" شُرفة " للايجار بقلم: طلعت شناعة


.
فركتُ عينيّ مرتين كي اتأكّد ان المكتوب على " اليافطة " المثبتة على باب إحدى البنايات حقيقي وليس من خيالاتي وانا اعبر الشارع..
لكنني عدتُ ثانية وسرتُ في نفس المكان..فكان اعلانا لسكن وربما كان صاحبته او صاحبه من النوع الرومانسي او كان شاعرا او أديبا.
السبب لثاني لشكوكي ، ان خبرتي باهل عمّان الذين يحرصون على وجود " بلكونة " او " شُرفة " بلغة المثقفين.. في بيوتهم.
فالشرفة نادرا جدا ما تكون لجلسة جميلة ، لعائلة صاحبة مزاج رأي .. كأن ترى شخصا او امرأة تجلس في " البلكونة " تحتسي القهوة أو تسمع موسيقى او حتى تعزف على " الارجيلة " كما يفعل اللبنانيون واهل نابلس تحديدا.
وذات يوم قمتُ بجولة صحفية في مناطق " عبدون " و " دير غبار " للكتابة عن " شرفات المنازل " .. فتفاجأتُ بعدم وجود كائنات بشرية تجلس على الشرفة التي يحرصون على وجودها وللأسف لا ترى فيها الاّ الخادمات او " كلب " يتأمّل المارّة.
اول " شُرفة " عرفتُها كانت في اول شقّة استأجرتُها في مدينة " بورسعيد " في دراستي الجامعية.. طبعا مشاركة مع اخرين.
كنتُ استمتع بالصحو المبكّر كي أجلس لوحدي واتأمّل الحديقة المقابِلة لشقتنا.
وكان المكان يثير فيّ الرغبة للكتابة وخاصة كتابة " " النصوص ".. قبل ان تصحو باقي الكائنات.
كنتُ اعتبر " البلكونة " الوعاء الذي يحفظ تخيلاتي واحلامي واسراري.. والشاهد على أمالي والامي.
ثمة علاقة بين " الشرفات " و الكتابة عامة و " النصوص " خاصة..
على الأقل بما أشعر به واحسّه.
و وانا عادة ما اتابع ما يكتبه الآخرون والاخريات من "ومضات" او " نصوص " سواء على " الفيس بوك " او في الصحف والكتب.. واحيانا استمتع واشيد باصحابها..
احب " النصوص" لانها كتابة حُرّة بعيدة عن قيود واشكال القصة والقصيدة المتعارف عليها.
وهي تعطي كاتبها حرية البوح والتعبير العفوي .. كما تفعل الصديقة شري غباشي ابنة صديقي الفنان محمد غباشي.
طبعا وغير " شري " هناك صبايا وشباب يكتبون نصوصا جميلة..
ولخصوصية صلتي ب " شري " اشجّعها واقول لها دوما:
لا تخافي.. اكتبي ما يخطر ببالك.
ممكن تكوني كاتبة جيدة..
بس " لو تحطّي عقلك برأيك "..
لو......!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :