الضوابط الأميركية لا تتغلب على الذكاء الاصطناعي الصيني
عمانيات - اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، ورئيس شركة "أميركان جلوبال ستراتيجيز"، السفير، روبرت أوبراين، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأميركية، إن تقدم الصين في مجال الذكاء الاصطناعي لا يتباطأ، ولذلك لا يمكن للولايات المتحدة أن تتفوق إلا من خلال ما تجيده وهو الابتكار.
تقرير لوكالة "الاسوشيتدبرس"، نشر اليوم السبت، أشار إلى أن واشنطن "تعمل بعناية على وضع ضوابط للتصدير من أجل وقف تدفق أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين، حيث ترى أن التفوق التكنولوجي الأميركي يمكن تحقيقه ببساطة عن طريق وقف نقل التكنولوجيا".
ولكن للأسف، يقول التقرير، "لا يشكل خطر التهريب واسع النطاق للرقائق التهديد الرئيسي للريادة التكنولوجية الأميركية، وفي غياب أدوات سياسية أخرى، قد يتسبب هذا الخطر في تشتيت الانتباه عن ساحة المنافسة الأوسع المتمثلة في الابتكار والتوسع وقيادة السوق المفتوحة".
ويرى السفير أوبراين، بحسب ما جاء في تقرير مجلة "ناشونال إنتريست" أن المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين "ستحدد من الذي سيقود العالم في المجالين العسكري والاقتصادي لعقود قادمة". وأنه "لأول مرة منذ سنوات عديدة، تتنافس الولايات المتحدة مع خصم يعد ندًا لها على النفوذ العالمي والبقاء الاقتصادي".
وتلتزم واشنطن بالحفاظ على الريادة التكنولوجية الأميركية من خلال التركيز على تطوير الذكاء الاصطناعي كمجال أساسي في هذا التنافس.
أوبراين أشار إلى أنه خلافًا للمرة الأخيرة التي واجهت فيها الولايات المتحدة خصمًا يعد ندا لها، تجري هذه المنافسة في العصر الرقمي. وتتطلب حلولاً في مجال السياسات تعكس المشهد التكنولوجي الحديث.
وتعد ضوابط التصدير، التي تهدف إلى منع نقل التكنولوجيا الأميركية، جزءًا مهمًا من الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن حماية التكنولوجيا الأميركية من السرقة مهمة في الفضاء الإلكتروني بنفس أهميتها في الفضاء المادي.
ويقول أوبراين إنه "عندما ننظر عن كثب إلى الحجم المادي لأنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة، والقدرة المثبتة للشركات الصينية على الابتكار باستخدام أجهزة قديمة، والتقدم السريع لرقائق (اسيند) المحلية التي تنتجها شركة هواوي، ينبغي أن تكون أولويتنا هي تمكين الشركات الأميركية، لا تقييدها. ينبغي أن يكون تركيز سياساتنا على المجال الرئيسي للمنافسة الأكثر أهمية".
كما واعتبر أن تهريب التكنولوجيا الأميركية إلى الصين أصبح أكثر صعوبة وتكلفة. ويمكن لمجموعة تدريب الذكاء الاصطناعي الحديثة أن تجمع نحو 100 وحدة لمعالجة الرسومات، تحمل كل منها مليارات الترانزستورات، في رف خادم واحد مبرد بالسائل يزن أكثر من 3ر1 طن متري.
ويتطلب نقل وتشغيل مثل هذا النظام رافعات شوكية وبنية تحتية متخصصة للتبريد وطاقة عالية الجهد - وهي لوجستيات من المستحيل إخفاؤها. وحتى مع تفكيك هذه الأرفف ووضع رقم مسلسل لكل لوحة دوائر كهربائية وتتبعها، يتطلب التجميع تصنيعًا متقدمًا وتعاملاً بعناية.
وتعني الطبيعة المترابطة لوحدات معالجة الرسومات هذه أن الأنظمة الكاملة والمتكاملة بشكل جيد فقط هي القادرة على تقديم الأداء اللازم لأحمال عمل الذكاء الاصطناعي المتطور.
متاهة الشركات الوهمية
وقال أوبرين إنه بالمثل، يشمل تهريب رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين متاهة من الشركات الوهمية ونقاط الشحن العابر والتمويهات المتقنة، وكلها تضيف مخاطر وتكاليف هائلة. ويمكن لأي ارتفاع أسعار بسبب المخاطر أن يرفع الأسعار بنسبة تتراوح بين 200% و300% فوق أسعار السوق القانونية، حيث يتردد أن سعر رقاقة "اتش100" التي تنتجها شركة "نيفيديا" يبلغ 40 ألف دولار لكل رقاقة في الصين، مقارنة بما يتراوح بين 10 آلاف دولار و15 ألف دولار في الولايات المتحدة.
ولا تستطيع إلا الجهات الأكثر ثراءً وتطورًا أن تقوم بمثل هذه العمليات، وغالبًا ما تتأخر الأنظمة الناتجة بسرعة وتتفوق عليها التكنولوجيا الأحدث المتاحة للشركات الغربية.
في غضون ذلك، يتضاءل حجم التهريب أمام المليارات التي تستثمرها الصين في صناعة الرقائق المحلية، والتوريد القانوني لرقائق "اسيند" التي تنتجها هواوي، والتي تشغل الآن نماذج ذكاء اصطناعي على مستوى عالمي.
وباختصار، يتابع السفر السابق، أن التهريب يعد حلاً بديلاً عالي المخاطر والتكلفة وغير مستدام ولا يستطيع منافسة كفاءة أو نطاق أو ابتكار المنافسة القانونية المفتوحة.
ولا يمكن للولايات المتحدة أن تتوقع أن تعطي ضوابط التصدير وحدها الذكاء الاصطناعي الأميركي التفوق الذي يحتاجه. ويجب أن تكون الشركات الأميركية مستعدة لمواجهة تطوير الذكاء الاصطناعي الصيني في السوق المفتوحة.
كما ويرى أوبراين أن محاولة تنظيم مسار أميركا نحو التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي هي تشتيت يخاطر بالتنازل عن القيادة للصين، حيث لم توقف ضوابط التصدير وحدها التقدم الصيني، وإنما أجبرت الشركات الصينية على الابتكار باستخدام أجهزة قديمة وتطوير حلول تقنية جديدة، كما حدث مع نماذج مثل "ار-1" الذي تنتجه شركة "ديب سيك" و"بانجو الترا" الذي تنتجه هواوي.
وعلى سبيل المثال، حقق "ديب سيك-ار 1" أداءً عالميًا باستخدام الآلاف من وحدات معالجة الرسومات /اتش 800/ محدودة النطاق الترددي ووحدات معالجة الرسومات "ايه 100/ الأقدم - وهي أجهزة متأخرة جيلين عن أحدث تكنولوجيا أميركية.
وقد دفعت هذه السياسات، الرامية إلى تعزيز الهيمنة الأميركية، الشركات الصينية إلى مستويات أعلى، مما هدد التفوق التكنولوجي الأميركي.
إلى ذلك، أكد أوبراين أن للضوابط على الصادرات دور، لكن النفوذ الحقيقي يكمن في قدرة أميركا على جذب الاستثمار ودعم نظام بيئي مبتكر يوفر المزيد من الإنجازات والمنتجات الأفضل.
وتابع يقول إن الصين "تتنافس الآن بشدة مع الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، ولذلك فإن إعاقة الشركات الأميركية بناء على روايات عفا عليها الزمن ستكون مدمرة للأمن القومي وريادة التكنولوجيا الأميركية".
واختتم أوبراين تحليله بالقول إنه لا يمكن الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي باللعب الدفاعي، وإنما يتعين على الولايات المتحدة إطلاق العنان لشركاتها للتنافس على الساحة العالمية، مع التركيز على الابتكار وقيادة السوق الدولية - وليس على مراقبة مشكلة تهريب غير عقلانية اقتصاديًا وأقل تأثيرًا من الناحية الاستراتيجية من قوى السوق.
تقرير لوكالة "الاسوشيتدبرس"، نشر اليوم السبت، أشار إلى أن واشنطن "تعمل بعناية على وضع ضوابط للتصدير من أجل وقف تدفق أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين، حيث ترى أن التفوق التكنولوجي الأميركي يمكن تحقيقه ببساطة عن طريق وقف نقل التكنولوجيا".
ولكن للأسف، يقول التقرير، "لا يشكل خطر التهريب واسع النطاق للرقائق التهديد الرئيسي للريادة التكنولوجية الأميركية، وفي غياب أدوات سياسية أخرى، قد يتسبب هذا الخطر في تشتيت الانتباه عن ساحة المنافسة الأوسع المتمثلة في الابتكار والتوسع وقيادة السوق المفتوحة".
ويرى السفير أوبراين، بحسب ما جاء في تقرير مجلة "ناشونال إنتريست" أن المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين "ستحدد من الذي سيقود العالم في المجالين العسكري والاقتصادي لعقود قادمة". وأنه "لأول مرة منذ سنوات عديدة، تتنافس الولايات المتحدة مع خصم يعد ندًا لها على النفوذ العالمي والبقاء الاقتصادي".
وتلتزم واشنطن بالحفاظ على الريادة التكنولوجية الأميركية من خلال التركيز على تطوير الذكاء الاصطناعي كمجال أساسي في هذا التنافس.
أوبراين أشار إلى أنه خلافًا للمرة الأخيرة التي واجهت فيها الولايات المتحدة خصمًا يعد ندا لها، تجري هذه المنافسة في العصر الرقمي. وتتطلب حلولاً في مجال السياسات تعكس المشهد التكنولوجي الحديث.
وتعد ضوابط التصدير، التي تهدف إلى منع نقل التكنولوجيا الأميركية، جزءًا مهمًا من الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن حماية التكنولوجيا الأميركية من السرقة مهمة في الفضاء الإلكتروني بنفس أهميتها في الفضاء المادي.
ويقول أوبراين إنه "عندما ننظر عن كثب إلى الحجم المادي لأنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة، والقدرة المثبتة للشركات الصينية على الابتكار باستخدام أجهزة قديمة، والتقدم السريع لرقائق (اسيند) المحلية التي تنتجها شركة هواوي، ينبغي أن تكون أولويتنا هي تمكين الشركات الأميركية، لا تقييدها. ينبغي أن يكون تركيز سياساتنا على المجال الرئيسي للمنافسة الأكثر أهمية".
كما واعتبر أن تهريب التكنولوجيا الأميركية إلى الصين أصبح أكثر صعوبة وتكلفة. ويمكن لمجموعة تدريب الذكاء الاصطناعي الحديثة أن تجمع نحو 100 وحدة لمعالجة الرسومات، تحمل كل منها مليارات الترانزستورات، في رف خادم واحد مبرد بالسائل يزن أكثر من 3ر1 طن متري.
ويتطلب نقل وتشغيل مثل هذا النظام رافعات شوكية وبنية تحتية متخصصة للتبريد وطاقة عالية الجهد - وهي لوجستيات من المستحيل إخفاؤها. وحتى مع تفكيك هذه الأرفف ووضع رقم مسلسل لكل لوحة دوائر كهربائية وتتبعها، يتطلب التجميع تصنيعًا متقدمًا وتعاملاً بعناية.
وتعني الطبيعة المترابطة لوحدات معالجة الرسومات هذه أن الأنظمة الكاملة والمتكاملة بشكل جيد فقط هي القادرة على تقديم الأداء اللازم لأحمال عمل الذكاء الاصطناعي المتطور.
متاهة الشركات الوهمية
وقال أوبرين إنه بالمثل، يشمل تهريب رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين متاهة من الشركات الوهمية ونقاط الشحن العابر والتمويهات المتقنة، وكلها تضيف مخاطر وتكاليف هائلة. ويمكن لأي ارتفاع أسعار بسبب المخاطر أن يرفع الأسعار بنسبة تتراوح بين 200% و300% فوق أسعار السوق القانونية، حيث يتردد أن سعر رقاقة "اتش100" التي تنتجها شركة "نيفيديا" يبلغ 40 ألف دولار لكل رقاقة في الصين، مقارنة بما يتراوح بين 10 آلاف دولار و15 ألف دولار في الولايات المتحدة.
ولا تستطيع إلا الجهات الأكثر ثراءً وتطورًا أن تقوم بمثل هذه العمليات، وغالبًا ما تتأخر الأنظمة الناتجة بسرعة وتتفوق عليها التكنولوجيا الأحدث المتاحة للشركات الغربية.
في غضون ذلك، يتضاءل حجم التهريب أمام المليارات التي تستثمرها الصين في صناعة الرقائق المحلية، والتوريد القانوني لرقائق "اسيند" التي تنتجها هواوي، والتي تشغل الآن نماذج ذكاء اصطناعي على مستوى عالمي.
وباختصار، يتابع السفر السابق، أن التهريب يعد حلاً بديلاً عالي المخاطر والتكلفة وغير مستدام ولا يستطيع منافسة كفاءة أو نطاق أو ابتكار المنافسة القانونية المفتوحة.
ولا يمكن للولايات المتحدة أن تتوقع أن تعطي ضوابط التصدير وحدها الذكاء الاصطناعي الأميركي التفوق الذي يحتاجه. ويجب أن تكون الشركات الأميركية مستعدة لمواجهة تطوير الذكاء الاصطناعي الصيني في السوق المفتوحة.
كما ويرى أوبراين أن محاولة تنظيم مسار أميركا نحو التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي هي تشتيت يخاطر بالتنازل عن القيادة للصين، حيث لم توقف ضوابط التصدير وحدها التقدم الصيني، وإنما أجبرت الشركات الصينية على الابتكار باستخدام أجهزة قديمة وتطوير حلول تقنية جديدة، كما حدث مع نماذج مثل "ار-1" الذي تنتجه شركة "ديب سيك" و"بانجو الترا" الذي تنتجه هواوي.
وعلى سبيل المثال، حقق "ديب سيك-ار 1" أداءً عالميًا باستخدام الآلاف من وحدات معالجة الرسومات /اتش 800/ محدودة النطاق الترددي ووحدات معالجة الرسومات "ايه 100/ الأقدم - وهي أجهزة متأخرة جيلين عن أحدث تكنولوجيا أميركية.
وقد دفعت هذه السياسات، الرامية إلى تعزيز الهيمنة الأميركية، الشركات الصينية إلى مستويات أعلى، مما هدد التفوق التكنولوجي الأميركي.
إلى ذلك، أكد أوبراين أن للضوابط على الصادرات دور، لكن النفوذ الحقيقي يكمن في قدرة أميركا على جذب الاستثمار ودعم نظام بيئي مبتكر يوفر المزيد من الإنجازات والمنتجات الأفضل.
وتابع يقول إن الصين "تتنافس الآن بشدة مع الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، ولذلك فإن إعاقة الشركات الأميركية بناء على روايات عفا عليها الزمن ستكون مدمرة للأمن القومي وريادة التكنولوجيا الأميركية".
واختتم أوبراين تحليله بالقول إنه لا يمكن الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي باللعب الدفاعي، وإنما يتعين على الولايات المتحدة إطلاق العنان لشركاتها للتنافس على الساحة العالمية، مع التركيز على الابتكار وقيادة السوق الدولية - وليس على مراقبة مشكلة تهريب غير عقلانية اقتصاديًا وأقل تأثيرًا من الناحية الاستراتيجية من قوى السوق.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
الرد على تعليق