رابطة الكتّاب الأردنيين تحتفي بـ«إسطنبول تقول» وتناقش آفاق ترجمة الأدب التركي إلى العربية
كتب هاني علي الهندي
نظّمت لجنة النقد الأدبي في رابطة الكتّاب الأردنيين، مساءً، ندوة نقدية بعنوان «قراءة نقدية في المختارات القصصية المترجمة عن التركية: إسطنبول تقول»، للكاتب والمترجم أسيد الحوتري، وذلك في أجواء ثقافية شتوية مميزة، وبحضور نخبة من الأكاديميين والمهتمين بالشأن الأدبي.
وقدّم الندوة الأستاذ محمد رمضان الجبور، وشارك فيها كل من الدكتور رباع الربابعة والدكتور علي مقدادي، اللذين قدّما قراءتين نقديتين تناولتا العمل من زوايا أدبية وترجمية وثقافية متعددة.
استهل الدكتور رباع الربابعة مداخلته بالإشارة إلى أن حركة الترجمة من اللغة التركية إلى اللغة العربية ما تزال تعاني من قصور ملموس، كمًّا ونوعًا، على الرغم من العلاقات التاريخية والثقافية العميقة التي تربط العرب بالأتراك. ولفت إلى أن الجهود المؤسسية في هذا المجال ما تزال محدودة، الأمر الذي جعل معظم مشاريع الترجمة تعتمد على مبادرات فردية يقودها مترجمون شغوفون.
واستعرض الربابعة القصص المترجمة التي يضمها الكتاب، مبينًا أنها تختلف من حيث التجربة والأسلوب والزمن، لكنها تلتقي في أفق دلالي مشترك يبرر جمعها في كتاب واحد، فنيًا وفكريًا. وأوضح أن هذه النصوص، على تباعدها الظاهري، تتحاور ضمن شبكة من القلق الوجودي، والتوتر الاجتماعي، والبحث عن المعنى في عالم متحوّل.
وأضاف أن القصص مجتمعة ترسم صورة للإنسان التركي الحديث بوصفه كائنًا مأزومًا، يعيش بين ضغط المجتمع وثقل الذاكرة، وبين الطموح والخوف من السقوط، مشيرًا إلى أن هذه النصوص لا تسعى إلى تقديم حلول جاهزة، بل تكتفي بطرح الأسئلة، حيث تتحول القصة القصيرة إلى فضاء مفتوح للقلق والتأمل، لا أداة وعظ أو توجيه.
واختتم الربابعة مداخلته بالتأكيد على أن المجموعة تمثل نموذجًا ناضجًا للقصة التركية، تتقاطع فيها الواقعية مع الرمزية، والتحليل النفسي مع النقد الاجتماعي، ليغدو السرد مرآة دقيقة للإنسان في زمن التحوّل، وقصصًا تُقرأ بحثًا عن الفكرة والسؤال العميق الذي يرافق القارئ حتى بعد إغلاق الكتاب.
من جانبه، تناول الدكتور علي مقدادي في ورقته أهمية الترجمة، ولا سيما الترجمة الأدبية، بوصفها مجالًا شغل النقاد والباحثين طويلًا، لما لها من دور في إثراء المخزون المعرفي للقارئ الذي لا يجيد لغة النص الأصلي، ومنحه تصورًا أشمل لثقافة الأمة المنقول عنها. وأشار إلى أن الترجمة تمثل ثنائية اللغة والثقافة، ونقل الملامح الحضارية بين الشعوب.
وأوضح مقدادي أن اللغة تُعدّ ناقلًا أساسيًا للثقافة، وأن الأدب الحديث والمعاصر يحمل رسالة مختلفة عن الأدب القديم، الذي انشغل بجماليات اللغة والمحسنات البديعية وسعة الخيال، وفق نظرية «الفن للفن». وبيّن أن الأدب التركي القديم تأثر تأثرًا كبيرًا بالأدب العربي، فاهتم بتصوير القصور والطبيعة والغزل وشعر الخمرة والصيد، قبل أن يتحول في العصر الحديث إلى أدب واقعي يعكس تفاصيل الحياة اليومية في مدن مثل إسطنبول وأنقرة وبورصة، ويستحضر الأماكن والشخصيات والأحداث التاريخية، وصولًا إلى ملامح الحياة الاجتماعية والثقافية، بما فيها المطبخ التركي الغني.
وكان الأستاذ محمد رمضان الجبور قد افتتح الندوة مرحّبًا بالمحاضرين والحضور، مؤكدًا أن مجموعة «إسطنبول تقول»، بترجمة الروائي والناقد والقاص أسيد الحوتري، تمثل جسرًا أدبيًا يعيد وصل القارئ العربي بنبض الأدب التركي المعاصر، ذلك الأدب الذي ظل قريبًا في الوجدان، بعيدًا في الترجمة، حتى جاءت هذه الجهود الفردية لتعيد إضاءته باللغة العربية.
وأشار الجبور إلى أن الترجمة من التركية إلى العربية ليست مجرد نقل لغوي، بل عبور ثقافي يتطلب حسًا سرديًا، ومعرفة دقيقة بتراث الأدب التركي، وقدرة على التقاط النبرة الداخلية للنص، مؤكدًا أن ترجمات الحوتري جاءت محافظة على روح النص الأصلي وموسيقاه الداخلية، دون التفريط بجماليات اللغة العربية، لتغدو الترجمة هنا فعل كتابة ثانٍ، يعيد خلق النص للقارئ العربي.
وفي ختام الجلسة، تحدث المترجم أسيد الحوتري عن مشروعه في الترجمة، موضحًا أنه انطلق من شعور عميق بالوفاء لتركيا التي درس فيها، ولأنقرة على وجه الخصوص، حيث أمضى سنوات دراسته في كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا بجامعة أنقرة، ونسج خلالها علاقات أكاديمية وإنسانية راسخة مع أساتذته وزملائه الأتراك.
وأشار إلى أنه، بدافع الامتنان لتلك التجربة الثقافية والإنسانية، قرر إطلاق مشروع فردي يُعنى بترجمة الأعمال التركية الكلاسيكية، سعيًا إلى تجسير الهوة بين الأدب التركي والمتلقي العربي. وبيّن أنه دشّن هذه المبادرة عام 2023 بكتاب «حدث في الآستانة»، الذي ضم إحدى عشرة قصة قصيرة من روائع القصة التركية، ثم واصل المشروع بترجمة سبع قصص ممتدة عام 2025، لم يسبق نقلها إلى العربية، لعدد من رواد القصة القصيرة في الأدب التركي، وهو الكتاب الذي خُصصت له هذه الندوة النقدية.
وكشف الحوتري عن مشروعه المقبل، المتمثل في ترجمة رواية تركية كلاسيكية بعنوان «المغامرة»، للروائي التركي المعروف سامي باشا زاده سزائي، والمتوقع صدورها قريبًا.
رابطة الكتّاب الأردنيين تحتفي بـ«إسطنبول تقول» وتناقش آفاق ترجمة الأدب التركي إلى العربية
كتب هاني علي الهندي
نظّمت لجنة النقد الأدبي في رابطة الكتّاب الأردنيين، مساءً، ندوة نقدية بعنوان «قراءة نقدية في المختارات القصصية المترجمة عن التركية: إسطنبول تقول»، للكاتب والمترجم أسيد الحوتري، وذلك في أجواء ثقافية شتوية مميزة، وبحضور نخبة من الأكاديميين والمهتمين بالشأن الأدبي.
وقدّم الندوة الأستاذ محمد رمضان الجبور، وشارك فيها كل من الدكتور رباع الربابعة والدكتور علي مقدادي، اللذين قدّما قراءتين نقديتين تناولتا العمل من زوايا أدبية وترجمية وثقافية متعددة.
استهل الدكتور رباع الربابعة مداخلته بالإشارة إلى أن حركة الترجمة من اللغة التركية إلى اللغة العربية ما تزال تعاني من قصور ملموس، كمًّا ونوعًا، على الرغم من العلاقات التاريخية والثقافية العميقة التي تربط العرب بالأتراك. ولفت إلى أن الجهود المؤسسية في هذا المجال ما تزال محدودة، الأمر الذي جعل معظم مشاريع الترجمة تعتمد على مبادرات فردية يقودها مترجمون شغوفون.
واستعرض الربابعة القصص المترجمة التي يضمها الكتاب، مبينًا أنها تختلف من حيث التجربة والأسلوب والزمن، لكنها تلتقي في أفق دلالي مشترك يبرر جمعها في كتاب واحد، فنيًا وفكريًا. وأوضح أن هذه النصوص، على تباعدها الظاهري، تتحاور ضمن شبكة من القلق الوجودي، والتوتر الاجتماعي، والبحث عن المعنى في عالم متحوّل.
وأضاف أن القصص مجتمعة ترسم صورة للإنسان التركي الحديث بوصفه كائنًا مأزومًا، يعيش بين ضغط المجتمع وثقل الذاكرة، وبين الطموح والخوف من السقوط، مشيرًا إلى أن هذه النصوص لا تسعى إلى تقديم حلول جاهزة، بل تكتفي بطرح الأسئلة، حيث تتحول القصة القصيرة إلى فضاء مفتوح للقلق والتأمل، لا أداة وعظ أو توجيه.
واختتم الربابعة مداخلته بالتأكيد على أن المجموعة تمثل نموذجًا ناضجًا للقصة التركية، تتقاطع فيها الواقعية مع الرمزية، والتحليل النفسي مع النقد الاجتماعي، ليغدو السرد مرآة دقيقة للإنسان في زمن التحوّل، وقصصًا تُقرأ بحثًا عن الفكرة والسؤال العميق الذي يرافق القارئ حتى بعد إغلاق الكتاب.
من جانبه، تناول الدكتور علي مقدادي في ورقته أهمية الترجمة، ولا سيما الترجمة الأدبية، بوصفها مجالًا شغل النقاد والباحثين طويلًا، لما لها من دور في إثراء المخزون المعرفي للقارئ الذي لا يجيد لغة النص الأصلي، ومنحه تصورًا أشمل لثقافة الأمة المنقول عنها. وأشار إلى أن الترجمة تمثل ثنائية اللغة والثقافة، ونقل الملامح الحضارية بين الشعوب.
وأوضح مقدادي أن اللغة تُعدّ ناقلًا أساسيًا للثقافة، وأن الأدب الحديث والمعاصر يحمل رسالة مختلفة عن الأدب القديم، الذي انشغل بجماليات اللغة والمحسنات البديعية وسعة الخيال، وفق نظرية «الفن للفن». وبيّن أن الأدب التركي القديم تأثر تأثرًا كبيرًا بالأدب العربي، فاهتم بتصوير القصور والطبيعة والغزل وشعر الخمرة والصيد، قبل أن يتحول في العصر الحديث إلى أدب واقعي يعكس تفاصيل الحياة اليومية في مدن مثل إسطنبول وأنقرة وبورصة، ويستحضر الأماكن والشخصيات والأحداث التاريخية، وصولًا إلى ملامح الحياة الاجتماعية والثقافية، بما فيها المطبخ التركي الغني.
وكان الأستاذ محمد رمضان الجبور قد افتتح الندوة مرحّبًا بالمحاضرين والحضور، مؤكدًا أن مجموعة «إسطنبول تقول»، بترجمة الروائي والناقد والقاص أسيد الحوتري، تمثل جسرًا أدبيًا يعيد وصل القارئ العربي بنبض الأدب التركي المعاصر، ذلك الأدب الذي ظل قريبًا في الوجدان، بعيدًا في الترجمة، حتى جاءت هذه الجهود الفردية لتعيد إضاءته باللغة العربية.
وأشار الجبور إلى أن الترجمة من التركية إلى العربية ليست مجرد نقل لغوي، بل عبور ثقافي يتطلب حسًا سرديًا، ومعرفة دقيقة بتراث الأدب التركي، وقدرة على التقاط النبرة الداخلية للنص، مؤكدًا أن ترجمات الحوتري جاءت محافظة على روح النص الأصلي وموسيقاه الداخلية، دون التفريط بجماليات اللغة العربية، لتغدو الترجمة هنا فعل كتابة ثانٍ، يعيد خلق النص للقارئ العربي.
وفي ختام الجلسة، تحدث المترجم أسيد الحوتري عن مشروعه في الترجمة، موضحًا أنه انطلق من شعور عميق بالوفاء لتركيا التي درس فيها، ولأنقرة على وجه الخصوص، حيث أمضى سنوات دراسته في كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا بجامعة أنقرة، ونسج خلالها علاقات أكاديمية وإنسانية راسخة مع أساتذته وزملائه الأتراك.
وأشار إلى أنه، بدافع الامتنان لتلك التجربة الثقافية والإنسانية، قرر إطلاق مشروع فردي يُعنى بترجمة الأعمال التركية الكلاسيكية، سعيًا إلى تجسير الهوة بين الأدب التركي والمتلقي العربي. وبيّن أنه دشّن هذه المبادرة عام 2023 بكتاب «حدث في الآستانة»، الذي ضم إحدى عشرة قصة قصيرة من روائع القصة التركية، ثم واصل المشروع بترجمة سبع قصص ممتدة عام 2025، لم يسبق نقلها إلى العربية، لعدد من رواد القصة القصيرة في الأدب التركي، وهو الكتاب الذي خُصصت له هذه الندوة النقدية.
وكشف الحوتري عن مشروعه المقبل، المتمثل في ترجمة رواية تركية كلاسيكية بعنوان «المغامرة»، للروائي التركي المعروف سامي باشا زاده سزائي، والمتوقع صدورها قريبًا.
رابطة الكتّاب الأردنيين تحتفي بـ«إسطنبول تقول» وتناقش آفاق ترجمة الأدب التركي إلى العربية
كتب هاني علي الهندي
نظّمت لجنة النقد الأدبي في رابطة الكتّاب الأردنيين، مساءً، ندوة نقدية بعنوان «قراءة نقدية في المختارات القصصية المترجمة عن التركية: إسطنبول تقول»، للكاتب والمترجم أسيد الحوتري، وذلك في أجواء ثقافية شتوية مميزة، وبحضور نخبة من الأكاديميين والمهتمين بالشأن الأدبي.
وقدّم الندوة الأستاذ محمد رمضان الجبور، وشارك فيها كل من الدكتور رباع الربابعة والدكتور علي مقدادي، اللذين قدّما قراءتين نقديتين تناولتا العمل من زوايا أدبية وترجمية وثقافية متعددة.
استهل الدكتور رباع الربابعة مداخلته بالإشارة إلى أن حركة الترجمة من اللغة التركية إلى اللغة العربية ما تزال تعاني من قصور ملموس، كمًّا ونوعًا، على الرغم من العلاقات التاريخية والثقافية العميقة التي تربط العرب بالأتراك. ولفت إلى أن الجهود المؤسسية في هذا المجال ما تزال محدودة، الأمر الذي جعل معظم مشاريع الترجمة تعتمد على مبادرات فردية يقودها مترجمون شغوفون.
واستعرض الربابعة القصص المترجمة التي يضمها الكتاب، مبينًا أنها تختلف من حيث التجربة والأسلوب والزمن، لكنها تلتقي في أفق دلالي مشترك يبرر جمعها في كتاب واحد، فنيًا وفكريًا. وأوضح أن هذه النصوص، على تباعدها الظاهري، تتحاور ضمن شبكة من القلق الوجودي، والتوتر الاجتماعي، والبحث عن المعنى في عالم متحوّل.
وأضاف أن القصص مجتمعة ترسم صورة للإنسان التركي الحديث بوصفه كائنًا مأزومًا، يعيش بين ضغط المجتمع وثقل الذاكرة، وبين الطموح والخوف من السقوط، مشيرًا إلى أن هذه النصوص لا تسعى إلى تقديم حلول جاهزة، بل تكتفي بطرح الأسئلة، حيث تتحول القصة القصيرة إلى فضاء مفتوح للقلق والتأمل، لا أداة وعظ أو توجيه.
واختتم الربابعة مداخلته بالتأكيد على أن المجموعة تمثل نموذجًا ناضجًا للقصة التركية، تتقاطع فيها الواقعية مع الرمزية، والتحليل النفسي مع النقد الاجتماعي، ليغدو السرد مرآة دقيقة للإنسان في زمن التحوّل، وقصصًا تُقرأ بحثًا عن الفكرة والسؤال العميق الذي يرافق القارئ حتى بعد إغلاق الكتاب.
من جانبه، تناول الدكتور علي مقدادي في ورقته أهمية الترجمة، ولا سيما الترجمة الأدبية، بوصفها مجالًا شغل النقاد والباحثين طويلًا، لما لها من دور في إثراء المخزون المعرفي للقارئ الذي لا يجيد لغة النص الأصلي، ومنحه تصورًا أشمل لثقافة الأمة المنقول عنها. وأشار إلى أن الترجمة تمثل ثنائية اللغة والثقافة، ونقل الملامح الحضارية بين الشعوب.
وأوضح مقدادي أن اللغة تُعدّ ناقلًا أساسيًا للثقافة، وأن الأدب الحديث والمعاصر يحمل رسالة مختلفة عن الأدب القديم، الذي انشغل بجماليات اللغة والمحسنات البديعية وسعة الخيال، وفق نظرية «الفن للفن». وبيّن أن الأدب التركي القديم تأثر تأثرًا كبيرًا بالأدب العربي، فاهتم بتصوير القصور والطبيعة والغزل وشعر الخمرة والصيد، قبل أن يتحول في العصر الحديث إلى أدب واقعي يعكس تفاصيل الحياة اليومية في مدن مثل إسطنبول وأنقرة وبورصة، ويستحضر الأماكن والشخصيات والأحداث التاريخية، وصولًا إلى ملامح الحياة الاجتماعية والثقافية، بما فيها المطبخ التركي الغني.
وكان الأستاذ محمد رمضان الجبور قد افتتح الندوة مرحّبًا بالمحاضرين والحضور، مؤكدًا أن مجموعة «إسطنبول تقول»، بترجمة الروائي والناقد والقاص أسيد الحوتري، تمثل جسرًا أدبيًا يعيد وصل القارئ العربي بنبض الأدب التركي المعاصر، ذلك الأدب الذي ظل قريبًا في الوجدان، بعيدًا في الترجمة، حتى جاءت هذه الجهود الفردية لتعيد إضاءته باللغة العربية.
وأشار الجبور إلى أن الترجمة من التركية إلى العربية ليست مجرد نقل لغوي، بل عبور ثقافي يتطلب حسًا سرديًا، ومعرفة دقيقة بتراث الأدب التركي، وقدرة على التقاط النبرة الداخلية للنص، مؤكدًا أن ترجمات الحوتري جاءت محافظة على روح النص الأصلي وموسيقاه الداخلية، دون التفريط بجماليات اللغة العربية، لتغدو الترجمة هنا فعل كتابة ثانٍ، يعيد خلق النص للقارئ العربي.
وفي ختام الجلسة، تحدث المترجم أسيد الحوتري عن مشروعه في الترجمة، موضحًا أنه انطلق من شعور عميق بالوفاء لتركيا التي درس فيها، ولأنقرة على وجه الخصوص، حيث أمضى سنوات دراسته في كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا بجامعة أنقرة، ونسج خلالها علاقات أكاديمية وإنسانية راسخة مع أساتذته وزملائه الأتراك.
وأشار إلى أنه، بدافع الامتنان لتلك التجربة الثقافية والإنسانية، قرر إطلاق مشروع فردي يُعنى بترجمة الأعمال التركية الكلاسيكية، سعيًا إلى تجسير الهوة بين الأدب التركي والمتلقي العربي. وبيّن أنه دشّن هذه المبادرة عام 2023 بكتاب «حدث في الآستانة»، الذي ضم إحدى عشرة قصة قصيرة من روائع القصة التركية، ثم واصل المشروع بترجمة سبع قصص ممتدة عام 2025، لم يسبق نقلها إلى العربية، لعدد من رواد القصة القصيرة في الأدب التركي، وهو الكتاب الذي خُصصت له هذه الندوة النقدية.
وكشف الحوتري عن مشروعه المقبل، المتمثل في ترجمة رواية تركية كلاسيكية بعنوان «المغامرة»، للروائي التركي المعروف سامي باشا زاده سزائي، والمتوقع صدورها قريبًا.
التعليقات