كل عام وغزة بخير


عمانيات - بقلم المهندس - عمــاد عــودة

"وطني عابر للجغرافيا" ، لله در هذا الإصطفاء , وكأنها جنة الله على أرضه , ما أحلى أن يعيش المرء في غزة رغم الحصار والجراح وأرتال الشهداء وأنات ذويهم , الأمر عندي ليس الا اصطفاء الله لأهل رايتة ومن استحقوا محبته فرفعهم فوق امثالنا درجات فهنيئا لهم وكل عام وغزة وصامدوها بألف خير .

لله دركم يا أهل غزة حين تصبحون وحين تمسون قابضين على لواء الله مرابطين على ما تبقى من ثغور المسلمين وعنوان عزتهم وما تبقى من كرامتهم , بل أنتم المرابطين قبالة أهل الأرض الا من رحم ربي .

انفاسكم وحركاتكم وسكونكم في الله ولله فأي ثواب هذا فهنيئا مريئا لكم وإني لأغبطكم وأتمنى لو كنت بينكم وحسبي انني لا زلت العن الجغرافيا فهي التي فرقت اهل التاريخ .

من بعيد ارنو اليكم وحسبي ان سمائكم تكتظ بملائكة الرحمة والغفران فأنتم المرابطون حقا . أما نحن فالله أعلم بحالنا ومآلنا ولا نجد في صحائف اعمالنا خيرا سوى محبتنا لأهل الله وأهل رباطه لعلها تنفعنا يوم الدين .

لا تحزنوا ولا تجزعوا وهل يحزن من كان في ذمة الله , اتركوا الحزن والجزع لأمثالنا من أهل الكروش والتخم والتسابق على الدنيا وأنعموا بقرب الله فهنيئا لكم .

لسنا في موقع يسمح لنا بإسداء النصح لكم , فأنتم القادة وأنتم من يحمل السلاح ويبقي على كرامتنا فأين ثرانا من ثرياكم . ليكن حصاركم مدرسة ومسجدا وصلاة وليكن مصنعا تعيدون فيه انتاج الانسان العربي المسلم في صورته التي اراد الله , ابحثوا تحت كل حجر وفي ثنايا كل جبل عما ينفع الناس وعلمونا كيف يقوم الفينيق بعد ان يقتلوه , وهل كل قتيل يموت .

أما ان سألتم عن أحوالنا , فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه , فنحن أداة حصاركم شئنا أم ابينا , ونحن غثاء السيل وزبده الذي يذهب جفاءا , ونحن المحاصرين وإن اتسعت الدنيا امامنا وأنتم أهل سعة الله ورحمته رغم حصاركم .

نعيش في خوف من السلطان وأعوانة وزبانيته , نعيش عالة على باقي الأمم فهم يصنعون لنا ما نلبس ويزرعون لنا ما نأكل , نحن عبيد في ثياب سادة , ننظر الى الافق البعيد فلا نرى سوى ظلمة من ورائها ظلمات , حروبنا ألعاب وألعابنا حروب ودمائنا ليست الا حبرا على ورق .

همنا اضحى حبيسا للقمة عيش نحن ثقلاء على الأرض فقط أما في المحافل الدولية ففي خفة ريش النعام بل ولا يكاد يلحظ وجودنا أحد . ونحن في ضخامة الفيل لكن الأخرين يحتاجون الى مجهر ليرون اثار مسيرنا . نحن امه من الخواء والهواء .

بعد حصاركم بدل البعض منا قبلته فمن القدس الى مكة الى البيت الأبيض الجديد , هذا بيت لا يُلِزم اتباعه الا بمعاني القاموس الجديد قاموسهم الجديد الجهاد فيه ارهاب والصمود غباء والثوابت أحمال والخيانة منطق وواقعية ودهاء اما الشهداء فمنتحرون والمقاتلون في قاموسهم متخلفون والثوار كذابون .

لله دركم يا أهل غزة فأنتم من فتحت لهم أبواب السماء وليس بين دعواكم وبين الله حجاب , نحن المحاصرون المكبلون وأنتم الأحرار فأسئألكم الدعاء لنا ان نصبح مثلكم احرارا .

تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بألف بخير 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :