دراسة تحذّر من أزمة صحية عالمية بسبب "وباء السمنة"
عمانيات - كشفت دراسة حديثة أعدّها باحثون من جامعة "بيروغوف" الروسية، التابعة لوزارة الصحة، عن أرقام صادمة تؤكد أنّ وباء السمنة بات خارج السيطرة عالميًا، مع تجاوز عدد المصابين بها من الأطفال إلى البالغين حاجز المليار إنسان.
الدراسة، التي استندت إلى بيانات امتدت بين عامي 1990 و2022، تشير إلى تسارع غير مسبوق في معدلات السمنة، مع اتساع رقعة انتشارها في معظم بلدان العالم، دون استثناء تقريبًا.
ووفقًا لما جاء في بيان رسمي صادر عن الخدمة الصحفية للجامعة، فإن معدلات السمنة في أوساط الفتيات ارتفعت من 1.7% في عام 1990 إلى 6.9% في 2022، أي ما يقارب أربعة أضعاف.
أما بالنسبة للأولاد، فقد صعدت النسبة من 2.1% إلى 9.3% خلال الفترة ذاتها، مما يعكس خطورة الوضع لدى الفئات العمرية الصغيرة، التي لم تكن تُصنّف سابقًا ضمن الفئات المعرضة لمخاطر السمنة بهذا الشكل المكثّف.
وتسلط الدراسة الضوء على حجم الكارثة بين الأطفال والمراهقين بشكل خاص. ففي عام 1990، كان عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة لا يتجاوز 31 مليونًا حول العالم، أما في عام 2020 فقد قفز الرقم إلى نحو 160 مليونًا، منهم 65 مليون فتاة و94 مليون فتى.
هذه الزيادة الكاسحة لا تعبّر فقط عن تحوّل في أنماط الحياة الغذائية والنشاط الجسدي، بل عن تغيّر في البنية الثقافية والاستهلاكية العالمية التي باتت تشجّع أنماطًا معيشية غير صحية، بدءًا من الوجبات السريعة، وصولًا إلى الإفراط في استخدام الشاشات وانخفاض النشاط البدني.
ولم تقتصر التحذيرات على الأطفال والمراهقين، بل طالت البالغين أيضًا. فقد أظهرت الأرقام تضاعف نسبة النساء البدينات إلى 18.5%، بينما تضاعفت نسبة الرجال البدينين ثلاث مرات لتصل إلى 14%. هذا التباين بين الجنسين قد يعكس عوامل بيولوجية واجتماعية مختلفة، لكنه يؤكّد في الحالتين أن الوباء يضرب على كل الجبهات، من الطفولة وحتى الشيخوخة.
السمنة، بحسب ما يؤكده باحثو جامعة "بيروغوف"، ليست مسألة شكل أو مظهر فحسب، بل هي أحد أبرز المسببات لمجموعة واسعة من الأمراض المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكبد، وحتى أنواع معيّنة من السرطان.
وبحسب التقديرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن السمنة مسؤولة عن مئات الآلاف من حالات الوفاة المبكرة سنويًا، كما تمثل عبئًا ماليًا واقتصاديًا هائلًا على أنظمة الرعاية الصحية، خاصة في الدول النامية التي تشهد تحولات سريعة في نمط الحياة الغذائي دون توفر بنية تحتية صحية موازية.
وترى الدراسة أن التحول الخطير في معدلات السمنة العالمية لا يمكن تفسيره فقط بتغيرات في الجينات أو الاستعداد الوراثي، بل يعكس إلى حد كبير تداعيات نمط الحياة العصري: وجبات جاهزة عالية الدهون والسكريات، تراجع كبير في معدلات النشاط البدني بسبب الاعتماد المفرط على وسائل النقل، الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات، وتعرض مستمر لإعلانات الطعام غير الصحي عبر وسائل التواصل ومنصات المحتوى الرقمي.
من هنا، تدعو الدراسة إلى تبنّي سياسات صحية عاجلة تشمل المدارس والجامعات وأماكن العمل، وتشجع على التثقيف الغذائي والنشاط الرياضي، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية عامة تُركّز على الأمهات والآباء باعتبارهم خط الدفاع الأول في حماية الأجيال الجديدة.
كما شددت على أهمية دمج الأطباء النفسيين ضمن الخطط العلاجية، إذ أثبتت الدراسات الحديثة وجود علاقة مباشرة بين السمنة وبعض اضطرابات القلق والاكتئاب، خاصة في أوساط المراهقين.
ختامًا، تشير نتائج الدراسة إلى أننا أمام أزمة صحية كبرى، تتطلب استجابات سياسية ومجتمعية عاجلة تتجاوز الحلول الفردية، نحو منظومة متكاملة تعيد بناء علاقة الإنسان بجسده، وطعامه، وحركته اليومية، قبل أن نصل إلى نقطة اللاعودة في هذا المسار التصاعدي المرعب.
الدراسة، التي استندت إلى بيانات امتدت بين عامي 1990 و2022، تشير إلى تسارع غير مسبوق في معدلات السمنة، مع اتساع رقعة انتشارها في معظم بلدان العالم، دون استثناء تقريبًا.
ووفقًا لما جاء في بيان رسمي صادر عن الخدمة الصحفية للجامعة، فإن معدلات السمنة في أوساط الفتيات ارتفعت من 1.7% في عام 1990 إلى 6.9% في 2022، أي ما يقارب أربعة أضعاف.
أما بالنسبة للأولاد، فقد صعدت النسبة من 2.1% إلى 9.3% خلال الفترة ذاتها، مما يعكس خطورة الوضع لدى الفئات العمرية الصغيرة، التي لم تكن تُصنّف سابقًا ضمن الفئات المعرضة لمخاطر السمنة بهذا الشكل المكثّف.
وتسلط الدراسة الضوء على حجم الكارثة بين الأطفال والمراهقين بشكل خاص. ففي عام 1990، كان عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة لا يتجاوز 31 مليونًا حول العالم، أما في عام 2020 فقد قفز الرقم إلى نحو 160 مليونًا، منهم 65 مليون فتاة و94 مليون فتى.
هذه الزيادة الكاسحة لا تعبّر فقط عن تحوّل في أنماط الحياة الغذائية والنشاط الجسدي، بل عن تغيّر في البنية الثقافية والاستهلاكية العالمية التي باتت تشجّع أنماطًا معيشية غير صحية، بدءًا من الوجبات السريعة، وصولًا إلى الإفراط في استخدام الشاشات وانخفاض النشاط البدني.
ولم تقتصر التحذيرات على الأطفال والمراهقين، بل طالت البالغين أيضًا. فقد أظهرت الأرقام تضاعف نسبة النساء البدينات إلى 18.5%، بينما تضاعفت نسبة الرجال البدينين ثلاث مرات لتصل إلى 14%. هذا التباين بين الجنسين قد يعكس عوامل بيولوجية واجتماعية مختلفة، لكنه يؤكّد في الحالتين أن الوباء يضرب على كل الجبهات، من الطفولة وحتى الشيخوخة.
السمنة، بحسب ما يؤكده باحثو جامعة "بيروغوف"، ليست مسألة شكل أو مظهر فحسب، بل هي أحد أبرز المسببات لمجموعة واسعة من الأمراض المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكبد، وحتى أنواع معيّنة من السرطان.
وبحسب التقديرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن السمنة مسؤولة عن مئات الآلاف من حالات الوفاة المبكرة سنويًا، كما تمثل عبئًا ماليًا واقتصاديًا هائلًا على أنظمة الرعاية الصحية، خاصة في الدول النامية التي تشهد تحولات سريعة في نمط الحياة الغذائي دون توفر بنية تحتية صحية موازية.
وترى الدراسة أن التحول الخطير في معدلات السمنة العالمية لا يمكن تفسيره فقط بتغيرات في الجينات أو الاستعداد الوراثي، بل يعكس إلى حد كبير تداعيات نمط الحياة العصري: وجبات جاهزة عالية الدهون والسكريات، تراجع كبير في معدلات النشاط البدني بسبب الاعتماد المفرط على وسائل النقل، الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات، وتعرض مستمر لإعلانات الطعام غير الصحي عبر وسائل التواصل ومنصات المحتوى الرقمي.
من هنا، تدعو الدراسة إلى تبنّي سياسات صحية عاجلة تشمل المدارس والجامعات وأماكن العمل، وتشجع على التثقيف الغذائي والنشاط الرياضي، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية عامة تُركّز على الأمهات والآباء باعتبارهم خط الدفاع الأول في حماية الأجيال الجديدة.
كما شددت على أهمية دمج الأطباء النفسيين ضمن الخطط العلاجية، إذ أثبتت الدراسات الحديثة وجود علاقة مباشرة بين السمنة وبعض اضطرابات القلق والاكتئاب، خاصة في أوساط المراهقين.
ختامًا، تشير نتائج الدراسة إلى أننا أمام أزمة صحية كبرى، تتطلب استجابات سياسية ومجتمعية عاجلة تتجاوز الحلول الفردية، نحو منظومة متكاملة تعيد بناء علاقة الإنسان بجسده، وطعامه، وحركته اليومية، قبل أن نصل إلى نقطة اللاعودة في هذا المسار التصاعدي المرعب.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
الرد على تعليق