طوِّل بالك بقلم: طلعت شناعة




كنتُ في الماضي، كلما وقعت في مشكلة مع أحدهم، أجد من يقول لي «طوِّل بالك»، فإذا اختلفتُ مع خطيبتي كانوا يقولون لي «دايما فترة الخطبة قلقة وتحتاج الى صبر، ولهذا: طوِّل بالك».
وإذا ما اختلفتُ ـ بعدهاـ مع زوجتي، أجد من يقول لي «طوِّل بالك»؛ لأن الحياة بعد الزواج مختلفة عما كانت قبل الزواج.
وإذا ما اختلفت مع جارنا النّكد الذي ينام ويصحو والشرّ يقدح بين عينيه ودائم السعال، أجد من يقول لي «طوِّل بالك»، الحياة بحاجة الى تحمّل الآخرين والجار للجار وان جار.
وعندما أحببت فتاة « مزاجيّة « و « بخيلة «، تعبت معها وكنتُ افكِّر ب « الطلاق/ العاطفي « بحيث أهجرها واتركها للرياح العاتية.. كنتُ اسمع مَن ينصحني بالصبر عليها .. فالحب لا يأتي دائماً.
طبعا كنتُ «أُطوّل بالي» حتى صار بالي «أطوَل من عمود الكهرباء». وفي الفترة الأخيرة، زادت متاعبي مع الآخرين. وبسبب كثرة احتكاكي بالناس صار مطلوبا مني الاستماع الى تلك النصيحة ذاتها ولكن بشكل «مودرن»، فصرتُ أسمع عبارة «طنِّش»  أو   «اتناش»  ويعنون الرقم (12)، وقديما كانوا يرددون عبارة «عِد للعشرة»، والآن زاد الرقم ( 10) وصار ( 12) ومن يدري ربما يصل الى «المليون» بعد عمر طويل.
وهكذا سرتُ في الشوارع وكنتُ إذا ما «دقَر» بي أحدهم بقصد او من غير قصد، كنت أعد لـ « 12 «، واتذكر ان أصابع يدي   «عشرة»  وأزيد من أصابع «رِجليّ» اثنين ليصير المجموع «12» .
واكتشفتُ أن المسألة سهلة؛ ولكنها تحتاج فقط الى تدريب للنفس يكون صعبا في البداية، لكنه مع مرور الأيام وخوض الكثير من التجارب يصبح بسيطا وسهلا.
واكتشفتُ ضمن ما اكتشفتُ، أن أحسن حل لمشاكلي مع الآخرين استخدام الرقم 12 اي «اطناش» .
وبدأتُ أشعر أنني كائن «ضد الكسر «، و «ضدّ الصدمات» .
صرت ما أحلاني...
 بَجنّن !!.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :