الانفاق على الدعاية الانتخابية



المتابع للحملات الاعلامية وبالذات اليافطات المُعلقة في الشوارع وعلى الأعمدة وبين الأشجار معظمها تخلو من القضايا البارزة التي يعاني منها الانسان في البلد ، فليس هناك قضية تأخذ الاولية بالنسبة الى المترشحين، وبنفس الوقت لم يجد المواطن قضية تهمة ليلتفت اليها؛ يعني بصراحة الخطاب السياسي بعيد عن اهتمامات الرأي العام، ولكن هذه اليافطات أو اللوحات الدعائية هي مفيدة للكثيرين وخاصة أصحاب المهن الذين استفادوا من الانتخابات وغيرهم ، ومنهم من يتمنى أن تتكرر هذه الانتخابات سنويا للعائد المادي الذي يتحقق للبعض .
الحقيقة أن موازنة الدعاية الانتخابية للمرشحين كبيرة، ولأننا نفتقر الى مراكز دراسات يمكن أن تعطينا مؤشرات عن الانتخابات النيابية وأبرز المرشحين والمتنافسين ، واتجاهات المواطنين ، فلا نعرف أيضا حجم الدعاية الانتخابية للمرشحين، ولا حجم الانفاق عليها ، سواء النفقات التي تأتي من المرشحين أو من الأحزاب التي تدفع أموالا سخية كونها لأول مرة تشارك في الانتخابات النيابية ضمن قوائم ومقاعد مخصصة لهم في المجلس ، وهي حملات تحتاج إلى تصميم برامج منظمة وليست عشوائية ليتسنى لنا معرفة التمويل الحقيقي للدعاية وللمؤتمرات الصحفية واللقاءات والمهرجانات وخاصة التي تقدم فيها موائد وحلويات، والاتفاقيات التي تعقد ومن بينها اتفاقيات مع مؤسسات الاعلام ، ولا ننسى هنا أيضا أن الاعلام استفاد من الدعايات والإعلانات، وخاصة من الأحزاب الرئيسية التي وفرت تمويلا محددا من أجل انجاح مرشحيها .
نحن هنا لا نتحدث عن التمويل ومصدره بالنسبة للمرشحين أو الأحزاب ، ولكننا نتحدث عن موازنة وحجم الانفاق الذي ربما أنعش بعض المهن وجعل الناس يتساءلون عن هذا الحجم من الانفاق وأهمية توزيعه على من هم بحاجة إليه، وهي دعوة من البعض للحد من هذا الانفاق الذي يصل الى حد البذخ ، أو وضع سقف للإنفاق ، لأنه لا أظن أن الانفاق على الحملات الدعائية هي تبرعات؛ فلم نسمع عن أي مرشح نظم حملة لجمع التبرعات من أجل الدعاية الانتخابية ، أو تلقى منحة من إحدى المؤسسات ، طبعا معروف في القانون ممنوع تلقي أي مساهمات خاصة لدعم المرشحين.
تتفاوت نسبة التمويل من مرشح لاخر ومن حزب كبير لحزب أصغر منه وأقل دعما، طبعا المهم (الدعم الجماهيري) ، لا ننكر أن المرشحين بحاجة لأموال لتغطية نفقات الحملة الدعائية ، ولا ننكر أن بعض المرشحين تجاوزوا حدود الإنفاق ، وأصبح فائضا عن المعقول ، فالدعاية الانتخابية حق طبيعي للمرشح ومن حقه أن ينفق الأموال في اتجاهاتها الدعائية.. لكن ما لا نريده في الانتخابات أن تشترى الأصوات بالأموال . .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :