" جريس سماوي" .. قارىء الكفّ والأيدي الناعمة * طلعت شناعة.




كنا " رسمي محاسنة وانا " ذات ليلة نستعد لحضور حفلة موسيقية في قاعة " زارا " .. وفي الانتظار ، أخذنا نتسلّى بممارسة " النميمة " و " استحضار الكائنات " .. ولم ننتبه للناس الذين يجلسون حولنا.
وأخذنا الحكي على صديقنا جريس سماوي.. وفجأة، سمعنا صوتاً نسائيّا يقول " ليش يتحكوا على اخونا جريس .. مين انتوا ؟
وكانت شقيقات جريس يجلسن خلفنا .. وتعرفنا .. واعتذرنا بأدب .. وقال لهن " رسمي " :
ما دمتوا خواته.. ليش ما تشوفوله عروس .. وتخلصوا منه ؟
واكدنا للصبايا أننا أصدقاء جريس ونحن نحبه وهو يعرفنا جيدا... واظن انهن قبلنا اعتذارنا.
بداية معرفتي بالمرحوم جريس، كانت مع بداية عملي ب " الدستور " وكنا " زهير زقطان وزهير ابو شايب انا نذهب إلى الجامعة الأردنية ونلتقي هناك أصدقاءنا جريس وموسى برهومة وطالبات من الجامعة تعرفنا عليهن واخذنا نقرا لهن القصائد ، وانا كنت اقرا من كتابي " نصوص الشوارع " .. الغزليّة.
بينما كان صديقنا جريس متخصصا بقراءة " الكفّ " .. وكانت الصبايا يتهافتن عليه للاطمئنان على مستقبلهن.
وبالطبع، كنا نحنُ الرجال ، ( نغار ) من ذلك السلوك.. وكان بعضهن يطربهن الكلام " الغزَل " واغلبهن يفضلن لمسات جريس السحرية او هكذا كان يوحي لهن.
وكنا نقضي الوقت بالمرح والضحك وذات يوم ناكفتُ جريس وطلبتُ منه قراءة " كفّ يدي " .. فرفض وقال " انا تخصص صبايا .. فقط.
واستمرت علاقتنا بالشاعر جريس وترافقنا في مهرجان جرش منذ كان مسؤولا عن ملف الثقافة واختيار الشعراء ومن ثم مديرا للمهرجان.. وكنا نناكفه ويغضب منا حين نتسابق لنشر اخبار المطربين والفعاليات قبل اعلان البرنامج والمؤتمر الصحفي.
كان محبوبا وواسع العلاقات مع الشعراء العرب الذين كانوا يحبونه امثال " أدونيس وزاهي وهبي وغيرهما .
وعندنا سافرت الى أوكرانيا، مع الوفد الثقافي والطبي الاردني كان جريس وزيرا للثقافة وقدمتُ له " تقريرا شفويا " عن الرحلة .. قلت له عن الاشياء التي لم يسمعها من سواي من أعضاء الوفد من العاملين بالوزارة.
وفي " الفحيص " معقل جريس.. كانت لنا أيام وليال جميلة وكان جريس أحد " المعزبين " الذين نسعد بوجودهم حولنا في المهرجان.. وكان يفخر بنا ويقدمنا للشعراء والسياسيين المشاركين بمهرجان الفحيص.
كنا نقضي الجلسات بالضحك والثرثرة واكيد استحضار الأرواح الغائبة ..
رحم الله جريس
سنفتقدك كثيرا يا صديقي .. !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :