الثورة البيضاء


الكاتب : د. خالد عبدالله البلوي

د. خالد عبدالله البلوي
لطالما تحدثنا واشرنا الى ان الملك يسير نحو التقدم بتسارع كمن يقود طائرة والبعض من خلفه يصرون على ركوب عربات خيل، لتعطيل المسيرة، امر لامسناه وتداولناه على مدى سنوات مضت، فالناظر الى مجريات الامور يجد ان هناك بعض الامور غير المنطقية تعطل المسيرة وتحاول هدم الانحازات والجهود، فالاشاعات الكاذبة والتحركات المشبوهة والتازيم المقصود والتشكيك الممنهج والطعن في المواقف والتجييش وضرب بعض الرموز تشي بوجود خلل وهو ليس بالصدفة، فمن يراقب المشهد بعمومية ونظرة شمولية يجد ان الامور لا يمكن ان تكون كذلك.

ما هو الهدف؟
قد يعتقد البعض ان التاثير الناجم عن ذلك محصور في دائرة محدودة ولا يمكن ان يتعداها وبالتالي فاثارة الرأي العام الاردني باستخدام ادوات ووسائل هدامة وغير اخلاقية سيحقق ما يصبون إليه، كهدف خاص، ولكن في الحقيقة الموضوع اكبر بكثير من ذلك، لانها تصيب الاردن بشكل عام "ارضا وقيادة وشعبا" -وجميعهم كتلة واحدة مترابطة لا تنفك فروابطهم وثقى- وتضرب استقراره في العمق وهم غير ابهين او مكترثين بالنتائج، اللهم انفاذ مخططاتهم.
قرات في صحيفة القبس الكويتية عن امر كهذا وعن وجود مخطط خطير يستهدف القيادة والاردن ولم افاجأ فالحملات والاتهامات المركزة هنا وهناك، استدعت النفي مرارا وتكرار والتاكيد على عكسها حتى من القصر، وتلك حالة ما كنا نراها او نسمعها من قبل ولكننا كنا ندرك الى حد ما ان بعض من الاشخاص ورواد بعض الصالونات لها مآرب في ذلك، فكانت خلفها ترعاها وتنشرها على اوسع نطاق.

التوقيت.
في الوقت الذي ينشغل فيه الاردن وقيادته بقضايا دولية ومحلية دقيقة، قضايا مصيرية ومحورية سياسية واقتصادية وفي ظل التكالب على الاردن وقيادته والضغط عليهما اقتصاديا وسياسيا تخرج بعض الانفس التي لا تريد الخير لهذا الوطن بحبكات، تعقد في عقولهم وبايديهم كذبا وبهتانا، تشغل الشارع وتضرب على اوتار خطيرة هدفها زيادة حالة غضب الشارع وصولا الى تأجيجه للوصول الى مبتغاها الخطير والمدمر، والتي يعلم حقيقتها غالبية الشعب ويعلمون ان بعض السهام الموجهة هي سهام سامة تريد ضرب الوحدة الوطنية في العمق، ولذلك وحينما لم يحققوا من وراء ذلك ما يصبون اليه اصبحت وتيرتهم متسارعة في الشارع بضخ المزيد من سموم الاشاعات منها ما لا يتقبلها عقل طفل صغير، وهذا كان مساعدا في اطفاء نارها لتشتعل في نفوس من يقف وراءها لانها لم تحقق لهم اهدافها، -انه توقيت سيء وشيطاني-، في الوقت الذي نحتاج فيه الى التكاتف ورص الصف الداخلي خلف القيادة الهاشمية لدعم مواقفها وتحركاتها.

الشعب والقيادة.
يدرك الشعب حجم الحمل الذي يحمله الاردن "شعبا وقيادة" نتيجة موقعه ومواقفه ورسالته التاريخية والدينية ومسئوليته تجاه القضية الفلسطينية، ويلمس المواطن اثار ذلك والضغط الذي يمارس عليه حتى من المقربين منه من اجل تقديم تنازلات لصالح الصهاينة "حسب مقترحات من هنا وهناك يشارك فيها ويتبناها البعض من العرب
-لا تعني العدو الصهيوني شيئا- " والتي بدورها هي بالتبعية تنازل عن ثوابت الاردن وعن ارضه في مواجهة الاطماع الصهيونية في المنطقة والتي تتعدى نهر الاردن الى الشرق وصولا الى دولتهم المزعومة "اسرائيل الكبرى" من النيل الى الفرات وكل ما عدا ذلك إنما هو مرحلة في سبيل ذلك، واذ ذاك فالشعب -الا اؤلئك المتصيدين والحاقدين واصحاب الاجندات وغيرهم- يقف خلف القيادة ويدعم مسيرته ومواقفه، فالمؤامرات والصفقات المشبوهة التي تحاك ومعها الاشاعات المغرضة في ظل تحسس واستشعار من يقف خلفها لن تزيد الشعب الا التفافا وولاء وحبا للقيادة الهاشمية، قالها الملك عبدالله بن الحسين حفظه الله بعد "كلاته" الثلاث والتي رسمت معالم الموقف الاردني وحددت المسار المستقبلي من القضية الفلسطينية والاردنية "شعبي معي"، وهو معك، وفي ذلك رد كاف للداخل والخارج، فرسائل الشعب صدحت واسمعت.

الثورة البيضاء.
لطالما كان الشعب خلف قيادته يدعمها ويقف خلفها في كل مواقفه فالامر بحاجة ماسة الان وقبل الغد الى ثورة بيضاء، ثورة تطيح برؤوس الفاسدين والتامرين، ثورة تعزز الثقة بين افراد الشعب والحكومات ومجلسه التشريعي واجتثاث المتنفعين والوصوليين، ثورة تحقق معالم العدالة الاجتماعية فتقدم اصحاب الكفاءات الى المواقع القيادية بعيدا عن التنفيعات والمحاصصات والارضاءات، ثورة تخفف عن المواطن بعدما ارهقته القرارات الحكومية واساليب الجباية التي تنتهجها، ثورة تزيح انصاف السياسيين والاقتصاديين عن المشهد، ثورة تطيح بالمنافقين والمسحجين، ثورة تعيد ترتيب بيت الشعب الداخلي ليكون قادرا على مواجهة المستقبل، ثورة تبقي على الارضية الخصبة التي تدر اغلالها "انتماء وولاء" بانتاجية اكثر.
حفظ الله الاردن وحفظ مليكه المفدى وولي عهده الامين.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :