ضبابية المشهد الاردني بقلم: مصطفى خريسات



مؤسف ان توصف الدولة الأردنية بأنها مملكة الموز ولم تجد أيا من جماعة التدخل السريع في النفاق والتسحيج والمدافعين عن مصالحهم، ان يتحدث في نفس تلك الصحف دفاعا عن وطن سرقوه، لكننا نعلم ان(مراجلهم)تنحصر في الداخل الاردني بالاستعراض والبطولات الوهمية في مشهد مقزز قمه بالانانيه!!.

الحقيقة الواضحة للعيان أن معظم أزلام المرحلة تفتقر الى أدنى حد من الرجوله والوطنية الصادقه المخلصه والتي ادت إلى تراجع الوطن عشرات السنوات إلى الخلف في حين تراكمت ثرواتهم وقفزت عشرات المرات إلى الأمام ٠

مع كل هذا يقف الإعلام الرسمي الاردني دور الرديف والمساعد والمساند لهم باسلوب مثير للشفقه ووصل إلى حالة يرثى لها واصبحت رسالته الخداع وتزييف الحقائق ، وكأن الوطن لا يعنيهم هذا الا بمقدار إرضاء زلم المرحلة بكل مكوناتهم .

ما يحدث في الأردن لا يسر صديق ولا يخدم وطن او ينهض به، وإنما يدار بنفس الأساليب المقرفة في البحث عن المصالح واللعب على الحبال والاستغلال البشع خدمة لهم ولابنائهم من بعدهم بالامتيازات والوظائف المتقدمة والمشاريع المميزة التي تدر سمن وعسل في ظل وجود شعب مسلوب الارادة هدفه الأسمى؛ كيف يعيش اليوم ولا ينتظر الغد وكأنه مواطن بالقطعه!!.

للأسف في كل مرة يحاول البعض المطالبة بالاصلاح تخرج الفئة المضلله لترمي تبريراتها في أحضان الوطن بأن الوقت غير مناسب، واقليم ملتهب، والظروف غير مناسبة ودول الجوار وما حل بها، وكأن البطولات الكرتونيه اهم من الأصلاح ووجع راسه، وبالتالي يوصلونها إلى أن بقاء الحال على ما هو عليه مصلحة وطنيه!! و لافساح المجال أمامهم للمزيد من التآمر متناسين أن الإصلاح لا يحدده ظرف او زمن وغير مرتبط بحاله معينة ولا علاقه له بكل هذه التبريرات٠

خلال الأسبوعين الماضيين خرج عدد من ازلام المرحلة بوسائل إعلام خارجيه يبررون ما حصل بالأردن بأسلوب ينم عن افتقار للمعلومة الدقيقه والصحيحه تارة، وبالتخويف و غباء وعدم ثقه بما يقولون تارة أخرى.

لقد تم ذكر كوشنر كأحد الأشخاص الذين تأمروا على الاردن (موقف جميل وجريء)
لكن ماذا لو عاد ترامب من خلال الانتخابات القادمه كما صرح، سيعود ومعه كوشنير بالتأكيد، أين سيكون هذا الموقف الجميل والجريء!!
وماذا سنقول حينها!!
هل سنقول ان هناك ضغطا من ادارة بايدن خاصة ان هذه إلادارة الديمقراطية ولديها موقف وثأر من اداره ترامب الجمهوري!!.
هل نبحث كالعاده عن كبش فداء ونحمله المسؤوليه!!.
ام سنعتبر هذه التصريحات لا تمثل الجهات الرسمية الاردنية وتمثل وجهه نظر قائلها!!.
لننتقل إلى الطرف الآخر من المعادله وهي الدول التي حاولت زعزعة الاستقرار في الأردن ومن هي هذه الدول لاننا لغاية الآن لم نشر اليها بصريح العبارة، والنتيجه بعد كل هذا السرد لا نتهم احد!!!!! .
اي استغراب وتناقض وانفصام نعيش!!.
إدارة المشهد الخارجي كان مربكا وغير سليم والقائمين عليه فشلوا في ادارته لنسجهم الامور بطريقة غير مقنعه قبل طرحها.
اما الشآن الداخلي فحدث ولا حرج :
فلقد دخلنا المئويه قبل ايام بنسبة فقر ٣٧٪ حسب الأرقام الرسمية الاردنيه (وهي موضع شك) والبطالة تفوق ٢٥٪ وربما تصل مع نهاية العام الحالي إلى ٣٠٪ وعجز موازنة هذا العام وصل إلى ٢ مليار دينار والمديونية الخارجيه ٣٤ مليار دينار، عدا المديونية الداخليه وتراجع تام في كافة القطاعات كقطاع التعليم على كافة مستوياته المدرسيه والجامعيه وفشل المنظومه الاقتصاديه والاستثمارية وفشل مواصفة المنتج المحلي وتزوير إرادة الشعب في إظهار مجلس نواب مشكوك بنزاهته ولا يمثل الا الاقلية وتراجع مؤشر الحريات العامه، وزاد عدد مسجوني الكلمه والرأي وانعدمت الثقه بكل الجهات الرسميه، ولم يعد يؤخذ كلامهم على محمل الجد.
في المقابل حققنا إنجازات ملموسه على أرض الواقع تنحصر في قتل الانتماء واستبداله بالمنافقين والسحيجة وارتفع معدل الجريمه وانتشرت المخدرات بشكل واسع ،وتضخم عدد المتعاطين والمدمنين عليها عشرات الاضعاف وزادت ارباح البنوك وفي إذلال الشعب، واغلقت المئات بل آلالاف من المصانع والمحلات التجاريه الامر الذي أدى إلى زيادة رقعة الفقر وارتفاع عدد المنطوين تحت مظلة صندوق المعونة الوطنية.

لقد تحققت هذه المنجزات التي يشار لها كحقيقه واقعة في بيع مقدرات الوطن وعدم الغيرة على المال العام وتوزيع المدخلات المالية على أساس عطاءات وقطاعات على المحاسيب والنسايب وأصحاب الأجندات، واصبحت الدولة كلها موزعه على هؤلاء في ظل تغيب متعمد للشعب والنظر إليهم على انهم مجاميع مستهلكين لا أكثر، واصبحت عائلات معينه تتصدر المشهد في قطاع الدواجن واللحوم والمشتقات النفطية (رغم مخالفتها للمقاييس الاردنيه والعالميه) والتأمين وغيرها من القطاعات الموزعه على عائلات محتكره لها و لا يسمح لأيا كان من دخول تلك القطاعات.
ثم جاءت مرحلة الرعب(!!!) من اي سلوك وطني يخرج للعلن من بعض الأفراد أصحاب الغيره على وطنهم، فأصبح قمع المطالبين بالاصلاح نهجا متبعا ينسحب على كل شي حتى وصل إلى الدراما الاردنيه، وما شاهدناه من موافقه ثم سحبها لمسلسل ام الدراهم الذي ينقل واقع حال ضمن إطار المجتمع الأردني، وقبلها الجزء الثاني من مسلسل ام الكروم، الذي تم رفض إنتاجه لتطرقه للواقع المعاش للاردنيين في تسعينات القرن الماضي وما بعدها كونه تحدث عن حالة النزوح من الكويت والعراق والقضايا والمشاكل التي طرأت في تلك الفتره وبعدها وانعكاسها على الواقع الاردني.
ثم ماذا عن مسلسل تل السنديان الذي عرض لمرة واحدة بالخطأ، ومسلسل التغريبة الفلسطينية الذي رفض التلفزيون الاردني إنتاجه، ووتلقفته شركات إنتاج سوريه وكان علامه فارقه في الدراما السورية!!.
ان هذه المسلسلات تجسد حاله يعيشها الشعب في أماكن وأزمان مختلفه وبالنتيجه هي تصب ضمن الاطار الهويه الوطنيه للدوله وهو ما نفتقر اليه في هذه المرحله.
متى سيستفيق الناس من هذا الكابوس المزعج ويتحرروا من الغش والخداع والاذلال؟؟؟
متى سنصحوا من مصطلحات إطالة اللسان وقدح مقامات عليا واغتيال الشخصيه وقانون الجرائم الإلكترونية وقد اختفت من حياة الاردنيين لنبدء بناء دوله بصورة صادقة ونقية وعادلة تسودها المساواة بين أبناء الشعب الواحد.
المطلوب تعديلات دستوريه تحافظ على إعادة هيبة الدوله بكل مكوناتها بعيدا عن القوانين التي لا تليق بدوله تدخل المئويه الثانيه ٠




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :