ليالي الافراح تغادر الصالات وتلقي ب 35 الف عامل الى صفوف البطالة


عمانيات - - كورونا تتسبب بخسائر تقدر ب100 مليون دينار بقطاع صالات الافراح .
- قطاع الأفراح مغلق "بشكل تام"!

تحقيق : رغد تركي
منذ بدء انتشار جائحة كورونا في الأردن ، تضرّر اقتصاد البلاد بشكلٍ كبير ، و تفاوتت نسبة التضرر من قطاعٍ إلى أخر . .فقطاع الأفراح الذي يشمل "صالات الأفراح ، مكاتب تنظيم الزّفات ، محال المجوهرات ، الحلويات ، الصالونات ، الورود و المصوّرين" .. من أبرز القطاعات المتضرّرة من الجائحة إن لم تكن أكثرها تضرّراً ؛ فمنذُ ١٧ آذار الماضي و بموجب أمر الدفاع أُغلِقَ هذا القطاع .
و لعلّ صالات الأفراح و مكاتب تنظيم الزّفات هي الجزء الأكثر تضرّراً من قطاع الأفراح ؛ حيث أنهم أُغلِقوا "و بشكلٍ كامل و مستمر" منذ التاريخ المذكور أعلاه .
- "العبأ كبير"...
إنّ معاناة اصحاب صالات الأفراح و مكاتب تنظيم الزّفات لا تقتصر فقط على إيقاف عملهم منذ ما يقارب ١١ شهرا ؛ إذ أنّ "المصيبة الأعظم" هي أنهم مُطَالَبون بدفع الضّرائب على الرغم من عدم عملهم!
صاحب أحد مكاتب تنظيم الزّفات في عمان(حسن)، تحدث عن مقدار خسائر مكاتب الزّفات خلال الجائحة ، ففي العام الماضي و قبل إعلان أمر الدفاع الذي ينص على إغلاق المنشآت قامت مكاتب الزّفات بشراء بضاعةٍ جديدة بنظام الأقساط "لبداية الموسم" ، و بعد إعلان أمر الدفاع تساءل أصحاب هذه المكاتب عن كيفية دفع هذه الأقساط في ظل إغلاق منشآتهم ؟
ويترتب على هذه الأقساط فوائد في حال تأجيل دفعها ، بالإضافة إلى رفض البنك تأجيل دفع الأقساط في حال كان القرض بإسم صاحب المنشأة وليس بإسم المنشأة .
و يُكمل صاحب مكتب تنظيم الزّفة حديثه عن أن "العبء أصبح كبيراً جداً عليهم بسبب إغلاق منشأتهم التي تمثل مصدر الدخل الوحيد لهم " ، فهم مُطَالَبون بدفع إيجارات المكاتب و المستودعات ، فواتير الكهرباء و الماء "للمنشأة" ، ترخيص المنشأة ، نصف راتب لكل موظف .. و هي تكاليف يدفعونها بالرغم من إغلاق مكاتبهم .
بعد طول فترة الإغلاق انقسم (العاملون) في هذا الجزء من قطاع الأفراح إلى قسمين : فمنهم من ترك العمل و اتّجه إلى قطاع "المياومة" أي العمل مع العمالة الوافدة ، و القسم الثاني اضطّروا لقبول نصف الراتب الذي يتقاضونه ؛ بسبب سنّهم الكبير الذي لا يتناسب مع غالبية الأعمال الأخرى .. أما (أصحاب) الصالات و مكاتب تنظيم الزّفات منهم من ينتظر صدور قرار لإعادة استئناف عمل منشأته ، و منهم من اضطّر آسفاً إلى إغلاق منشأته .
و يرى صاحب مكتب التظيم انهم اضطروا اللجوء إلى عملٍ آخر صعبة ؛ فنسبة البطالة في البلاد أصبحت كبيرة ، و فرص العمل ضعيفة جداً ، كما أن أي عمل يحتاج إلى رأس مال فكيف سيتم توفير رأس المال إذا كان مصدر الدخل الوحيد هو المنشأة المغلقة ، بالإضافة إلى أن أمانة عمان الكبرى لم تسمح لهم باستخدام المنشأة في أي عملٍ أخر .
- حلول مقترحة من اصحاب صالات الافراح قوبلت بالرفض.
قدّم أصحاب صالات الأفراح و مكاتب تنظيم الزّفات العديد من البروتوكولات الصحية و الحلول بهدف إعادة عمل القطاع و قُوبِلت هذه البروتوكولات بالرفض أحياناً و بعدم الرد أحياناً أخرى .
و من ضمن الحلول التي اقترحوها هي اعطائهم تسهيلات بنكيّة مع فائدة بنسبة ١٪؜ أو ٢٪؜ ، و فترة السّداد بعد فتح القطاع ب ٦ شهور .
و من الحلول الأخرى المقترحة إدخال عدد قليل من المدعوّين إلى صالة الأفراح التي غالباً ما تكون ذات مساحة كبيرة ، و الحفاظ على التباعد الاجتماعي بين كل طاولةٍ و أخرى و بين كل كرسيٍ و آخر ، بالإضافة إلى قياس حرارة المدعوّين قبل دخولهم إلى الصّالة ، و منع دخول كبار السن و الأطفال .
و يقول أصحاب صالات الأفراح و مكاتب تنظيم الزّفات أنهم موافقون على أي بروتوكولات صحية تقررها الحكومة مقابل أن تتم إعادة فتح قطاعهم ، و من يُخالف هذه البروتوكولات تُغلق منشأته .

- افراد يتجهون إلى المزراع لاقامة أفراحهم .

اتّجه الأفراد في الشهور الأخيرة إلى إقامة أفراحهم و حفلاتهم في المزارع نظراً لإغلاق صالات الأفراح ، المزارع خالية من الرقابة و من أي إجراء من اجراءات السلامة
و هنا .. يطرح أصحاب و موظفو صالات الأفراح و مكاتب تنظيم الزّفات تساؤلات عدّة .. هل التباعد الاجتماعي سيكون موجوداً في المزارع الخالية من الرقابة و لن يكون موجوداً في حال وضع بروتوكولات صحية لصالات الأفراح ؟!
هل حقاً هناك تباعد اجتماعي "حقيقي" في المطاعم و المولات و المزارع و النوادي الليلية !
السؤال الذي يطرح نفسه .. هل تمت إعادة فتح المطاعم و المولات لأن هناك قوى ضغط تساندهم .
و لم يتم إعادة فتح صالات الأفراح و مكاتب تنظيم الزّفات ، بل حتى لم يتم اعفائهم من الضرائب أو تعويضهم أو حتى الرد عليهم .

" الحلول التعويضية مشروطة بالانتساب إلى الضمان الاجتماعي " ...
يقول صاحب أحد مكاتب تنظيم الزّفات الموجودة في عمان،إن الاجراءات الحكومية السابقة لم تشمل قطاعهم ، ما عدا برنامج " استدامة " الذي يشترط الانتساب إلى الضمان الاجتماعي و تبعاً لذلك فإنه لم يشمل ٨٠٪؜ من صالات الأفراح و مكاتب تنظيم الزّفات ؛ لأنهم غير مشتركين بالضمان الاجتماعي .

برنامج "استدامة" برنامج أعلنت عنه المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي ، و هو برنامج أطلقته الحكومة بالشراكة مع المؤسسة ،وتستفيد منه المنشآت غير المصرّح لها بالعمل ، و القطاعات الأكثر تضرراً من جائحة كورونا ، حيث تم تحديدها وفق تعليمات أصدرها مدير عام مؤسسة الضمان الاجتماعي ، و مدّة البرنامج ٦ أشهر ، تبدأ من كانون أول ٢٠٢٠ حتى نهاية أيار ٢٠٢١ .
أما شروط الاستفادة من هذا البرنامج تختلف حسب ما إذا كان العامل في المنشآت غير المصرّح لها بالعمل ، أو إذا كان العامل في المنشآت الأكثر تضرراً بالجائحة .
فيجب أن يكون العامل مشمولاً بالضمان الاجتماعي من خلال المنشأة في شهر آذار ٢٠٢٠ و استمر بالشمول بعد ذلك ( في المنشآت غير المصرّح لها بالعمل ) ، أما بالنسبة ( للمنشآت الأكثر تضرراً من جائحة كورونا ) فيجب أن يكون العامل مشمولاً بالضمان في شهر آذار ٢٠٢٠ "أو أي شهر يليه" و حتى تشرين الأول ٢٠٢٠ .
و خصصت المؤسسة للعامل ( في المنشآت غير المصرح لها بالعمل ) ما نسبته ٥٠٪؜ من أجره المُعتَمَد لدى المؤسسة ، بحد أدنى ٢٢٠ ديناراً شهرياً ، و بحد أعلى ٥٠٠ دينار يتحملها البرنامج "بشكل كامل" .
أما ( العامل في القطاعات الأكثر تضرراً بالجائحة ) سيخصص له ٧٥٪؜ من أجره المُعتَمَد لدى المؤسسة ، يتحمل البرنامج ٥٠٪؜ منها ، و بما لا يزيد عن ٥٠٠ ديناراً شهرياً ، و يتحمل صاحب العمل ال٥٠٪؜ المتبقيّة على أن لا يقل الأجر الشهري الذي يُصرف للعامل عن ٢٢٠ ديناراً شهرياً ، و في حال قلّت نسبة ال٧٥٪؜ عن ٢٢٠ دينار يتحمل البرنامج الفرق .
بعد هذه المحنة التي يواجهها اصحاب هذا القطاع فان مطالبهم تتركز على إعفاءهم من الرسوم و الضرائب لعام ٢٠٢٠ ، و إعادة فتح الصالات و مكاتب تنظيم الزّفات "كما تمت إعادة فتح القطاعات الأخرى " ضمن بروتوكولات صحية تحددها وزارة الصحة ، و من يُخالف هذه البروتوكولات تُغلق منشأته .
ويطالب اصحاب الصالات ايضا بان تقوم البنوك بتقديم تسهيلات بنكيّة ، و أن تكون فترة السّداد بعد إعادة فتح القطاع،وكذلك العمل على إيجاد حلول تعويضية لا تكون مشروطة بالانتساب لمؤسسة الضمان الاجتماعي ، فهناك عاملين غير ثابتين "عُمّال مياومة" يعملون في مكاتب تنظيم الزفات .
"صُنّاعُ الفرح" ... قطاعٌ "منكوب"

يصف رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق، قطاع الأفراح بالمنكوب ؛ فهو أكثر قطاع تعرض للضرر ؛ حيث بلغت خسائر هذا القطاع ١٠٠ مليون دينار أردني .
و يُطالب بإعادة فتح القطاع ؛ فهناك ١٢٠٠ صالة أفراح في الأردن ، بالإضافة إلى وجود ما يُقارب ١٠ آلاف منشأة مرتبطة بهذا القطاع .
و أكّد الحاج توفيق ضرورة إصدار أمر دفاع لإعفاء هذا القطاع من الإيجارات و التراخيص و تأجيل الأقساط،وتعويض هذا القطاع الذي عانى العاملون فيه من من آذار الماضي ، و إعفاءهم من الضرائب .
و قال رئيس نقابة صالات الأفراح و مكاتب تنظيم الزفات "تحت التأسيس" مأمون المناصير إن هناك ٣٥ ألف شخص كان مصدر دخلهم الوحيد قطاع الأفراح ، و هم من الطبقة الكادحة "أرامل ، مطلّقات ، يتيمات ، طلاب الجامعات " ،
و أضاف المناصير أن غالبية الحلول التعويضية التي شملت هذا القطاع اشترطت الانتساب للضمان الاجتماعي ، مسنكرا قيام المزارع و بعض الڤيلات بإقامة الأعراس و الحفلات فيها دون وجود اجراءات سلامة و رقابة حكومية .
ويصف عاملون بهذا القطاع بان ٢٠٢٠ هي سنة "كبيسة" ، أثّقلت كاهلهم و زادت همومهم ، و بالرغم من ذلك يرددون جُمَل "إحنا مع الوطن .. إحنا بنحب الوطن .. بس احنا جعنا " ... "أنا وراي أولاد كيف بدي أطعميهم" ... "الله بعين" ... "طيب و بعدين؟ والله تعبنا" .
يأمل اصحاب الصالات والعاملون بها أن تكون سنة ٢٠٢١ أفضل بالنسبة لهم ،بحيث تحل مشاكلهم ،وتستجيب الحكومة لمطالبهم التي هي "حق لهم" بصفتهم مواطنين .

هل سيعود الفرح لصُنّاع الفرح ؟! ...
هل ستعم البهجة من جديد؟! ..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :