تفجير بيروت وصراع المناطق المحجوزة بقلم: علي العدوان



صراع الهيمنة بين الدولتين الكبيرتين (الصين وامريكا)، يدخل لمسارات أكثر عنفا مما مضى ، وظهر هذا الصراع في مطلع هذا العام أكثر حدة ، بالتخوف من الوصول الى الصدام المباشر وحتى الدموي... صراع التربع على سيادة العالم اقتصاديا وتقنيا وحتى صراع (هوليود بليود)؛ الصين تتقدم بخطى ثابتة نحو ريادة العالم تكنولوجيا وصناعيا واقتصاديا بالسير بسرعة تقنية نحو اكمال طريق الحرير ومخطط زمني واضح ،ما تفقده الاخيرة غير وضع حدود المنع السبراني، وفوبيا الامن، والارهاب، ونقل المعلومات وحرب( تك تك) الذي نال اعجاب جماهير مواقع التواصل الالكتروني الاجتماعية، لتلبيته العديد من رغيات هذه الجماهير.
ولحادثة وغياب الرقابة المسبقة عليه ،سواء من المنتج او من الحكومات التي اعتادت على رقابة (فيس بوك وتويتر وانستقرام ووتساب)، وفنيات التحكم بها وإبطائها ما سبب حالة من الانزعاج والعزوف لدى جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبن ما يظهر من خلال ناشطين عن اسباب تدمير ميناء بيروت واسقاط حكومة ذياب راجع الى استعداد حكومة ذياب عقب اجتماع ضمّ وزراء البيئة والصناعة والأشغال والنقل والسياحة والطاقة، مع السفير الصيني في بيروت وانغ كيجيان، نوقش خلالها المشاريع التي يمكن لبكّين أن تساعد لبنان عبرها لتطوير بناه التحتيّة.
وتلقت الحكومة اللبنانية االشهر الماضي، رسائل من الصين تؤكّد فيها عشر شركات صينية بقيادة الشركة العملاقة "ساينو هيدرو" (SINOHYDRO)، استعدادها الفوري للاستثمار في لبنان، وتحديداً في محطتي كهرباء وسكّة الحديد الشاملة.
غير أن الموقف الأبرز تأكيد الشركات اندفاعها نحو الاستثمار في لبنان، على الرغم من الأوضاع المالية للبلاد، وإعلان لبنان تعثّره عن دفع سنداته الدولية، وفي عزّ المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وعن نيّة الصين مساعدة لبنان في تجاوز الأزمة، والمساهمة في الاستقرار المطلوب مع تطوير البنية التحتية.
فالشركات العالميّة اليوم، مع إعلان لبنان تعثّره عن دفع السندات، وحالة العملة المحلية، لن تجرؤ على التفكير في الاستثمار في لبنان، من دون ضمانة البنك الدولي، الذي بدوره لن يتجاوز المفاوضات اللبنانية مع صندوق النقد.
وهذا الأمر ينطبق إجمالاً على مجمل الشركات الكبرى، والصينية منها أيضاً لكنّه لا ينطبق على المجموعة التي تقودها "ساينو هيدرو"، وهي شركات حكومية صينية، لديها رأسمال ضخم، والعقوبات الأميركية عليها محدودة التأثير. وهنا، تحديداً، تتكشّف الغاية خلف إشارة شينكر إلى الحزب الشيوعي الصيني الذي تستهدفه التصريحات الأميركية بحملات مركّزة هذه الأيام، بعدما نجح الصينيون في خلق بدائل من الشركات الخاصة والحكومية، لتنفيذ المشاريع، رغم العقوبات الأميركية التي تُستخدم كأبرز سلاح في الحروب الاقتصادية ضد الدول، الحليفة منها والمناوئة للولايات المتحدة.
في الرسالة الأولى حول الاهتمام بالكهرباء، يُذكّر تجمّع الشركات بالزيارة التي قام بها ممثّلو الشركات للبنان عام 2019، بعد الاطلاع على المعطيات المحيطة بأزمة الكهرباء والحاجة إلى المعامل، اهتمام الشركات الصينية بالاستثمار في هذه المشاريع المهمّة، وتحديداً محطتَي الزهراني ودير عمار".
وتذكّر الرسالة الثانية بمذكرة التفاهم الموقّعة مع وزارة الأشغال اللبنانية، حول أعمال سكّة الحديد وقطاع النقل، معلنةً استعدادها لتنفيذ المشاريع التي تتضمّن "تنفيذ خط سكّة حديد من الشمال إلى الجنوب، ونظام النقل العام الضخم في بيروت، ونفق بيروت (ظهر البيدر نحو الحدود السورية) لسكّة الحديد أو للأوتوستراد الدولي، أو كليهما معاً".
وفي الرسالتين، أيضاً، تأكيد من الشركات على الاستعداد للقيام بالمشاريع الآتية:
ــــ محطات للطاقة كهرومائية أو على الغاز والوقود، بالإضافة إلى خطوط نقل الكهرباء.
ــــ محطات للطاقة البديلة (الشمسية أو بقوّة الريح).
ــــ معالجة وتكرير المياه (الشرب، الصرف الصحي والمياه الملوّثة، بما في ذلك نهر الليطاني).
ــــ الطرقات، الطرقات الدولية، سكك الحديد، تطوير المرافئ والمطارات وأنظمة المياه.
ــــ استثمارات في القطاع المالي وأعمال التجارة الدولية.
وفي شرحٍ حول هوية الشركة، تؤكّد الرسالة الثانية أن "سينوهيدرو" التي تأسست في عام 1954، هي الشركة الرقم 11 على مستوى العالم، من بين 225 شركة إنشاءات كبرى، وأكبر شركة طاقة كهرومائية في العالم. إذ تتجاوز حصتّها 50% من مجمل سوق الطاقة الكهرومائية. وسبق للشركة أن نفّذت سكة القطار السريع بكين ــــ شنغهاي، الذي يسير بسرعة 350 كلم/ ساعة، وقطار غويانغ ــــ غونزو بسرعة 300 كلم/ ساعة، ومجموعة واسعة من السكك الحديد ومحطات مترو الأنفاق في الصين، علماً، بأن شركة "سينوماك" (SINOMACH) التي تضمّها المجموعة، لا تقلّ شأناً عن الشركة الأولى، إذ تعدّ واحدة من كبريات الشركات العالمية في مجال تنفيذ الإنشاءات والصناعات المتوسّطة والثقيلة.
ولعلّ أبرز التطوّرات هو سلوك مشروع التعاون مع لبنان طريقه الرسمي والبيروقراطي داخل الصين بشكل متسارع. إذ ذكرت "الأخبار" أن "سينوهيدرو" حصلت على موافقة على ضمان مشروع سكة الحديد، بناءً على مذكّرة التفاهم الموقّعة مع وزارة الأشغال، من "سينوشور"، وهي هيئة رسمية لـ"ضمان القروض في الصين"، ودورها هو إعطاء الموافقات للشركات الصينية للعمل في الخارج وضمان مشاريعها وتقدّم القروض للدول من الدولة الصينية عبر الشركات الحكومية. وبحسب المعلومات، فإن ممثّلي الشركة يستعدّون لزيارة لبنان، حال سماح الحكومة الصينية لرعاياها بالسفر، وأن ممثّليها جاهزون لإجراء المناقشات مع دياب وأعضاء الحكومة بتقنيات "المؤتمرات بالفيديو"، لتسريع العمل.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :