اقتصاد الصين العظيم بقلم: أحمد شكوكاني




من بداية الالفية الجديدة بدأت تضح سياسة الصين الاقتصادية المستقبلية و خطتها الاستراتيجية بعد أن بدأت بانتاج نموذجها الخاص (الرأسمالي– الشيوعي ) الذي كانت أبرز ملامحه هو استقطاب رؤوس الاموال و الشركات الدولية الكبيرة من خلال اغراءات للاستثمار داخل الصين و تبني الشركات الصينية الريادية و تنميتها و دعمها .
بدات كبرى الشركات الامريكية الاستثمار بالصين بهدفين الأول اقتصادي بدخول بلد جاهز للاستثمار بإمتياز و سوق كبير لمنتجاتها ،و لانفتاح العالم الكبير على الصين و وزنها الاقتصادي العالمي ، وسبب تشغيلي يكمن في رخص الأيدي العاملة و تسهيلات حكومية كبيرة و تقليل كبير للتكاليف، مما يؤدي الى أعلى ربح و عائد على الشركات ممن لو كانت استثمرت بأماكن اخرى .
السؤال الذي يطرح نفسه، كيف استغلت الصين هذه الميزات لصالحها ايضا ؟

من وجهة نظر اقتصادية البلد الذي يتم الاستثمار فيه تكون العوائد على الدولة متمثلة بعدة مكاسب مثل المكاسب الاجتماعية من خلال تقليل البطالة، و عوائد اقتصادية مثل الضرائب و النقد الاجنبي، لكن المكسب الأكبر يكون للمستثمر الذي تغريه كبرى الدول للاستثمار و توطين الاستثمار لديها من خلال التسهيلات و الميزات الممنوحه لاستثماره .
لكن الصين اتجهت منحنى أخر من خلال توطين الاستثمارات الريادية عبر العالم لديها و جذب الاستثمار و تسويق الصين بأنها بلد اقتصادي بامتياز لكن ما يثير الحيرة كيف لمستثمر امريكي ديمقراطي ان يستثمر في بلد شيوعي ؟
هنا يظهر التنين الصينى على حقيقته وهي ان الحكومة الصينية بعد ان تجذب الاستثمار لديها و توطنه تعلم ابنائه ( الخلطة السحرية )، تقوم بخلق منافس في نفس المجال و باستثمار يوازي بل و أكثر من الاستثمار الاصيل و توطينه داخل الصين و بعد ان ترصد نجاحه داخل الصين تقوم بتسويقه الى كل العالم و تخلق نوعا من المنافسة .
هذه الحالة يمكن ان تنعكس على الواقع من خلال بعض الامثلة مثل Amazon) و Alibaba ) (Apple و Huauwi) ( Tesla و NEO ) ( Facebook و Tik tok ) ( و Uberو DiDi ) اخيرا googel و Baidu الى اجبرت عملاق البحث جووجل الى الخروج من الصين و باعتراف الخبراء ان سبب الخروج ليس كما تصرح به جوجل بسبب القيود من قبل الحكومة الصينية بل بالحقيقة هي هزمت داخل الصين و لم تستطع منافسة بايدو و كذلك الامر لشركة اوبر و امازون لكن مازال هنالك صمود لبعض الشركات مثل ابل و تيسلا لكن الى متى ؟
السؤال كيف نستفيد من تجربة الصين ؟
بأختصار بالتعلم منها ، فالعالم مثل ما ظهرت شركة Careem و نافست شركة Uber لفترة معينه قبل ما تستحوذ عليها اوبر و ايضا مثال شركة نون التي يبلغ حجم الاستثمار بها المليار دولار التي تنافس شركة امازون في بعض الدول العربية .
لكن في الصين تكون الحكومة ضامن للشركات الريادية و الناشئة و تدعمها مثل ما حصل مع شركة نيو للسيارات التي كانت على حافة الافلاس قبل تدخل الحكومة .
في النهاية تقليد البلاد الناجحة بتجربتها عملتها الصين مع امريكا و لوضع معين سوف يصبح العكس كما هو مخطط لرؤية الصين عام 2035 لذلك وجب علينا تدارس التجارب الناجحه مثل الصين و سنغافورة و المانيا و اليابان و اسقاطها على بلادنا لأنه هذا هو الاستثمار المستقبلي




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :