الآثار المدمرة للمخدرات عوض الصقر


الآثار المدمرة للمخدرات على الفرد والمجتمع والحلول المقترحة
عوض الصقر

تعد آفة المخدرات من المصائب الكبيرة التي ابتليت بها المجتمعات في السنوات الأخيرة، فهي سبب رئيسي لتفكك المجتمع وانتشار الجرائم بكافة أنواعها ومسمياتها فالمتعاطي أو المدمن قد يلجأ الى القتل أو السرقة او ارتكاب الفواحش والموبقات بعد أن فقد بوصلة التوازن العقلي ولذلك فهو يتصرف ويسعى لاشباع غرائزه وشهواته دون اعتبار للتبعات والعواقب!.
وأود أن أشير في هذا المقام الى الدراسة التي أجراها المعهد الوطني الأمريكي والتي بينت أن تعاطي المخدرات يعد أحد أسباب انتشار الجرائم في المجتمعات، وأن 70 % من السجناء بالولايات المتحدة تعاطوا المخدرات بشكل منتظم قبل سجنهم، وأن 1 من كل 4 سجناء من مرتكبي جرائم العنف كانوا تحت تأثير المخدرات.
وتشغل مشكلة تعاطي المخدرات العالم بأسره لما لها من آثار تدميرية على المجتمعات وعاملًا رئيسيًا في الكثير من المشاكل الاجتماعية والأمنية والاقتصادية والصحية، ولذلك سعت الدول المختلفة لبذل الكثير من الجهد والمال لمحاربة انتشارها، تجنبًا لتلك الآثار والعواقب على الفرد والمجتمع.
وتؤكد الدراسات المتخصصة حول هذا الموضوع أن تعاطي المخدرات يعتبر هروبا من الواقع الذي يعيشه المتعاطي أو المدمن، بمعنى أنه يتصورأن تعاطي المواد المخدرة أو الكحوليات يشكل مخرجا للأزمات النفسية والاجتماعية والمادية التي يواجهها.
وليست ضغوط الحياة فقط هي الدافع الوحيد وراء تعاطي المخدرات، فأحيانًا يكون البحث عن سعادة مفقودة سببًا رئيسيًا للإدمان، حيث يعتقد المتعاطي أنه بتغييب عقله عن الواقع، قد يحصل على هذه السعادة المفقودة.
وهنا أود أن أشير الى أننا نفذنا، في جمعية الزهور للتنمية الإجتماعية مشروعا رائدا لمكافحة المخدرات بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات بالأمن العام ومركز علاج الإدمان التابع لوزارة الصحة وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وقد حقق نتائج فاقت التوقعات سواء من نشر التوعية العامة من مخاطر هذه الآفة أو من حيث علاج عدد من المدمنين ودمجهم في المجتمع مع العلم أن الإدمان على المخدرات يحدث خللا في خلايا الدماغ واضطرابا في الإدراك الحسي، وتدهورا للمستوى الذهني والكفاءة العقلية، ما قد يؤدي إلى الموت المفاجئ أو حدوث عاهة دائمة عند المتعاطي مثل فقدان البصر أو السمع أو النطق بحسب تأكيدات الأطباء الذي كانوا يحاضرون في المشاركين خلال فترة تنفيذ المشروع.
كما يكون المدمن عرضة للاصابة بالاكتئاب والإنطوائية أو ما يعرف بسوداوية الفكر، كما أنه يكون دائم القلق والتوتر والخوف من أبسط الأشياء.
وهنا أود أن أشير الى المهنية الكاملة والتعاون التام الذي أظهرته كوادر إدارة مكافحة المخدرات معنا ومع المشاركين حيث كانوا يؤكدون على أن المدمن أو المتعاطي الذي يسلم نفسه لهم طواعية يتم علاجه وإعادة تأهيله ودمجه في المجتمع بدون مقابل وبدون أية عقوبات قانونية وبسرية تامة بينما إذا تم إلقاء القبض عليه فإنه يتم تحويله الى محكمة أمن الدولة ذات القرارات القطعية، فلهم منا كل التقدير والامتنان. والشكر الموصول للقائمين على مركز علاج الإدمان بوزارة الصحة الذين كان لتعاونهم الفضل الكبير، بعد الله تعالى، في علاج العديد من المدمنين والمتعاطين وأصبحوا أعضاء أسوياء في المجتمع.
وهنا أدعو الجهات الحكومية المعنية والمنظمات الدولية المانحة لتحذو حذو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن تبادر إلى دعم مؤسسات المجتمع المدني وتفتح آفاق التشبيك والتعاون معها لعقد ورش عمل مماثلة لنشر التوعية الصحية والنفسية والاجتماعية في المجتمع من مخاطر هذه الآفة التي لا تقتصر آثارها على صحة المتعاطي أو المدمن فحسب وإنما أيضا على الأسرة والمجتمع ككل.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :