• الرئيسية
  • منوعات

  • بازار خيري لذوي الإعاقة يؤكد قدرتنا على العطاء وقدرتهم على الإنتاج

بازار خيري لذوي الإعاقة يؤكد قدرتنا على العطاء وقدرتهم على الإنتاج


عمانيات - كتب: محمد حافظ جبر.

كي لا تبقى الفكرة سجينة في الخزائن و بين الرفوف

سويلم : هذه المنتجات التي يصنعونها تحت سقف المركز تستحق أن تكون في بيوتنا وبين أشيائنا الكثيرة
الزبيدي : نحن سعداء جدا ونحن نرى طلبتنا يطبّقون ما تعلموه في الغرف الصفية من قيم وأخلاق من خلال تفاعلهم مع المشاركين
إسماعيل : إن الإعاقة لا تمنع بأن يكون الأشخاص من ذوي الإعاقة فاعلين ومنتجين
البنا : تملّكني اليوم شعور بالفرح والفخر معا ؛ لأنني كنت جزءا من هذا العمل الرائع
الحميدي : هذه الخطوة من شأنها المساعدة في الاعتماد على نفسها بدلا من الاعتماد على الآخرين
لي مكان بينكم ، بهذا العنوان نظمت مدارس السابلة بالتعاون مع مركز الحاجة رفيقة بازارا خيريا يهدف إلى تسويق منتجات ذوي الإعاقة في مركز الحاجة رفيقة ، من خلال عرض المنتجات في مقر مدارس السابلة ، لكن البداية هنا لم تكن عادية ، بل جاءت كرد فعل من فرقة الكشافة بعد زيارتهم المركز ، وبعد أن أوضحوا بعباراتهم الممزوجة بالخيرعن رغبتهم باحتضان فعالية تساهم في دعم هذه الفئة ، شغفهم في صنع شيء جعل الفكرة تنمو وتكتمل.
فعندما تلتقي بهم تشرع نظراتك المتعطشة بتفحص المكان الذي يشكلونه بحضورهم البريء ، وتبدأ جوارحك بالانتفاض وكأنك تعبر عالما جديدا لا تعرف عنه إلا اليسير .
تسرح برهة بينما تحاول جاهدا إخفاء الحزن المتشبث بدمعة كادت أن تسقط من إحدى عينيك لأنك الآن أمام عنوان مكلل بالإرادة والطموح .
أنت الآن في حضرة الأمل ، في ساحة العمل ، في هذا المركز الذي يُعنى بهؤلاء القادرين على فضّ الضعف من عقولهم وقلوبهم النابضة بالحب ، أنت الآن أمام جهود عظيمة في مركز يهتم بتعليم ذوي الإعاقة بل قل بأصحاب الهمم الراقية أو قل بالرائعين الطاهرين ، في مركز يدرّب هؤلاء على المضي قدما في إنجاز أعمال قد تبدو لنا سهلة بسيطة ، لكنها بالنسبة لهم كبيرة وعظيمة .
يجلسون هنا ليجمعوا خرزا صغيرا في خيط رفيع ليصنعوا لك عقدا جميلا ، أو أساور صغيرة بألوان متناسقة ، وخواتم عديدة ، وعلى طاولة أخرى ترى فرحا طفوليا يتقافز من عيونهم وهم يصنعون أشياء أخرى عديدة ، فمن نوى الزيتون المبارك يصنعون المسابح البنية ذات الملمس الناعم الذي جاهدوا بكل ما مدّهم الله من عزيمة ليجعلوها جميلة ، والكثير من الأعمال التي تنتظر يدا عاطفة لتشتري منهم هذا الصبر المجبول بالأمل.
اشتمل البازار الذي استمر لمدة يومين على العديد من المعروضات التي تنوعت بين الأشغال اليدوية ( أعمال الخرز لتصميم اكسسوارات متنوعة – الهدايا – أعمال القش – الخشبيات – وإعادة تدوير الأشياء – مشغولات الخياطة كالمطرزات – تصميم إكسسوارات مطبخ – إعادة تدوير – تصميم قطع للديكورات ).
وعند سؤالنا عن المبادرة قالت المعلمة أروى سويلم قائدة فرقة الكشافة :
ـ عند زيارتنا إلى مركز الحاجة رفيقه رأينا من واجبنا أن نقوم بشيء ما يخدم هذه الفئة الجميلة بحيث لا يقتصر عملنا على المشاهدة والملاحظة وإبداء الاعجاب فقط ، بل علينا أن نتحرك ونصنع الفرق لهم من خلال عمل هذا البازار الخيري الذي سيكون دافعا ومحفزا لهم من أجل الاستمرار ، ونحن على قناعة تامة بأن هذه المنتجات التي يصنعونها تحت سقف المركز تستحق أن تكون في بيوتنا وبين أشيائنا الكثيرة ، فهي متقنة وجميلة ، يكفي أن الذي صنعها إنسان يجدر به أن يكون له في عالمنا مكان يليق به .
وعن دور المدرسة يضيف رئيس مجلس الإدارة لمدارس السابلة الدكتور حسن الزبيدي :
ـ أن نكون قادرين على منح السعادة للآخرين هو أمرعظيم ، وهو من النعم التي مدنا الله بها لأن الله تعالى يجعلنا سببا في رؤية السرور على وجوه أطفال ورجال ونساء يحلمون بالخير ويحملون البراءة في كل تفاصيل حياتهم ، ومن واجنا أن نكون معهم كالبنيان المرصوص في مد يد العون ليس للغير فقط بل من أجلنا نحن لنكسب رضى الله في كل الأعمال التي نقوم بها ، ونشكر القائمين في مركز رفيقة على إعطائنا هذه المساحة الزمنية من وقتهم وجهدهم لنبثها هنا أمام طلبتنا في مدارس السابلة ، علنا نجازي الصبر بالخير والعطاء ، وعلنا نستطيع أن نشكّل فرقا معنويا وماديا في هؤلاء الرائعين ، فحضورهم هنا لوّن المشهد وزيّن دفقات القلب بالرضا ، نحن سعداء جدا ونحن نرى طلبتنا يطبقون ما تعلموه في الغرف الصفية من قيم وأخلاق من خلال تفاعلهم مع المشاركين .
وعن الهدف من هذه المبادرة تقول المشرفة الفنية في مركز الحاجة رفيقة السيدة مريم إسماعيل:
ـ يهدف هذا البازار إلى تعريف المجتمع بهذه الفئة ، والتواصل معها ، ودعمها ، واحترام قدراتها ، وإبراز مواهبها ، ويعزز قدرات هذه الشريحة وإدماجها في الحياة العامة ، إضافة إلى التأكيد على أن الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم عزيمة تصنع الأمل ، كما أن هذه الفعالية تؤكد على حث طلبة المدرسة والمجتمع المحلي حب العمل التطوعي الذي يساهم في تنمية القيم الإنسانية للطلبة بكل فئاتهم وهذا بدوره ينشر ثقافة العطاء ويجسّد مقولة : " إن الإعاقة لا تمنع بأن يكون الأشخاص من ذوي الإعاقة فاعلين ومنتجين "
وقد أبدى الطلبة في المدرسة إعجابهم بالأعمال المعروضة وفي هذا يقول الطالب حمزة البنا أحد أعضاء الكشافة :
ـ هذه المبادرة من أجمل الأعمال والمشاركات لي منذ سنوات ؛ لأنها كانت مع أشخاص من ذوي القدرة والمميزات التي قد لا توجد إلا في القليل منا ، تملكني اليوم شعور بالفرح والفخر معا ؛ لأنني كنت جزءا من هذا العمل الرائع ، وقد شاركتهم البيع ، وكانت سعادتي لا توصف كلما استطعت بيع قطعة من منتجاتهم الجميلة ، وأحب أن أقول لهم : شكرا لأنني اليوم تعلمت منكم شيئا جديدا عنوانه الهمة والإصرار والإرادة
أما عن رأي طلبة المركز وهم يرون تفاعل المجتمع المحلي معهم ، وإبداء إعجابهم بمنتجاتهم
فقد عبّرت الطالبة الاء الحميدي عن فرحها من خلال مشاركتها في هذا البازار، إذ صنعت جميع مشغولاتها بنفسها بحب وإتقان وتمكّنت من بيع جميع مشغولاتها ، هذا المبلغ الذي قد يساعد ولو بجزء يسير على سد بعض الاحتياجات المادية لها ولأسرتها ، وترى الحميدي أن هذه الخطوة من شأنها المساعدة في الاعتماد على نفسها بدلا من الاعتماد على الآخرين .
وأعربت مدرّبة الأشغال السيدة نهاية طافش عن سعادتها و استمتاعها بصنع مشغولات مفعمة بالأمل والحياة بالتشارك مع ابنائنا من ذوي الاعاقة وأن جمال المنتوجات أسر محبيها .
في حين أشارت الباحثة الاجتماعية السيدة خديجة اليماني إلى أن هذا البازار كان إبداعا متميزا ومنقطع النظير لما لاقته من اهتمام وتفاعل ما بين معزز ومشترٍ وداعم يعود بالنفع على جميع المشاركين .
(لي مكان بينكم ) شعلة أمل لمجتمع قادرعلى استيعاب روح التنوع وشغف البقاء بأبسط ما يمكن أن يكون لما هو كائن في حياتنا .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :