معماريون: كورونا تعيد النظر بمفاهيم التصميم المعماري للبيوت


عمانيات - الدعوة لإعادة تأهيل واستخدام أسطح المباني، بجعلها منتجة كاستغلالها بالزراعة، وإعادة التفكير بتصميم الساحات الخارجية لضمان تحقيق شرط التباعد الجسدي.

(بترا)- بشرى نيروخ-
أعادت أزمة كورونا، مفاهيم التصميم المعماري الابتكاري، الذي يراعي صحة الإنسان ونفسيته ورفاهيته والتقليل ما أمكن من خطر الفيروس، والتكيف مع أية مستجدات أو أزمات محتملة وفقا لمعماريين.
رئيسة قسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بالجامعة الأردنية الدكتورة ديالا الطراونة، قالت لوكالة الأنباء الاردنية (بترا): إن التحولات السريعة لجائحة كورونا، فرضت علينا العديد من التغيرات في مجال العمارة والعمران، ولابد من أخذها بعين الاعتبار في التصاميم المقبلة.
وبينت، وهي مساعد مدير مركز الابتكار والريادة في الجامعة ذاتها، أن المنزل أصبح مكانا للعمل والاسترخاء في آن واحد، الأمر الذي يدعو لتعزيز ابتكار تصميمات تحقق جودة للحياة، كوجود اضاءة وتهوية جيدة من شانها تدعيم الانتاجية، وتحسين المزاج، إضافة لوجود عناصر في المنزل كالشرفات والأسطح لتوفير المتنفس المناسب.
وأوضحت الطراونة: "استطعنا خلال فترة الجائحة إعادة تقييم المنازل وفق الأولويات المستجدة، حيث سيفكر المستخدم بكيفية قضاء الوقت داخل المنزل لفترات أطول، فأولوية الغرف الاضافية لن تعود (للضيوف) كما هو حاليا، بل ستعود لإفراد الاسرة".
بدوره قال أستاذ الهندسة المعمارية في جامعة العلوم التطبيقية المهندس علاء قموه: إن الجائحة سلطت الضوء على جوانب مهمة، لابد من أخذها بعين الاعتبار في التصميم المعماري، وضرورة التفكير بطريقة مرنة لاستيعاب أي احتياجات طارئة مستقبلا، إضافة إلى الأخذ بمفهوم التغيير او التعديل العمراني لتواكب التغيرات المستجدة التي فرضتها الجائحة.
وأضاف قموه: أن صالة الضيوف وفي ظل ظروف الجائحة، أصبحت مكانا للعمل عن بعد، وصالة المعيشة مكانا للتعلم عن بعد، والممر داخل البيت مكانا للعب مع الاطفال، والشرفات إن وجدت، فهي بديلة عن الفراغات الخارجية في المدينة.
ودعا إلى دراسة إعادة تأهيل واستخدام أسطح المباني، بجعلها منتجة كاستغلالها بالزراعة، وإعادة التفكير بتصميم الساحات الخارجية لضمان تحقيق شرط التباعد الجسدي.
عدد من أصحاب المكاتب العقارية قالوا ان مواصفات اقتناء الشقق والمنازل في ظل الجائحة اختلفت عن السابق، ومنهم سالم علاوي، الذي تحدث عن ازدياد الإقبال على مواصفات محددة من الشقق، وعلى وجه الخصوص، الأرضية منها، التي يتوفر بها مساحات محيطة تتضمن حديقة اضافة لموقف سيارة، في وقت عمد فيه آخرون لبيع شققهم وشراء منازل في أطراف عمان وكذلك في المحافظات.
وقال صاحب مكتب عقاري آخر، أنور عودة، أنه في الوقت الذي يبحث فيه الناس عن أسعار شقق منخفضة التكلفة، إلا أنهم ما زالوا يصرون على شراء الشقق المحتوية على شرفات، على الرغم من الركود الذي يعاني منه قطاع بيع الشقق.
وقال خبير التخطيط العمراني والتنمية ورئيس لجنة التخطيط العمراني في نقابة المهندسين الدكتور خالد المومني ان أزمة كورونا تدعونا كمتخصصينٌ إلى ضرورة تقييم مدى قوة العمران وأنسنته في المدن بشكل متدرج وعلى مراحل عدة، من خلال مراجعة تشريعٌات البناء وإعادة صياغتها بما يلبي الاحتياجات الإنسانيةٌ وتوفيرٌ فراغات مفتوحة جاذبة كالساحات والحدائق والمناطق المخصصة للمشاة.
وأشار إلى أهمية تجهيز الأماكن العامة بمرافق صحية نظيفة ومعقمة، واستخدام التقنيات الذكيةٌ فيها للتقليل من لمس الاسطح، ورصد ودراسة الخصائص الإدراكيةٌ والسلوكيةٌ لمستخدمي المساحات الخارجية، قبل اعداد التصاميم النهائية لها، بحيث تراعي الاحتياجات كافة، بطريقة ذكية.
عدد من المواطنين تحدثوا عن أهمية التخطيط العمراني السليم الذي يوفر الراحة والتهوية ويراعي كل التغييرات المستجدة، ومنهم مروان العورتاني الذي قال:" إن ازمة كورونا أتاحت لنا فرصة تقييم الاشكال الهندسية والعمرانية للشقق التي نقطن بها.
فيما رأى الدكتور شفيق علقم، وهو مستشار تربوي، إن التوجه نحو شراء منزل باتساع أكبر مع توفر حديقة، وقربها من الخدمات، أصبح من أولى أولويات الاختيار والتملك في هذا الوقت.
--(بترا)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :