انا و " الجيران " و هواك * طلعت شناعة.



أعترف..
أنني ( كائن ) مُزعِج..
فأنا أصحو مبكّرا.. ( قبل الشّحادة وبنتها )..
اقف إمام المرأة..اتفقد شكلي.. وكأنني على موعد غرامي... او موعد .. مهمّ
اتّجه إلى المَطبخ كي اعدّ " قهوتي "
الواقع أنني " أُحاور " القهوة ولا أصنعها..
اقلّبها يمينا وشِمالا.. ومن فوق إلى تحت
كأنها لعبة الرّوح.. حتى تهدأ وأحملها ب " برفق وحنان " وأذهب إلى " الحاكورة " مكاني المفضل في الصباح .
ومع " الرّشفة الاولى " تبدأ " المشكلة "
خاصة مع اصطحابي للعصفورين " بندق ولوزة " .. اللذين يأخذان بالزقزقة وكأنهما يحتفلان ببدء ألنهار.
لا مجال ل " اسكاتهما ".. هذا أسلوبهما بالتعبير عن حضورهما..
ورغم انشغالي .. بكتابة مقالي اليومي ، أشعر أن الجارات، تحديدا ، يبدأن بالتعبير عن " انزعاجهنّ "..تارة بفتح الشبابيك وتارة إغلاقها .. بعنف.
مع " الرشفة الثانية " .. اسمع حِراك الجيران :
صرخات واشتباكات لفظية بين ازواج ، لم يمض على زواجهم .. اقل من سنة.. وكذلك آؤلئك " الطّاعنين " بالزواج.
شتائم.. وفحولة " صوتيّة ".. وخبطات و.. ويتبعها صمت مريب.
العصافير تمارس حضورها البهيّ .. غير ابهة بما يجري حولها .
وانا مُنكبّ على الكتابة .. وبحذر اداعب الحروف الصغيرة.
ابواب الجيران تعلن عن خروج ساكنيها..
فرقعة " الكعب العالي " المعتادة تكشف انطلاق الجارات الى اعمالهنّ.
طق .. طق .. طق
وأشعر انهن غادرن " العمارة "..
بينما الأزواج يخرجون بهدوووء .. فقط اسمع " نحنحة " وسُعال.. وكحكحات.
ترتفع حرارة الجوّ بالتدريج
فأعود ادراجي برفقة " بندق ولوزة " و صينية القهوة.
فانتقل إلى غرفة " المكتبة ".. ليبدأ نهاري بالقراءة و بسماع " فيروز " وفي مرحلة لاحقة " صباح " ومع انتصاف اليوم .. اترك " عبد الحليم " يجرّني إلى الماضي باغنياته الجميلة.
أعترف أنّي " كائن " مُزعِج ..
ذات يوم .. وقبل بضع سنوات ، تعرضتُ ل " تُهمة " غريبة..
قال بعض " الجيران في العمل " أنّي أبالغ بالفرح..
وقال أحدهم " انني دائم الضحك والمرَح " ..وطلبوا مني " تخفيف الطاقة الإيجابية " فهي .. مُزعِجة
كنتُ في الشارع وقتها..
اخذتُ أقفز مثل الأرنب..
قال الناس : مجنون "
تابعتُ فرحي وصرتُ أُردّد مثلهم
.. مجنون
مجنووون ... !




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :