفة من خلال تقزيم الانجاز والرموز وممارسة حالة من التصفية السياسية الممنهجة في بعض الاحيان لشخصيات سياسية يتم تكسيرها بطريقة بشعة للغاية .
ولا شك ان الاردن الذي ولد في الازمات واعتاد واختبر اغلبها لم يختبر ابدا استقواء بعض ابناءها عليها وخاصة من اقتسموا مناصبها لعقود مضت ويأتي احدهم اليوم ويقصف الدولة ورموزها واركانها وسلطاتها حاملا مشعل الاصلاح تحت طائلة الشروط دون حلول للازمات الا البحث عن بطولات شعبية ومناورات ليس لها تفسير الا انها مراهقة سياسية متأخرة .
بالنظر للتغيرات واليات التعامل معها اجد ان الملك هو الوحيد الذي التقط اشارة التواصل مع عامة الشعب والاغلبية المنتمية المحبة للوطن ويعمل ويوجه الى الوصول لناس عبر زيارات مهمه وتاريخه و تعد الطفيلة في الامس اهمها وما سبقها من زيارات لأغلب المحافظات وعلى نفس المسار يمضي ولي العهد بالتواصل الايجابي المثمر لتلك الجموع .
وهنا وسط مئات وصفات التشخيص التي تنهال علينا اليوم بعضها غث والاخر سمين من المطالبين بالإصلاح والى جانبهم ابطال التواصل الاجتماعي واعلامين الصدفة واصحاب الاجندة ومستغلي الاحداث من المتردية والنطيحة يأتي السؤال الذهبي ماهي الحلول الحقيقة التي تدعم صمود الاردن في وسط اقليم مأزوم وتغير في سلوكيات الدول العظمى وازمة اللجوء وازمة المياة وغياب الفزعة الحقيقية من الجوار وصفقة القرن التي يعمل رجالاتها في الداخل والخارج على دعم الازمات لدفع الاردن على دخول معترك صعب ومسار مظلم للغاية وبين هذا وذاك مقامرة من البعض بأهم ركن ضمن للأردن الاستمرار لعشر عقود وهو الرهان الاكبر رهان الامن والامان والاستقرار وهو مكتسب لو تعلمون عظيم .
اعلم ان حديثي يسجله البعض في سياق النفاق والتحيز والتسحيج ولكن رغم ذلك انني على يقين ان البيت لا يجب ان يدفع ثمن وجود ولد عاق بل العاق هو من يحرق البيت لينتقم من هذا العاق والفساد حالة يجب مكافحتها وتجفيف منابعها ومحاصرتها لا اغراق الوطن لطرد هذا الفاسد الذي لن يتوانا ان يقفز عند اول ازمة والوقوف على الماضي لن يقدم الكثير للوطن والمضي نحو التوافق وعزل الانفس المريضة هي اهم اولوية في الوقت الحالي واعادة ترتيب الاوراق بالتوافق مع المتغيرات الجيوسياسية الخارجية والداخلية لإخراج الاردن لبر الامان دون الانجرار نحو الفراغ والقفز للمجهول .
و اذا كانت بعض المسيرات والوقفات والبيانات تمثل المئات وتشكل من وجهة نظري مجرد توتر سطحي يرافق حالة مؤقتة فأنه بالمقابل هناك في مكان اخر ملايين تحرص على الوطن حرصها على ابناءها وعلينا جميعا ان نصنع حصنا لحماية هذه الاغلبية من التخلي عن انتمائها ونمضي في مسيرة القائد نحو التواصل والتماسك وترجمة الانجاز لمادة ملموسة تدعم الثقة وتمد الجسور




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :