عمانيات -
_ عمر ضمرة_ غيب الموت، صباح اليوم السبت، الشاعر والروائي الفلسطيني الأردني أحمد أبو سليم (1965-2025)، بعد مسيرة إبداعية تركت بصمة عميقة في المشهدين الشعري والروائي العربي، مثلت خلالها قضيته الفلسطينية محورًا أساسيًا ووجعًا متجددًا حمله قلمه بإخلاص.
وارتبط نتاج الراحل ارتباطًا وثيقًا بقضية فلسطين، إذ رأى في الأدب وسيلة للمقاومة، ورسالة لتوثيق البطولة والصمود في وجه الاحتلال، مؤكدًا في أحاديثه الإعلامية أن "فلسطين حق للإنسان الفلسطيني، وأن الرواية العربية مطالبة اليوم بتوثيق البطولة في زمن الإبادة الإسرائيلية".
تنقل أبو سليم بين الشعر والرواية، مستلهمًا من وجع الوطن ومرارة الشتات، حيث صدر له في الشعر: "دم غريب" (2005)، و "مذكرات فارس في زمن السقوط" (2006)، و"البوم على بقايا سدوم" (2008)، و"آنست داراً" (2010)، كما عاد إلى القصيدة لاحقًا بمجموعته "ضد قلبك" (2017).
أما في الرواية، فقدم أعمالًا حملت الهم الفلسطيني في طياتها، بدءًا من "الحاسة صفر" (2011) التي تناولت خروج المقاومة من بيروت وتبعثر المقاتلين، مرورًا بـ "ذئاب منوية" (2016) و "كوانتوم" (2018)، و "بروميثانا" (2020)، وصولًا إلى "يس" (2021) التي وثقت مجزرة دير ياسين وفازت بجائزة أفضل عمل أدبي عن القدس لعام 2022.
وفي محطته الأخيرة، خط بقلمه روايتيه "أزواد" (2023) التي فاز بها بجائزة فلسطين للآداب لعام 2024، متناولًا عملية قناص وادي الحرامية الأسير ثائر حماد، و "باباس" (2024) التي استكشف فيها عوالم الوجود والفلسفة.
لم يقتصر حضور أبو سليم على مؤلفاته، فقد كان عضوًا في رابطة الكتاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، واتحاد كتاب الإنترنت العرب، كما ترجمت بعض قصائده إلى اللغة الإنجليزية، ونشرت له قصص قصيرة ومقالات في صحف أردنية وعربية.
برحيله، يودع الأدب العربي صوتًا ظل وفيًا لقضية فلسطين، ولتاريخ شعبها وحقه في الحياة والحرية، شاعرًا ومقاتلًا بالكلمة، ومؤمنًا أن الكلمة تبقى حين يخبو كل شيء.