" كرورنا " .. على الأقلّ !! * طلعت شناعة.




اوقفني اثنان كانا في باص " خصوصي " صغير.. عند " اشارة المَنهَل " ب " الجبيهة " ، وللوهلة الأولى ظننت أنهما يريدان " اختطافي ".. ضمن ظاهرة " خطف الأطفال ".
لكن أحدهما بادرني قائلا :
انت الوحيد اللي لابس كمّامة !!
فقلتُ له بعد شعرتُ بالأمان : وانت واشكالك اللي مهملين ومش لا بسين كمّامات.. وانتم سبب مصايبنا .
طبعا ..
واختفيت على الفور.
.. وفي الطريق إلى " الجريدة "..
ركبتُ باص " كوستر " عمان / صويلح ".. وجلستُ في مقعد مجاور للسائق.. وكان الباص شبه فارغ من الركّاب.
كان الرّجل.ُ كثير التذمّر مثل 99 و 9 اعشار سائقي الاردن.. وكلما توقف ليُنزل راكب او يصعد آخر ، يبدأ بالشتم على الظروف وينال " مشروع الباص السريع " النصيب الأكبر من الشتائم.
كنتُ ارتدي " كمّامتي " كالعادة..
رمقني بنظرة استغراب وقال :
دخلك مصدّق موضوع " الكورونا " ؟
قلت له : اكيد... المسألة ما فيها مزح.. الوباء خطير.
وباغته سائلا " وانت ليش مش لابس الكمّامة ؟
توقعت ان يطردني من الباص.. لكنه اكتفى بفرك لحيته التي نبتت بشكل عشوائي. وقال : انت بتعرف حدا مات من " الكورونا " ؟
قلت : لا ... لكن في ناس بيموتوا. والحكومة بتحذّر من المرض اللعين. ..والا انت خارج التغطية ؟
وشاح بوجهه عني بعد يئس من كلامي.. وما صدّق ينزّلني عند " الدستور ".
و" في وسط البلد " ...
ذهبتُ لشراء كتب من معرض كان يُقام في " الساحة الهاشمية "...
وعلى مقربة من " المُدرّج الروماني ".. رايتُ عددا من الفتيات المراهقات ، يتشاركن في السّحب على " أرجيلة " واحدة... بعد أن استأجرنها من أحدهم هناك.
استغربت " الاستهتار " الرهيب من قِبَلهنّ .. وكأن " الكورونا " ليست خطيرة وربما يعتقد بعض الناس أنها " مَزحة " أو " نكتة " بايخة.
و بعد اللّي شُفته واللي باشوفه في الشوارع ووسط البلد من تهافت الناس على الاكل والحلويات المكشوفة والاراجيل .. التي يتبادلها الشباب وأحيانا الصبايا .. وبلا نظافة .. وخاصة حلوى " كرابيج حلَب " بلا اغطية وغيرها من المأكولات الجاهزة..
وان أغلب الناس نسوا الكمّامات وبعد " حظر التجوال " " فلتت" الناس وظنوا ان " تعافوا " تماما من الوباء..
وبصراحة وبعد تللي شفته وباشوفه من " الاستهتار " ، أشعر أن " الكورونا " أقل مرض ممكن يحصلنا..
..ودمتم بخير




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :