مريضة سرطان : أكثر ما يؤلمني أني فضلت حياتي على حياة جنيني


عمانيات - كتبت: روان سرحان

كانت الحرب في سورية أكبر مخاوفي و خاصة بعد سقوط الصاروخ في منزلنا ، ما أدى إلى استشهاد أبي ، و اصابة ابنة عمي بجروح عميقة و كنت أظن بعد هذا الحدث أني لن أعيش حالة نفسية أسوأ من تلك الحالة ، لكن الإنسان لا يدرك كم سيواجه من الصراعات على طول الطريق …

لانا امرأة سورية تبلغ من العمر ٣١ عاما ، زوجة و أم لثلاثة أطفال ، شعرت لانا في نخزات و تكتلات في ثديها الأيمن ، فذهبت إلى طبيبة نسائية لتكشف لها عن طبيعة تلك الكتل _ علما بأن لانا كانت في بداية حملها الثالث _ قالت لها الطبيبة أن الكتل طبيعية نتيجة تغير في الهرمونات لديها و تضخم الغدد اللبنية ، لكن لانا لم تطمئن من كلام الطبيبة بسبب شعورها بألم شديد وصفته بخروج الروح من الجسد ، فذهبت إلى طبيب آخر فطلب منها صورة شعاعية ، و عندما أطلعت الطبيب على الصورة قال لها كما قالت الطبيبة سابقا ، و مع ذلك لم تطمئن لانا لأن حجم الكتل يزداد ، فذهبت إلى طبيب آخر يعمل في المركز الصحي في المنطقة التي تسكنها ، لأن له سمعة طيبة في قدرته على تشخيص المرض ، قام الطبيب بفحص الكتل ، و بعدها تغير لون وجه الطبيب و أصبح أكثر جدية من ذي قبل ، و أشار عليهة بالذهاب إلى مستشفى البشير لتجري الفحوصات اللازمة ، و أضاف بأن وضعها لا يبشر بالخير ، فكتب لها تحويلة إلى مستشفى البشير واصفا حالتها بالحرجة ..

الصعوبات التي واجهت لانا
ذهبت لانا إلى مستشفى البشير مع زوجها ، قامت الطبيبة هناك بفحصها و طلبت تحويلها إلى قسم الأشعة لكن تم إعطائها موعدا بعيدا ، لذلك عادت لانا إلى الطبيبة فوصفت حالتها بالأشد خطورة لكي يتم تقريب الموعد لها في قسم الأشعة علما بأنها أصبحت في الشهر السادس من حملها ..
بعد إجراء الصورة تم أخذ خزعة من ثديها ، انتظرت ثلاثة أسابيع لظهور النتيجة و كانت هذه الأسابيع بالنسبة لها و لأهلها سنينا طويلة ، و عندما ظهرت النتيجة كانت إيجابية ، و أشار الطبيب إلى وضعها الصحي الخطر ، لأن هرمونات الحمل ساعدت على انتشار الكتل و ازدياد حجمها و نتيجة لذلك قرر الطبيب آجراء عملية استئصال الكتل على الفور و طمأنها بأنه سيزيل الكتلة فقط و لكن يوم العملية كانت الصدمة بوجوب استئصال الثدي بالكامل ، طلبت من الطبيب بأن تجهض الطفل إذا كان ذلك يمنع من استئصال الثدي لكن الطبيب قال بأن الإجهاض لن يؤثر إيجابا عليها ، و عندها انهارت لانا أشد الانهيار و كان أكثر ما يحزنها أنها فكرت للحظة في قتل جنينها ، فحاولت الهرب من المستشفى لكنها استسلمت للأمر الواقع و قبل أن تدخل غرفة العمليات أوصت أخيها بأطفالها في حال وفاتها ، و بعد انتهاء العملية عانت لانا من نزيف حاد فوضعوا لها ثلاثة أكياس دم ، بالإضتفة إلى الألم الجسدي و النفسي الشديدين ، لكن وقوف عائلتها بجانبها شد من أزرها و دعمها كثيرا ، أما بالنسبة لزوجها و عائلته لم يكن هناك أقل تقدير لحالتها الصحية ..

ولادة لانا
بعد ثلاثة أسابيع من انتهاء العملية كان من المفترض أن تضع لانا مولودها في عملية قيصرية -لأنها لم تصل عند إذ إلى شهرها التاسع - لكن عندما ذهبت إلى مستشفى البشير لتحدد موعد ولادتها أصبح الطبيب الذي أجرى لها العملية يتهرب من المسؤولية متذرعا بأن هذا من مسؤولية الطبيبة النسائية ، و الطبيبة كذلك الأمر ، حتى زصلت إلى أول يوم في شهرها التاسع فذهبت إلى المركز الصحي لتكشف عن الجنين فتفاجأ الطبيب بأنها ما زالت حاملا ، فقام بالتواصل مع طبيب مستشفى البشير و اتفق معه على أن تتم ولادتها في نفس اليوم ، علما أنها لم تكن تعاني من آلام المخاض ، فأعطوها طلقا اصطناعيا ما أدى إلى انهيار أعصابها و ألم شديد في عظامها لدرجة أنها بقيت أسابيع لم تستطع أن ترفع قدمها عن الأرض ..
بعد ولادة لانا أعطوها موعدا بعد أسبوعين ليتأكدوا من وضعها الصحي لكن تم إهمالها مرة أخرى و أجلوا الموعد شهرا آخر مما زاد وضعها الصحي سوءا حيث أن السرطان انتشر في كامل جسدها و نتيجة لذلك تم تحويلها إلى مركز الحسين للسرطان ، لكن مركز الحسين رفضها فعادت إلى مستشفى البشير و لم يتم علاجها إلا بعد مشكلة افتعلها زوجها …

مرحلة العلاج
بدأت لانا في العلاج من خلال أخذ أقوى جرعات كيماوية و بفضل الله استجاب جسمها للعلاج لكن للأسف الشديد انتهت الجرعات و لم تتفتت كامل الكتل ، و ذلك بسبب أن الطبيب غفل أن يعطيها عقارا يقطع عنها الحيض ، التي تزيد في تنشيط الهرمونات بالتالي زيادة انتشار الكتل و زيادة حجمها …
بعد الانتهاء من العلاج الكيماوي بدأت لانا في العلاج الإشعاعي و لم يستجب جسمها للعلاج و نتيجة لذلك قال لها الطبيب بأن السرطان سيبقى ساكنا في جسدها لفشلهم على السيطرة عليه ،
و ما من حل سوى إعطائها يوميا ثلاث حبوب في اليوم و تلك الحبوب تعادل جرعة كيماوي ..

توصي لانا النساء القيام بالفحص الدوري للحد من إصابتهم في المرض ، و تدعي أن لا يمس المرض إنسانا ، و تتمنى أن يتم الاهتمام بمرضى السرطان في مستشفى البشير أكثر من ذلك و الشعور بالمسؤولية تجاههم على القدر المطلوب …




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :