• الرئيسية
  • تحقيقات

  • التدابير الصحية للوقاية من كورونا تُحدث تأثيرات ايجابية على البيئة

التدابير الصحية للوقاية من كورونا تُحدث تأثيرات ايجابية على البيئة


عمانيات -
الحظر ادى لانخفاض في حجم التلوث وقلة نسب معدلات التلوث من الغازات السامة


عمان (بترا) بشرى نيروخ-
أسهمت الاستجابة للتدابير الصحية في الوقاية من جائحة كورونا في إحداث تغيرات بيئية، قللت من نسب الانبعاثات الحرارية الناتجة من حرق الوقود، وتحسين جودة المناخ.
واعتبر خبراء بيئيون ان في ذلك فرصة لاستنشاق الهواء النقي والاستمتاع بجماليات الطبيعة والتأمل بحركة الطير والحيوانات الاليفة، فيما كانت عدسة المصورين ترصد هذه الظواهر بدقة ووضوح لتمتد إلى تصوير جبال على مدى النظر.
وقال نائب الجمعية الأردنية للتصوير المهندس وائل حجازين لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن صفاء الجو ونقائه منح فرصة لالتقاط صور لا مثيل لها، مشيرا إلى رصد العديد من الصور خلال فترة كورونا، بدون الحاجة لتعديلات مهمة عبر البرامج التقنية، كما هو معتاد عليه في السابق، لغياب نسب التلوث بشكل كبير وواضح، وهذا ما أظهرته الصور الملتقطة لجبال سوريا وجبل الشيخ من قلب العاصمة عمان.
وأشار إلى أن الصور الملتقطة في ظل الأزمة هي أوضح وأعمق في تفاصيل أبعادها وتضاهي جودة الصور ما قبل الأزمة؛ التي لا تستطيع إبراز تلك التفاصيل حتى لو تم تعديلها و"فلترتها "عبر تلك البرامج، مبينا أن الجمعية تعكف على إطلاق مبادرة للحفاظ على البيئة من خلال المناشدة بتعطيل أسبوع كامل كل ستة أشهر، لتستعيد الطبيعة نشاطها والاستمتاع بها وتصويرها، وهذا ما كشفته الصور الحالية من حيوية ونشاط كبير غير مسبوق للطيور والحيوانات، بما أعطى للصورة رونقا وجمالية خاصة بها، وأضاف قيمة حقيقية لها.
وأضاف لقد أطلقنا شعارا خاصا للجمعية في ظل الجائحة بعنوان"احمي نفسك احمي وطنك، أردنا قدها مش مزحة الكورونا" على صفحة الفيسبوك للجمعية، ليتسنى لنا تضمين كل الصور وتوثيقها ضمن أرشيف خاص بمرحلة كورونا، وعقد دورات تدريبية متخصصة عن بعد في تطوير مهارات التصوير ا"لجرافيكي والفيديو "بواسطة الكاميرا أو جهاز "الموبايل"، مشيرا إلى ازدياد عدد الأعضاء المنتسبين للجمعية، ممن أقبلوا على التصوير في ظل هذه الجائحة.
وبين مدير مشروع ماجستير البيئة والتغيرات المناخية في الجامعة الأردنية الدكتور أحمد السلايمة، أن ما شاهده الناس من نقاء وصفاء للجو ونظافة للطبيعة والبيئة واستنشاق كميات أكثر صفاء للأوكسجين، هو نتيجة قلة الانبعاثات الحرارية للغازات السامة.
وقال وهو المتخصص في مجال الطاقة والبيئة، إن التدابير اللازمة للوقاية من أزمة كورونا من حظر وقلة استخدام وتشغيل وسائل النقل والصناعة، أسهم بشكل بسيط في التغير المناخي في تلك الفترة المؤقتة لأزمة كورونا، مبينا التأثير الإيجابي للأزمة على الحياة البيئية، سيما وأننا بحاجة إلى فترات طويلة للاستمرار في اتباع سياسات تحد من التلوث للحصول على التوازن البيئي المطلوب، وتفعيل البروتوكولات العالمية لحماية طبقة الأوزون وتقليل الاحتباس الحراري والتخفيف من استخدام الوقود التقليدي، والتوجه للطاقة المتجددة، وزراعة النباتات والتخضير.
وذكر الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية الدكتور بيتيري تالاس عبر الموقع الإلكتروني للمنظمة، إن الانخفاض في انبعاثات الغازات الدفينة بنسبة 6 في المائة، هو خبر سار قصير المدى، محذرا من عودة نسبة الانبعاثات إلى وضعها الطبيعي السابق، بعد التعافي من فيروس كورونا.
فيما أظهرت صور رصدتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عبر الأقمار الصناعية لمناطق مختلفة حول العالم، على موقعها الالكتروني، انخفاضا في حجم التلوث وفي مستويات انبعاث ثاني أكسيد النيتروجين، الذي يعتبر غازا ساما ينبعث من السيارات ومحطات الطاقة والمصانع.
وقال وزير البيئة والطاقة الأسبق ورئيس مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة الدكتور خالد الإيراني، إن الحظر خلال هذه الفترة، أسهم في تقليل نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم وفي الأردن، مبينا أن قطاع النقل يستهلك 40 بالمئة من الوقود الذي يسهم بشكل كبير في تلك الانبعاثات.
وأوضح ان قلة نسب معدلات التلوث من الانبعاثات السامة، أدى إلى صفاء الجو ونقائه بما أتاح للبعض فرصة تصوير مشاهد ومناظر بوضوح تام قد تمتد إلى الأفق البعيد، مبينا أهمية العمل كأفراد ومؤسسات نحو تقليل نسب التلوث، بتقنين استخدام وسائل النقل ما أمكن حفاظا على الصحة العامة والبيئة، ولما لها من أبعاد اقتصادية تتمثل في التوفير المادي لصرف الوقود وآثار اجتماعية في تحسين نوعية الحياة، إضافة إلى العمل على وضع سياسات تحد من هذا التلوث، واستخدام الطاقة المتجددة لإعادة التوازن البيئي، وتحسين جودة الهواء.
وحول ما إذا ما إذا كان لانخفاض التلوث أثر على درجات الحرارة، بين الايراني أن ما يلمسه الناس من تدني في درجات الحرارة الجوية خلال أزمة كورونا، ليس مرتبطا بشكل مباشر بقلة الانبعاثات الحرارية، ذلك أنه حتى نستطيع أن نلمس التغير المناخي، فإننا نحتاج إلى فترات طويلة تمتد إلى سنين، وليس كما يظنه البعض خلال فترة وجيزة قد تمتد من شهرين إلى ثلاثة أشهر.
وأكد مدير التنبؤات الجوية في دائرة الأرصاد الأردنية رائد رافد آل خطاب، أن درجات الحرارة بشكل عام ضمن المعدلات الاعتيادية، مشيرا إلى أن الموسم شهد نسبة هطول مطري مميز، يزيد عن 130 بالمئة في مختلف مناطق المملكة، مبينا أن أمطار شهر ايار تشكل عادة ما بين 1 إلى 4 بالمئة من المعدل الموسم العام في مناطق المملكة.-(بترا)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :