التعليم عن بُعد والطّبيخ عن بُعد * طلعت شناعة.



من مفارقات الحياة أنك في لحظة تشعر باليأس من كل شيء وترى شيئا بسيطا ، يجعلك تعيد حساباتك.
كنتُ أجلس بين مَشهيدين مختلفين :
الأول: ابني خالد ( الصف العاشر ) وهو يمارس التعلم عن بُعد وهو بالكاد يفتح عينية ويتابع ما يقوله المدرسون.. واشكّ انه وزملاؤه يركزون فيما يقوله المعلمون والمعلمات.
لكن هكذا تجبرنا الظروف وما باليد حيلة.
الثاني : ابنتي دينا " العروس " وهي تتلقى دروس الطّبخ " عن بُعد " من والدتها... الخبيرة والمحترفة.
رغم أن بناتي " شاطرات " بامور البيت وطبعا امهن علمتهن على ذلك منذ الصغر.. لكن ان تستقل الفتاة في بيتها الخاص وتريد أن تلبي طلبات السيد الزوج وتثبت له أنها " ست بيت من الطراز الرفيع "، فهذا أمر آخر.
وقبل أن تتزوج اولى بناتي ، كنتُ اتابع الموضوع من خلال تجارب أصدقائي مع بناتهم " المغتربات ".. وساهمت وسائل التواصل في حل مشكلة الاجازة واقصد اجادة الطبخ على الهواء مباشرة وعبر آلاف الاميال..ولعلها اهم فوائد التكنولوجيا الحديثة.
فعلينا تتعلم والام تشرح لها " صوت وصورة ".
ومع الأيام.. تصبح البنت " نسخة " من امها ...
اذكر عندما كنتُ طالبا وكنت اعيش لوحدي ، لم يكن هناك " التواصل والاون لاين "
".. وطبعا من الصعب أن أطلب من والدتي ان تعلمني الطبخ من خلال" رسالة ورقية " او ما كانت تُسمّى " المكاتيب ".
المكاتيب للأشواق فقط
ولهذا كنتُ استغلّ العطلة وأجلس إلى جانب المرحومة والدتي كي أتعلّم كيفية طبخ " الارزّ " بدون ما " يخبّص " وكذلك بعض الأكلات التي يحتاجها فتى في بلاد الغربة يعشق اكل البيت ..
ومع التكرار اصبحتُ " شبه طباخ شاطر ".. على الأقل " امشّي حالي " باقلّ الخسائر...
اعرف ، ازواجا لا يعرفون " يقلوا بيضة "...
لانهم كسالى وقد عوّدوا حالهم على عدم التعلّم... مع أنهم يأكلون قدّي " عشر مرات "..
فعلا .. العلم بحر
والتياسة محيط...!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :