التغير بالسياسة الاوروبية .. بقلم : سالم الكورة


التغير المفاجيء في السياسة الاوروبية تجاه حكومة نتنياهو
 
 
 
لعبت الحكومة البريطانية منذ القدم دورا كبيرا في  الوجود اليهًودي وذلك من خلال اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ،ووعد بلفور المشؤوم عام 1917 الذي  زرع الكيان الصهيوني في قلب الامة العربية ، فقامت بريطانيا باعطاء فلسطين لليهود وكأنها صاحبة حق وولاية على أرض فلسطين ، فوقفت الى جانبهم من اجل اقامة دولتهم على حساب الشعب الفلسطيني ،وذلك باغتصاب ارضه بالقوة عبر سنين ، فكان لها الدورالرئيس في بناء هذا الكيان  والوقوف معه بكل الحروب التي خاضها وقدمت العون العسكري بشتى انواعه للكيان المغتصب ،وكذلك الدول الاخرى والتي استطيع ان اسميها صديقة الكيان الاسرائيلي.
 
من خلال متابعتي للسياسة البريطانية والاوروبية في الشرق الاوسط تفاجأت بمقال نشره وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في صحيفة "ايديعوت احرنوت" الاسرائيلية، ومن ضمن ما قاله " اريد أن ارى حل عادلا للاسرائيليين والفلسطينيين ، وأن الضم سيشكل انتهاكا للقانون الدولي ،فبريطانيا لاتعترف الا بحدود 1967 "، وتمنى بان لايخرج الضم الى مكان التنفيذ ، صراحة صعقت ماذا حصل بين القطبين الحليفين ، فالعلاقة بينهما وطيدة الى ابعد الحدود - وفي قفزة فرنسية حرة من قبل وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان يصرح بان ضم اسرائيل لأراضي في الضفة الغربية ،سيكون انتهاكا للقانون الدولي وله عواقب على المنطقة .
وتابع الحديث باننا ندرس خيارات مختلفة على المستوى الوطني بالتنسيق مع شركائنا الاوروبيين الرئيسين ، ويصرح ايضا الفاتيكان بأن الاجراءات الاحادية، يمكن ان تعرض السلام للخطر حسب تصريح وزير الخارجية الكاردينال بيتروبادولين ، للتعبير عن قلق الكرسي الرسولي بشان الاجراءات الاسرائيلية الاحادية الجانب من قبل اسرائيل، وقال بيان للفاتيكان "ان الكرسي الرسولي يؤكد على ان دولة اسرائيل ودولة فلسطين لهما الحق في الوجود والعيش بسلام وامن ضمن حدود دولية معترف بها."
اللافت للانتباه والمفاجيء للمتابعة  للسياسة البريطانية بالمنطقة يصدم بتصريح وزير الخارجية البريطاني والذي يعتبر ناطقا باسم حكومته بالإضافة إلى فرنسا والفاتيكان ، حيث نلمس التغير الوظيفي للسياسة في المنطقة ، مما يتطلب من الطرف الفلسطيني والعربي أيضا تكثيف الجهود مع هذه الدول لتلعب الدور الاساس في عملية السلام واعادة جميع الاطراف الى طاولة الحوار، وذلك لاحلال سلام عادل، وشامل يرضي جميع الاطراف ، فحسب المعطيات السياسية بريطانيا وفرنسا لهما دورهما في الملعب السياسي الدولي  ، والقدرة على توجيه الانظار الدولية تجاه قضيتنا الاساسية في الشرق الاوسط  الا وهي القضية الفلسطينية ، لب الصراع في المنطقة ،
مما يستوجب أن نبتعد بسياستنا عن البيت الابيض قليلا ولنتريث عسى أن نجد طريقا أمنا فيه النجاة. فهذه الدول لها علاقات قوية مع إسرائيل واتفاقيات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية وتجارية ، فالسوق الاوروبية تعتبر في الوقت الحالي عبارة عن سوق للبضائع الإسرائيلية ان كان للتسويق أو الاستيراد ، فالعلاقات متينة بين هذه الدول وكل طرف متمسك بالاخر.
 فالسؤال الذي يطرح نفسه، الم يحن الوقت بان ندرك بان الدول الاوروبية لها دور سياسي كبير في الشرق تستطيع به الضغط على اسرائيل ، من أجل إعادة جميع الاطراف الى طاولة الحوار ومن أجل سلام شامل في المنطقة؟
وسؤال اخر رهن الاجابة لماذا لا يتم تكثيف الجهودالفلسطينية والعربية من خلال الدول الاوروبية المعارضة للضم والعمل على تغيير المسار السياسي لمواجهة اسرائيل وما تقوم به من اعمال تهجير وقتل للابرياء واعمال منافية للقانون الدولى ومنافية للانسانية ايضا؟ حمى الله الوطن واعاد للامة العربية فلسطين لتعود حرة ابية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :