المعارضة الأردنية وتشخيص الحالة بقلم: مصطفى خريسات



بداية المعارضة ضرورة من ضرورات الرقي والتقدم، ولها دور رئيسي وفعال في بناء الدول فأي معادلة حكم في العالم تمشي على النهج الديمقراطي تكون مكوناتها الحكم والمعارضة ، وفي الدول الأكثر حضارة يتم التبادل بين الفريقين، والتصارع أيضا في إرضاء المواطنين وخدمة الدوله٠
.... لكن في الأردن لا زلنا ننظر إلى المعارضة على أنها أدوات تخريب وجب تحطيمها بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى وإن وصلت إلى قطع الأرزاق ومنع الأوكسجين، متجاهلين عن عمد وبسبق إصرار وترصد ان المعارضة هي مصلحه وطنيه٠
لهذا من يبحث عن المعارضة يجدها داخل السجون، أو على رصيف الحياة من منطلق الموت البطيء، و في خارج الوطن لعدم القدرة على التعبير بحرية في داخله، وإذا أخذنا المشاهدات عمن يتحدث في الشأن الداخلي للبلاد نجد أن المشاهدات تصل إلى عشرات آلالاف وأحيانا الملايين في حين تعجز أي وسيلة إعلام داخليه ان تتجاوز الخمسة الاف مشاهد.

كيف ولماذا؟؟

ليس سرا إذا قلنا أن السبب في هذه الفروقات بالمشاهدات تكمن في التحدث عن الشأن والهم الاردني وبمن يقف على الجرح يجبر المواطن الاردني في سماعه ومشاهدته وعلى الأغلب تأييده .


والمشكلة الأكبر أن الجهات المعنية في الداخل تكرس كل جهدها في مهاجمة هذه المعارضة بطرق وأساليب غير مقنعة متجاهلين أن الرد عليهم يكون بالإصلاح ثم الإصلاح وتقديم الأفضل لسحب البساط من تحت أرجل تلك المعارضة والحد من تأثيرها في الداخل الاردني.

لكن الواقع المعاش، مزيد من الضغط في الداخل، ومزيد من القمع يقابله المزيد من الحضور داخليا لما تطلق عليه الجهات الرسمية المعارضة الخارجية، وهم في الحقيقة أبناء وطن .

و الحقيقة المرة التي لا يرغب مسؤولي الداخل التحدث بها هي مصداقية التعامل مع المواطن وتقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة بدل مضيعة الوقت في أمور هامشية ليرى المواطن الإنجازات أمام عينيه، وهذا فرض عين وجب فعله ،بدلا من كيل الاتهامات والشتم والتجريح.

للأسف الشديد هناك تهم جاهزة من كل الأطراف بدون أدله كالمؤامرات والعمالة والتحالف مع دول أخرى ضد هذا الوطن والتي تفقدها المصداقية في ظل غياب كامل للإعلام الوطني في هذه المرحلة ومراحل سابقة في نقل الصورة والحقيقة كما هي ٠
وانا هنا مع الحرية والانفتاح للاعلام الوطني حتى نغلق الباب في وجه الشاذين من المعارضة.
بين المد والجزر هناك ضحية واحدة هي الوطن والمواطن، بعيدا كل البعد عن التسحيج والنفاق لنصل الى أرضية صلبة ننطلق منها جميعا، لكن للأسف الشديد والمحزن أننا لا زلنا ندور في نفس الفلك، ونفس الأدوات والاليات، ونفس البيانات والعرائض، التي كانت تسود في مرحلة ما في العالم الغامض المعتم والتي أصبحت بالية في عالم القرية الواحدة، ولا زلنا نعيش على اطلال رجال الماضي الذين وصل نفاقهم أنهم نسبو الخير الذي يأتي من الله عز وجل الى غيره من البشر وصدقنا ذلك من باب السذاجة التي كانت صفة غالبة للأسف متناسين أن جيل اليوم يختلف عن جيل الآباء والاجداد تكنولوجيا وعلميا.

من المعيب والمخجل اننا ونحن ندخل المئوية الثانية ان نعيش مشاكل وقضايا القرن الماضي من فقر وبطاله وجوع وابعاد سياسي وانهيار زراعي وإضعاف اقتصادي ونحملها للأجيال القادمة.
وللأسف أيضا لا زلنا نحمل نفس الشماعات الإقليمية والعالمية ونطرحها أمام جيل الشباب الواعي المدرك بأسلوب غير مقنع لهذا الجيل واقرب ما يكون إلى حالة الهبل.
مشكلتنا في الدولة ان هذه القضايا مستمرة ومتكررة ولم تحل ولن تحل وبكل أسف لم تعد هناك قدرة على الحل في ظل غياب العدالة وتفشي الفساد وضياع الحقوق وفقدان الأمل بالمستقبل.

آن الأوان أن نعيد تعريف مفهوم الوطنية على أساس الحقوق والواجبات والكفاءة وان لا ننظر للمعارض نظرة العدو للوطن، ونتساوى جميعا بنظرة واحده قوامها خدمة المواطن، والوطن للجميع ٠
ما نشاهده اليوم ان كل مواطن يمتلك اشكالية مع أيا من أجهزة الدولة وقطاعاتها ويبحث عن حلها، اما بالنفاق والتسحيج، او بالمعارضة البناءة وغيرها التي تطرح بطرق مختلفة لكنها تصب في المصلحة الوطنية اذا تعمقنا بها.
أكثر ما يستفز العاقل، تصريحات التآمر على الاردن ونحن صامدون كما يقول المعنيين بالأمر وبحثنا جليا عمن يتآمر على هذا الوطن في كافه أنحاء العالم لم نجد دوله لا نتمتع معها بعلاقات طيبة إلا كوريا الشمالية(!!!) اذن عن أي مؤامرة نتحدث.
دعونا من هذا وذاك ودعونا من صناعة الضغط والكبت والبحث في أجندات العنصرية والطائفية وتأجيل الحلول والترقيع وترحيل الأزمات فهذه كلها مجتمعة لن تصنع مواطن منتمي لوطنه ولا يكمن فيها الحل طالما أن 15٪ من الشعب يحصدون على ٩٠٪ من موارده والباقي هم بالتأكيد يعيشون على الفتات بكل أنواعه ابتداء بالقروض وانتهاء في حاويات القمامة ٠
اذن الحل لم يطرح لغاية الآن.
واخيرا فمن غير المعقول كما قال أنيشتاين: مجنون من يعيد نفس التجربة ونفس الأدوات ويتوقع ان يخرج بنتائج مختلفة.
بعيدا عن كلام الرسميين هناك خلل كبير وكبير جدا في نهج إدارة الدولة وجب تصحيحه، ضمن أيا من المسميات لإقناع المواطن ان يحافظ على بلده وبغير ذلك سنبقى ندور ضمن الحلول المؤقتة والبيانات التي عمادها الخوف والعطايا




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :