خلود مكحول .. فارسة الرداء الأبيض وملهمة العطاء في ميدان الطب الانساني
عمانيات - خلود مكحول.... فارسة الرداء الأبيض وملهمة العطاء في ميدان الطب الانساني
كتب : عمر ضمرة
ستة وعشرون عامًا من التفاني والإخلاص، من الليالي المرهقة في أروقة الطوارئ، إلى السهر الطويل في وحدات العناية المركزة، ومن قسم الولادة إلى وحدة القلب والقسطرة، ثم إلى الإدارة التمريضية العليا...
إنها مسيرة "خلود مكحول"، ابنة الزرقاء البارة، ومثال يحتذى في مهنة ارتبطت بالرحمة والإنسانية قبل الطب. تسلمت مؤخرًا منصب مساعدة مدير مستشفى الزرقاء الحكومي لشؤون التمريض، بعد سنوات من العطاء الخالص في خدمة أبناء مدينتها، إذ أمضت عمرها المهني كممرضة قانونية، تجوب أروقة المستشفى بحس إنساني عال، لا تكل ولا تمل، ولا تترك مريضًا دون أن تزرع في قلبه بعضًا من الطمأنينة.
منذ تخرجها، التحقت خلود بميدان الخدمة في الصفوف الأولى، غير آبهة بصعوبة الطريق، حيث تدرجت بين الأقسام الحيوية: العناية المركزة (ICU)، وعمليات التوليد، ثم تسلمت رئاسة قسم الإسعاف والطوارئ، ذلك القسم الذي يعد قلب المستشفى النابض لكثرة مراجعيه، وحساسيته العالية.
لكن مسيرتها المهنية لم تتوقف عند الطوارئ، بل انتقلت لتقود قسم وحدة القلب والقسطرة القلبية، متحدية كل الصعاب، رافضة السكون في مواقع الراحة والسلطة، مؤمنة أن القيادة الحقيقية تبدأ من الميدان، وتبنى على العطاء والقدوة.
زملاؤها من الأطباء والممرضين يشهدون لها بأنها كانت —وما تزال— سندًا وعونًا، لا تبخل بمعلومة، ولا تتردد في مساعدة أي مريضة أو ممرضة. أما المرضى، فغالبًا ما يتحدثون عنها بلغة الامتنان، باعتبارها جزءًا من ذاكرة الشفاء في مستشفى الزرقاء الحكومي.
واليوم، وبعد أكثر من ربع قرن من الجهد المضني، أُسندت إليها مهمة مرجعية إدارية بخبرات تراكمية، لتكون عونًا لزميلاتها الفضليات في مهنة التمريض، ومصدر إلهام لجيل قادمٍ من الممرضات والممرضين، دون أن تتغير، ودون أن تتخلى عن روحها البسيطة المخلصة.
خلود مكحول... كلمة شكر قد لا تفيك حقك، لكنها اعتراف بسيدة صنعت من مهنة التمريض رسالة، ومن الألم أملًا، ومن البياض درعًا وضمادًا في وجه الأوجاع. هي قصة نجاح أردنية من الزرقاء تستحق أن تروى، وأن تكرم، وأن تدون، فالعطاء الصادق لا يضيع، وإن لم يصفق له الجميع، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
كتب : عمر ضمرة
ستة وعشرون عامًا من التفاني والإخلاص، من الليالي المرهقة في أروقة الطوارئ، إلى السهر الطويل في وحدات العناية المركزة، ومن قسم الولادة إلى وحدة القلب والقسطرة، ثم إلى الإدارة التمريضية العليا...
إنها مسيرة "خلود مكحول"، ابنة الزرقاء البارة، ومثال يحتذى في مهنة ارتبطت بالرحمة والإنسانية قبل الطب. تسلمت مؤخرًا منصب مساعدة مدير مستشفى الزرقاء الحكومي لشؤون التمريض، بعد سنوات من العطاء الخالص في خدمة أبناء مدينتها، إذ أمضت عمرها المهني كممرضة قانونية، تجوب أروقة المستشفى بحس إنساني عال، لا تكل ولا تمل، ولا تترك مريضًا دون أن تزرع في قلبه بعضًا من الطمأنينة.
منذ تخرجها، التحقت خلود بميدان الخدمة في الصفوف الأولى، غير آبهة بصعوبة الطريق، حيث تدرجت بين الأقسام الحيوية: العناية المركزة (ICU)، وعمليات التوليد، ثم تسلمت رئاسة قسم الإسعاف والطوارئ، ذلك القسم الذي يعد قلب المستشفى النابض لكثرة مراجعيه، وحساسيته العالية.
لكن مسيرتها المهنية لم تتوقف عند الطوارئ، بل انتقلت لتقود قسم وحدة القلب والقسطرة القلبية، متحدية كل الصعاب، رافضة السكون في مواقع الراحة والسلطة، مؤمنة أن القيادة الحقيقية تبدأ من الميدان، وتبنى على العطاء والقدوة.
زملاؤها من الأطباء والممرضين يشهدون لها بأنها كانت —وما تزال— سندًا وعونًا، لا تبخل بمعلومة، ولا تتردد في مساعدة أي مريضة أو ممرضة. أما المرضى، فغالبًا ما يتحدثون عنها بلغة الامتنان، باعتبارها جزءًا من ذاكرة الشفاء في مستشفى الزرقاء الحكومي.
واليوم، وبعد أكثر من ربع قرن من الجهد المضني، أُسندت إليها مهمة مرجعية إدارية بخبرات تراكمية، لتكون عونًا لزميلاتها الفضليات في مهنة التمريض، ومصدر إلهام لجيل قادمٍ من الممرضات والممرضين، دون أن تتغير، ودون أن تتخلى عن روحها البسيطة المخلصة.
خلود مكحول... كلمة شكر قد لا تفيك حقك، لكنها اعتراف بسيدة صنعت من مهنة التمريض رسالة، ومن الألم أملًا، ومن البياض درعًا وضمادًا في وجه الأوجاع. هي قصة نجاح أردنية من الزرقاء تستحق أن تروى، وأن تكرم، وأن تدون، فالعطاء الصادق لا يضيع، وإن لم يصفق له الجميع، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
الرد على تعليق