مجدداً .. الثوابت الأردنية بالنسبة للقضية الفلسطينية


الكاتب : اللواء المتقاعد مروان العمد

كنت قبل أيام قد كتبت مقالاً عن الثوابت الأردنية بالنسبة للقضية الفلسطينية وكما حددها جلالة الملك عبدالله الثاني في أكثر من مناسبة وأكثر من مرة، ولكني قلت أيضاً إنه بالرغم من إعلان الأردن بعدم التزامه بحضور مؤتمر البحرين لتاريخ المقالة، إلا أن الأمر قد يتطلب في المستقبل استخدام بعض الدبلوماسية مثل المشاركة على مستوى منخفض والاستماع إلى ما سيتم طرحه في المؤتمر ولنتمكن نحن من طرح رأينا وموقفنا. وقلت للذين يطالبون الأردن بمقاطعة المؤتمر ويقولون إن الأردن يملك إمكانية القيام بذلك وإن لديه الكثير من الأوراق التي يمكنه أن يلعب عليها، فإننا بذلك نقوده إلى مصير مجهول لا بل مدمر. وقلت صحيح أن الأردن عظيم في شعبه ونظامه إلا أنه ليس دولة عظمى.
واليوم وبعد أن وصلت الدبلوماسية الأردنية إلى قرار بالمشاركة بهذا المؤتمر وبمستوى أمين عام وزارة المالية بهدف الاستماع لما سوف يطرح والتعامل معه وفق المبادئ الأردنية الثابتة وباعتبار أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى لها، وأنه لا حل مقبول ومعقول لها إلا حل الدولتين، وأن مشاركتنا في هذا المؤتمر لا تعني مطلقاً قبولنا بأي حلول تلغي حق الشعب الفاسطيني بإقامة دولته ضمن حدود السادس من حزيران عام ١٩٦٧ وأن تكون القدس الشرقية عاصمة هذه الدولة.
وأن هذا الحضور لا يعني بأي حال من الأحوال قبولنا بأي طرح اقتصادي كبديل للحل السياسي الذي ينهي الاحتلال ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإنه من خلال هذا الحضور سوف يتم التعامل مع أي طرح فيه سواء سياسياً أو اقتصادياً بما يتوافق مع مواقفنا الرسمية ونقبل ما يتفق معها ونعلن رفضنا لما لا يتفق معها.
وقد تم إعلان هذا الموقف الواضح من خلال تصريحات وزير الخارجية الأردني والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، وأن الأردن سيبقى متمسكاً في مواقفه في مؤتمر البحرين والذي سيكون فرصة لتأكيد هذا المواقف من خلال كلمة الأردن في هذا المؤتمر. والتأكيد على أن الحل السياسي للقضية الفلسطينية يجب أن يسبق أي حلول اقتصادية وأن هذه الحلول يجب أن تكون لمساعدة الدولة الفلسطينية وتنمية دول المنطقة بعد إعلان هذه الدولة.
حضورنا للمؤتمر وإعلان ذلك فيه خير ألف مرة من التغيب وتركهم يتخذون قراراتهم في غيابنا دون أن نسجل موقفنا الثابت واعتراضاتنا على ما لا يتفق معه، لأنه في هذه الحالة سيتم اتهامنا بأننا تغيبنا عمداً لأننا موافقين على ما سيحصل في المؤتمر، وسيكون هذا الاتهام من قبل أكثر المعارضين لحضورنا هذا المؤتمر.
إن الكياسة والسياسة الحكيمة تتطلب الكثير من الدبلوماسية والواقعية حتى بطريقة الرفض. أما العنتريات ولغة الخطابات والمسيرات والاعتصامات فلن تؤدي إلا إلى أن نقدم أنفسنا على مذبح التضحية فيما يذهب الآخرون بكل الإبل وكما حصل مع كل من فعل ذلك.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :