إيران وإسرائيل: انتصار بالنار والدهاء... وهزيمة الأوهام الغربية
عمر ضمرة في ميادين الحروب الكبرى، لم يعد معيار النصر أو الهزيمة يقاس بعدد الصواريخ المنهمرة أو الأبنية المدمرة. لقد غادرنا زمن الحسم العسكري الصرف، ودخلنا زمن تحقيق الأهداف. النصر الحديث بات مرهونًا بمدى قدرة الدولة على فرض إرادتها السياسية والعسكرية، وإفشال مخططات العدو، لا بعدد الضربات التي تتلقاها أو توجهها. وهذا ما جسدته إيران في مواجهتها الأخيرة مع الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة. فعلى الرغم من الضربات الموجعة والاغتيالات الممنهجة التي نفذتها أجهزة استخبارات غربية بدءًا من الموساد الإسرائيلي مرورا بالسي آي إيه الأميركية وصولا إلى الإم آي 6 البريطاني خرجت طهران صامدة، بل منتصرة في معركة الإرادات. كشفت مصادر استخبارية أوروبية أن إيران، بمهارة فائقة، نقلت اليورانيوم المخصب إلى مواقع مجهولة، في سيناريو يعيد إلى الأذهان كيف تمكنت طهران من بناء مفاعل فوردو النووي تحت أعين العالم، ولم يكتشف إلا بعد أربع سنوات من بدء تشغيله. مشهد يفضح عجز أجهزة تجسسية يفترض أنها الأشد تطورًا، ويؤكد أن لإيران قدرات تحت الأرض لا تدركها حتى أعين الموساد والسي آي إيه.
إن هذا الإنجاز الاستخباري وحده كاف لاعتباره نصرًا استراتيجيًا، إذ أفشلت طهران تحقيق الهدف الأسمى لخصومها، المتمثل في شل قدراتها النووية والقضاء على طموحاتها الدفاعية.
الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية، الذي روجت واشنطن له كإنجاز نوعي، تحول إلى عبء اقتصادي على الإدارة الأميركية ذاتها. فقد أشار تقرير لموقع USA TODAY 21 إلى أن الضربات أشعلت الأسواق، ورفعت أسعار النفط، وأذكت التضخم، وزادت من حالة الارتباك في الأسواق العالمية. مشهد عبثي دفع المستثمرين إلى الهلع، وأربك الحسابات النقدية للبنك الفيدرالي، لتتحول الضربة إلى سيف ارتد على عنق ضاربه. أما في تل أبيب، فقد اختلطت مشاعر الانتصار المزعوم بالخوف الدفين. تصريحات قادة الاحتلال، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، التي تحدثت عن إزالة التهديد النووي والصاروخي الإيراني، سقطت أمام مشهد الصواريخ التي أمطرت المدن الإسرائيلية حتى اللحظة الأخيرة قبيل وقف إطلاق النار. وما بين خمس موجات صاروخية متتالية وانفجارات هائلة، بدت إسرائيل أقرب إلى الخضوع منها إلى النصر.
حتى قادة الاحتلال أنفسهم لم يستطيعوا إنكار الحقيقة. اللواء الإسرائيلي يوآف ساميا قالها بوضوح: 'إيران هي من حددت توقيت وقف إطلاق النار... اشترينا بضع سنوات من الهدوء بسعر باهظ وبندبة لأجيال'.
في واشنطن، بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكأنه يقاتل على جبهة موازية: جبهة الإعلام. بين هجومه على CNN وNBC وABC News، وبين محاولاته المستميتة لإقناع الداخل الأميركي بأن المواقع الإيرانية دمرت بالكامل، كانت الحقيقة تهرب من بين يديه. الإعلام الأميركي، المشكك بجدوى الضربة، نقل حالة الارتباك وحجم عدم اليقين الذي يخيم على البيت الأبيض.
بينما راح البعض يراهن على زعزعة النظام الإيراني، جاءت تصريحات ترامب لتؤكد إدراكه بأن تغيير النظام سيقود إلى الفوضى. وأسقط في يد من راهنوا على نجل الشاه، بعدما وصف معهد كوينسي الأميركي حلم إعادته إلى الحكم بالخيال.
اليوم يقف العالم أمام مشهد لم يكن في حسابات كثيرين: إيران، رغم حجم العدوان، تخرج من المعركة أكثر ثقة بقدراتها، مع جبهة داخلية متماسكة، وردع صاروخي أربك تل أبيب وواشنطن على السواء. وكما قال وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف: 'انتصار إيران هو ثمرة صمود وشجاعة الأمة وقيادتها'.
إنها حرب الإرادات لا القنابل. وها هي إيران تثبت أن النصر في زمننا يقاس بمدى القدرة على إفشال خطط الخصوم، لا بعدد الضربات المتبادلة.
إيران وإسرائيل: انتصار بالنار والدهاء... وهزيمة الأوهام الغربية
عمر ضمرة في ميادين الحروب الكبرى، لم يعد معيار النصر أو الهزيمة يقاس بعدد الصواريخ المنهمرة أو الأبنية المدمرة. لقد غادرنا زمن الحسم العسكري الصرف، ودخلنا زمن تحقيق الأهداف. النصر الحديث بات مرهونًا بمدى قدرة الدولة على فرض إرادتها السياسية والعسكرية، وإفشال مخططات العدو، لا بعدد الضربات التي تتلقاها أو توجهها. وهذا ما جسدته إيران في مواجهتها الأخيرة مع الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة. فعلى الرغم من الضربات الموجعة والاغتيالات الممنهجة التي نفذتها أجهزة استخبارات غربية بدءًا من الموساد الإسرائيلي مرورا بالسي آي إيه الأميركية وصولا إلى الإم آي 6 البريطاني خرجت طهران صامدة، بل منتصرة في معركة الإرادات. كشفت مصادر استخبارية أوروبية أن إيران، بمهارة فائقة، نقلت اليورانيوم المخصب إلى مواقع مجهولة، في سيناريو يعيد إلى الأذهان كيف تمكنت طهران من بناء مفاعل فوردو النووي تحت أعين العالم، ولم يكتشف إلا بعد أربع سنوات من بدء تشغيله. مشهد يفضح عجز أجهزة تجسسية يفترض أنها الأشد تطورًا، ويؤكد أن لإيران قدرات تحت الأرض لا تدركها حتى أعين الموساد والسي آي إيه.
إن هذا الإنجاز الاستخباري وحده كاف لاعتباره نصرًا استراتيجيًا، إذ أفشلت طهران تحقيق الهدف الأسمى لخصومها، المتمثل في شل قدراتها النووية والقضاء على طموحاتها الدفاعية.
الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية، الذي روجت واشنطن له كإنجاز نوعي، تحول إلى عبء اقتصادي على الإدارة الأميركية ذاتها. فقد أشار تقرير لموقع USA TODAY 21 إلى أن الضربات أشعلت الأسواق، ورفعت أسعار النفط، وأذكت التضخم، وزادت من حالة الارتباك في الأسواق العالمية. مشهد عبثي دفع المستثمرين إلى الهلع، وأربك الحسابات النقدية للبنك الفيدرالي، لتتحول الضربة إلى سيف ارتد على عنق ضاربه. أما في تل أبيب، فقد اختلطت مشاعر الانتصار المزعوم بالخوف الدفين. تصريحات قادة الاحتلال، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، التي تحدثت عن إزالة التهديد النووي والصاروخي الإيراني، سقطت أمام مشهد الصواريخ التي أمطرت المدن الإسرائيلية حتى اللحظة الأخيرة قبيل وقف إطلاق النار. وما بين خمس موجات صاروخية متتالية وانفجارات هائلة، بدت إسرائيل أقرب إلى الخضوع منها إلى النصر.
حتى قادة الاحتلال أنفسهم لم يستطيعوا إنكار الحقيقة. اللواء الإسرائيلي يوآف ساميا قالها بوضوح: 'إيران هي من حددت توقيت وقف إطلاق النار... اشترينا بضع سنوات من الهدوء بسعر باهظ وبندبة لأجيال'.
في واشنطن، بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكأنه يقاتل على جبهة موازية: جبهة الإعلام. بين هجومه على CNN وNBC وABC News، وبين محاولاته المستميتة لإقناع الداخل الأميركي بأن المواقع الإيرانية دمرت بالكامل، كانت الحقيقة تهرب من بين يديه. الإعلام الأميركي، المشكك بجدوى الضربة، نقل حالة الارتباك وحجم عدم اليقين الذي يخيم على البيت الأبيض.
بينما راح البعض يراهن على زعزعة النظام الإيراني، جاءت تصريحات ترامب لتؤكد إدراكه بأن تغيير النظام سيقود إلى الفوضى. وأسقط في يد من راهنوا على نجل الشاه، بعدما وصف معهد كوينسي الأميركي حلم إعادته إلى الحكم بالخيال.
اليوم يقف العالم أمام مشهد لم يكن في حسابات كثيرين: إيران، رغم حجم العدوان، تخرج من المعركة أكثر ثقة بقدراتها، مع جبهة داخلية متماسكة، وردع صاروخي أربك تل أبيب وواشنطن على السواء. وكما قال وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف: 'انتصار إيران هو ثمرة صمود وشجاعة الأمة وقيادتها'.
إنها حرب الإرادات لا القنابل. وها هي إيران تثبت أن النصر في زمننا يقاس بمدى القدرة على إفشال خطط الخصوم، لا بعدد الضربات المتبادلة.
إيران وإسرائيل: انتصار بالنار والدهاء... وهزيمة الأوهام الغربية
عمر ضمرة في ميادين الحروب الكبرى، لم يعد معيار النصر أو الهزيمة يقاس بعدد الصواريخ المنهمرة أو الأبنية المدمرة. لقد غادرنا زمن الحسم العسكري الصرف، ودخلنا زمن تحقيق الأهداف. النصر الحديث بات مرهونًا بمدى قدرة الدولة على فرض إرادتها السياسية والعسكرية، وإفشال مخططات العدو، لا بعدد الضربات التي تتلقاها أو توجهها. وهذا ما جسدته إيران في مواجهتها الأخيرة مع الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة. فعلى الرغم من الضربات الموجعة والاغتيالات الممنهجة التي نفذتها أجهزة استخبارات غربية بدءًا من الموساد الإسرائيلي مرورا بالسي آي إيه الأميركية وصولا إلى الإم آي 6 البريطاني خرجت طهران صامدة، بل منتصرة في معركة الإرادات. كشفت مصادر استخبارية أوروبية أن إيران، بمهارة فائقة، نقلت اليورانيوم المخصب إلى مواقع مجهولة، في سيناريو يعيد إلى الأذهان كيف تمكنت طهران من بناء مفاعل فوردو النووي تحت أعين العالم، ولم يكتشف إلا بعد أربع سنوات من بدء تشغيله. مشهد يفضح عجز أجهزة تجسسية يفترض أنها الأشد تطورًا، ويؤكد أن لإيران قدرات تحت الأرض لا تدركها حتى أعين الموساد والسي آي إيه.
إن هذا الإنجاز الاستخباري وحده كاف لاعتباره نصرًا استراتيجيًا، إذ أفشلت طهران تحقيق الهدف الأسمى لخصومها، المتمثل في شل قدراتها النووية والقضاء على طموحاتها الدفاعية.
الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية، الذي روجت واشنطن له كإنجاز نوعي، تحول إلى عبء اقتصادي على الإدارة الأميركية ذاتها. فقد أشار تقرير لموقع USA TODAY 21 إلى أن الضربات أشعلت الأسواق، ورفعت أسعار النفط، وأذكت التضخم، وزادت من حالة الارتباك في الأسواق العالمية. مشهد عبثي دفع المستثمرين إلى الهلع، وأربك الحسابات النقدية للبنك الفيدرالي، لتتحول الضربة إلى سيف ارتد على عنق ضاربه. أما في تل أبيب، فقد اختلطت مشاعر الانتصار المزعوم بالخوف الدفين. تصريحات قادة الاحتلال، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، التي تحدثت عن إزالة التهديد النووي والصاروخي الإيراني، سقطت أمام مشهد الصواريخ التي أمطرت المدن الإسرائيلية حتى اللحظة الأخيرة قبيل وقف إطلاق النار. وما بين خمس موجات صاروخية متتالية وانفجارات هائلة، بدت إسرائيل أقرب إلى الخضوع منها إلى النصر.
حتى قادة الاحتلال أنفسهم لم يستطيعوا إنكار الحقيقة. اللواء الإسرائيلي يوآف ساميا قالها بوضوح: 'إيران هي من حددت توقيت وقف إطلاق النار... اشترينا بضع سنوات من الهدوء بسعر باهظ وبندبة لأجيال'.
في واشنطن، بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكأنه يقاتل على جبهة موازية: جبهة الإعلام. بين هجومه على CNN وNBC وABC News، وبين محاولاته المستميتة لإقناع الداخل الأميركي بأن المواقع الإيرانية دمرت بالكامل، كانت الحقيقة تهرب من بين يديه. الإعلام الأميركي، المشكك بجدوى الضربة، نقل حالة الارتباك وحجم عدم اليقين الذي يخيم على البيت الأبيض.
بينما راح البعض يراهن على زعزعة النظام الإيراني، جاءت تصريحات ترامب لتؤكد إدراكه بأن تغيير النظام سيقود إلى الفوضى. وأسقط في يد من راهنوا على نجل الشاه، بعدما وصف معهد كوينسي الأميركي حلم إعادته إلى الحكم بالخيال.
اليوم يقف العالم أمام مشهد لم يكن في حسابات كثيرين: إيران، رغم حجم العدوان، تخرج من المعركة أكثر ثقة بقدراتها، مع جبهة داخلية متماسكة، وردع صاروخي أربك تل أبيب وواشنطن على السواء. وكما قال وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف: 'انتصار إيران هو ثمرة صمود وشجاعة الأمة وقيادتها'.
إنها حرب الإرادات لا القنابل. وها هي إيران تثبت أن النصر في زمننا يقاس بمدى القدرة على إفشال خطط الخصوم، لا بعدد الضربات المتبادلة.
التعليقات
إيران وإسرائيل: انتصار بالنار والدهاء بقلم: عمر ضمرة
التعليقات