لعبة الكراسي بقلم : أسماء الطويسي



عندما كنا صغارا ،كانت تستهوينا وتأخذ الحصة الكبيرة من ما نقوم به من العاب لعبة الكراسي في المدرسة في الاستراحة وأحيانا في حصص الرياضة أو أيام النشاط.
ولم تقتصر على المدرسة بل حتى في البيت عندما نلتقي الأقارب من نفس العمر .
لا أعلم لما كانت هذه اللعبة بالتحديد تأخذ نصيب الأسد
ولماذا تم غرسها في قلوبنا وعقولنا!
طبعا لعبة الكراسي لمن لا يعرفها ندور حول الكراسي وهناك شخص يعطي الايعاز بكلمة جلوس طبعا هناك كرسي يكون ناقص عن عدد الاعبين .
ونبقى على هذا الحال بين قيام وجلوس إلى أن تنتهي اللعبة ببقاء كرسي واحد وشخص واحد أيضا.
وهذه اللعبة لم توجد فقط لجيل واحد بل للأجيال متعددة
للأسف عملت هذه اللعبة على خلق عشق للكرسي
والأنانية بحب الذات.
واوجدت الصراع على الكرسي بغض النظر عن الوسيلة أن ما يعانيه الكثير من حب للكرسي وخاصة كرسي المسؤول ،ما هو إلا نتاج غرس الأمس في نفس اليافعين.
وهنا يأتي التساؤل ماذا لو غرس نهج غير هذا النهج في الألعاب، كما هو في الدول المتقدمة أن الفرد للجميع والجميع للفرد.
ماذا لو بدأنا نحن ان نغرس في جيل الأطفال واليافعين هذا المبدأ؟
اعتقد أنه سيكون الجيل المقبل أكثر مقتا للكرسي والمسؤولية
وسيكون لصيغة الجماعية اولولية عن الفرد وحب الذات.
لا بد أن نبدأ التغيير الايجابي في الجيل المقبل من حيث التفكير بعمق بمفهوم الجماعة، ونجاح الفرد لا يأتي إلا بنجاح ودعم الجماعة والعكس صحيح.
واذا استطعنا أن نغرس هذا المفهوم وبالعمق الحقيقي ستكون على المدى المتوسط والبعيد مخرجات بمفاهيم ذو عمق راسخ في الفكر والوجدان والسلوك، لا يمكن أن يتأثر باي افكار سطحية قد تطفو هنا وهناك
التخطيط الاستراتيجي متوسط وطويل الأمد، ليس مختصر عل التنمية الاقتصادية والامنية والتعليمية، بل الفكرية قد تكون الأهم ، لأنها إن نجحت ستسهل نجاح وتنفيذ جميع الاستراتيجيات الأخرى.
لا بد من الوقوف لإحداث التغيير الذي يريده الوطن.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :