غياب الاستراتيجيات عائق امام شركات الصخر الزيتي وانتاج النفط


عمانيات - على الرغم من نجاح مشاريع الصخر الزيتي واهميتها بالنسبة للنهوض بالاقتصاد الاردني وتحقيق أمن التزود بالطاقة، إلا أن غياب الاستراتيجيات الواضحة بهذا القطاع المهم يشكل عائقًا أمام شركات الصخر الزيتي وانتاج النفط .

وعلى الرغم من وجود أكثر من 8 شركات صخر زيتي لإنتاج النفط منذ عام 2006، ولكن حتى عام 2019 لم تسجل ولا قصة نجاح بهذا الخصوص ، والسبب يعود بالحقيقة إلى غياب الاستراتيجيات وتخبط القرارات الفجائية، والتي تعيق وتحول دون نجاح المشروع ودون رؤية واضحة عن أهمية مثل هذه المشاريع وجدواها الاقتصادية.

وإذا كنا قد أشرنا إلى غياب الاستراتيجيات وتخبط القرارات، فلابد من الحديث عن غياب الفكر الاقتصادي والفني نتيجة للاعتماد على المصدر الخاطئ، والذي يعتبر خطأ بحق الاقتصاد الاردني كأولوية، وعوضًا عن استثمار خبرة الشركات وتجربتها والعقبات التي واجهتها في مسيرتها لتحقيق النجاح المنشود لمصلحة الوطن، وتوظيفها كدعم وتشجيع كاليد الواحدة، حيث باتت التفاصيل الصغيرة هي الهدف، وبهذه التصرفات خسرنا الفرص الذهبية للاقتصاد الاردني والتي كانت ستمنحه أفضلية عن غيره.

وتجدر الاشارة الى أن الأردن يحتل المركز الثالث بين دول العالم من حيث احتياطي الصخر الزيتي، والذي يقدر فيه بنحو 100 مليار طن، وهذا الرقم كفيل بأن يغير اقتصاد الاردن 360 درجة مقارنة بدولة استونيا التي تمتلك احتياطي يقدر بنحو 5 مليار، والآن اصبحت من الدول الرائدة بمجال الصخر الزيتي وتحقيق أمن التزود بالطاقة، حيث أن 97% من الكهرباء هو من الصخر الزيتي الاستوني، وهذا يدل على مدى وضوح الاستراتيجيات لقطاع الطاقة وتحقيق النجاح برغم قلة الموارد واحتياطي الصخر الزيتي، مقارنة في الاردن والذي يعتبر من اجود انواع الصخر الزيتي من حيث محتواه من الزيت الصخر والقيمة الحرارية له، بالاضافة إلى الكثير من مرافقات الصخر الزيتي التي تعتبر كاضافة لمشروع الصخر الزيتي الاردني، حيث أنه في معظم مناطق الصخر الزيتي وخصوصًا التي تتركز في وسط الاردن.

واثبتت الدراسات أن الطن الواحد كفيل بانتاج برميل واحد من النفط واذا اخذنا مثالا اقتصاديا بسيطا بأن الاحتياطي في مناطق وسط الاردن هو 50 مليار طن والذي سينتج ما يقارب 50 مليار برميل، باستخدام تكنولوجيا قادرة على انتاج مشتقات نفطية نهائية قابلة للبيع بتكلفة انتاج منخفضة لا ترتبط بتذبذب اسعار النفط كتكنولوجيا البولي كراك، وأثبتت تجارب في محطة بمدينة بومباي بالهند أن الصخر الزيتي الأردني ينتج مشتقات نفطية عالية الجودة بطريقة رفيقة بالبيئة وتستعمل كميات متواضعة من المياه بالاعتماد على تنقية المياه المستعملة في العملية وإعادة استخدامها، وتسمى هذه التكنولوجيا الجديدة "البولي كراك" وفقا لدراسة نشرت نتائجها شركة القمر للطاقة والبنية التحتية، وهي تعظم ما ينتجه الطن الواحد من الصخر الزيتي من مشتقات بترولية جاعلة كفاءة التحويل إلى تلك المشتقات أعلى ما يمكن، ويؤكد الإنفاق الرأسمالي وكلفة التشغيل والصيانة والاستبدال وكذلك نوعية المنتج الذي ستكون أسعاره مجزية، كل ذلك يؤكد جدوى عملية التقطير للصخر الزيتي الأردني.

وإذا كان الانتاج هو 50 مليار برميل فإن صافي الارباح إذا تم بيع برميل النفط ب 50 دولارا فقط هو 750 مليار دولار، بالاضافة أنه باستغلال 200 الف طن يوميًا كفيل بتغطية احتياجات الاردن من النفط، حيث يستهلك الاردن 170 الف برميل يوميًا وتقليل الاستيراد بنسبة 100 %.

ومن هذا المنطلق يعتبر غياب التكامل بين أمن الطاقة والاستراتيجيات واقتصاديات المشاريع باعثا على الخلل في جهود التنمية وتطوير اقتصاد الاردن، فقد كان هذا الغياب في مقدمة الاسباب المسؤولة دائمًا عن اخفاق النمو الاقتصادي في رفع مستوى أمن التزود بالطاقة.

وخلاصة القول ، ان ما سبق ذكره يحتم على الحكومة اعادة وضع استراتيجيات واضحة لتحقيق نجاح شركات الصخر الزيتي المنتجة للنفط، حيث اننا بأمس الحاجة لأي مصدر محلي لتحقيق أمن التزود بالطاقة .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :