معان .. الجهد المبذول والدور المفقود


د.امجد أبو جري آل خطاب
عانت محافظات الأطراف من التهميش وقصور في الرؤى التنموية خلال عقود متوالية في أردننا الحبيب، وربما يعود ذلك إلى قصور في أداء الحكومات المتعاقبة وعدم إيلاء تلك المحافظات الأهمية اللازمة، مما انعكس سلباً على قطاعات مهمة في تلك المحافظات ومن أهمها قطاع الشباب، مما أدى إلى الإحباط والشعور بالظلم ، ومن تلك المحافظات محافظتي معان.

كان للشعور بهذه المشكلة أو الأزمة وفهمها مفاتيح لحل تلك المشاكل المستعصية فكان لابد من التوجه لمؤسسات المجتمع المدني المعنية بتمكين الشباب في كافة المجالات وانتشالهم من حالة الإحباط التي يشعرون بها، وهنا لابد من الإشارة إلى دور مكتب جلالة الملك والديوان الملكي، حيث تم التواصل مع العديد من مؤسسات المجتمع المدني في محافظة معان وتم مناقشة البرامج التي يجب العمل عليها وتم توجيه الداعمين للتواصل مع العديد من تلك المؤسسات والقيام ببرامج تمكين للشباب.

يبرز في معان العديد من مؤسسات المجتمع المدني التي استطاعت أن تجذب الشباب من خلال برامج راعت احتياجات الفئات العمرية المختلفة وقد حصلت مؤسستان في معان على أوسمة ملكية في مناسبة عيد الاستقلال هما: أكاديمية معان للكراتيه ومركز القنطرة لتنمية الموارد البشرية مما حذا بالعديد من المؤسسات الأخرى لتطوير عملها وكان حافزاً اضافياً للمؤسستين أيضاً.

وللتوضيح فان أكاديمية معان للكراتيه استطاعت جذب العديد من الشباب من الفئات العمرية المختلفة للإنخراط بهذا النوع من النشاط الرياضي، حيث حققت انجازات على المستوى الوطني والعربي والعالمي.

أما مركز القنطرة لتنمية الموارد البشرية فإنه يبذل جهودا عظيمة على مستوى محافظة معان، حيث قام بتنفيذ العديد من البرامج والتي استفاد منها في العام السابق ما يقارب سبعة الآف شابة وشاب من فئات عمرية مختلفة ويعتمد مركز القنطرة على الجهد التطوعي، وذلك لشح الامكانات المادية ولتعزيز قيم العمل العام من خلال (465) متطوعة ومتطوع عملوا مع المركز، حيث تم تنفيذ العديد من البرامج منها على سبيل الذكر لا الحصر برامج المجالس الشبابية الموازية للبلديات واللامركزية بالإضافة إلى برامج تستهدف الشباب الذين يتمتعون بالصفات القيادية وبرامج تستهدف بناء قدرات الشباب في المجالات والقطاعات التي يحتاجها سوق العمل بالإضافة إلى تمكين الشباب من اللغة الإنجليزية وقد استطاع المركز أن يؤسس مركزاً متطوراً لتعليم اللغة تستفيد منه المحافظة بأكملها بالإضافة إلى عمله على دعم برامج ريادة الأعمال بين فئات الشابات والشباب، وكل هذه البرامج تنفذ بموارد مالية شحيحة بالتشارك مع العديد من الجهات المعنية بذلك.

كما وتشهد اليوم معان نشاطاً ملحوظاً في العمل الشبابي من خلال مؤسسات المجتمع المدني لمعالجة المشاكل التي يعاني منها المجتمع وفئة الشباب على وجه الخصوص، حيث تعمل مؤسسات مجتمع مدني أخرى بشكل نشط من خلال اللجان الشبابية في الصندوق الأردني الهاشمي ومن خلال جهد جماعي أيضاً لبعض الشباب.

ومن الأمثلة الرائعة أيضا في معان ما يقوم به نادي معان الرياضي الثقافي الاجتماعي من دور كبير في تعزيز الحركة الرياضية في معان خصوصا كرة القدم لما لها من دور في جذب الشباب بفئاتهم العمرية المختلفة، من خلال النتائج الإيجابية التي حققها فريق النادي في السنتين الأخيرتين حيث ينافس حالياً في دوري الدرجة الأولى، حيث كان للنادي ولرابطة المشجعين له دوراً بارزاً في التأكيد على الصور الحقيقية الوردية لمعان من خلال المباريات التي خاضها، حيث تم التأكيد على القيم الأردنية الأصيلة والمنافسة الرياضية الشفافة، كما وساهم تفوق النادي وأداؤه الإيجابي على افتتاح أكاديمية رياضية لكرة القدم عملت أيضاً على جذب اليافعين والأهالي لهذا النشاط الرياضي.

كل ذلك يحصل في محافظة معان رغم شح الموارد والظروف الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها المجتمع في المحافظة، وهنا لابد أن تقوم البنوك والشركات الكبرى وجميع المؤسسات من خلال مسؤوليتها الإجتماعية داخل المحافظة أو خارجها بدعم هذه الجهود الشبابية والتي غفلت الحكومة عنها لسنوات عديدة، فنحن أمام حالة إيجابية يجب البناء عليها وتعزيزها وتعميقها إذا ما أردنا النهوض بشبابنا ووطننا.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :