" حظر " .. نموذجي * طلعت شناعة


.
نحنُ عائلة تعيش يومها بأقل قدر من " النَّكَد " والمشاكل .. نختلف ونتّفق بسرعة وننسى مثل الدول العربية.
استيقظتُ امس الاول وكان يوم " حظر " كما قررت الحكومة..
الصراحة لم أستيقظ " مبكّرا " كما افعل كل يوم..
قالت زوجتي : ليش تصحى بدري.. الناس نايمة واليوم " الجمعة " وانت ما عندك " مقال " تكتبه.
" انصعتُ " للأمر.. و " ظلّيت لابِد بالفِراش "..
لكنني وبسبب عدم التعوّد ، شعرتُ كما لو ان الفرشة فيها " دبابيس " تنخز جسمي.
تسللتُ خِلسة وغادرتُ الغرفة .. و "التجأتُ " الى المَطبخ.. وبدأتُ أعدّ قهوتي على مهل.
صمتٌ تام
الناس يستغلّون يوم الاجازة بالاستغراق في النّوم وكأنهم " ينتقمون " من لهاثهم النهاري واليومي.
لستُ مثلهم.. من صغري وانا باصحى بدري..
اكتملت القهوة وفاحت رائحتها، وسمعتُ زوجتي تنادي من بعيد : احسب حسابي معك.
استسلمتُ النداء وكان أبي يقول " رُدّ ع مرتك بتتّقي شرّها ".. وانا كائن مليء بالخطايا.
خرجتُ إلى " الحاكورة " .. احتسيتُ قهوتي وانا أتأمّل الحمَامة " عزيزة " صديقة الصباح.
مارستُ الرياضة الصباحية في ظل الصمت الاجتماعي العام.
حوالي العاشرة.. دبّت الحياة في المطابخ.. وبدأتُ اسمع " ضجيج الصحون الطناجر والملاعق".. وايضا صوت " القلي".
اقترحت ابنتي ان يكون الافطار في " الحاكورة " فلا يرانا أحد.. واليوم " حظر ".
جلسنا مثل الأُسر " البرجوازية "..مع الفارق في المكان..
كان ثمّة زيت وزعتر وجبنة بيضا مقلية وفول مدمّس وحمّص بالطحينة وخبز وشاي ..
اه
وايضا كان .. زيتون.
افطرنا بدون مشاكل..
ومضى كلّ إلى غايته.
انشغلتُ بقراءة كتاب يتناول تاريخ الحرب العالمية الثانية.
وعندما اقتربت الساعة من الثانية عشرة والنصف وهو الموعد الذي حددته الحكومة لأداء صلاة الجمعة.. اتجهتُ نحو المسجد القريب.
جاء الناس التزموا بالموعد والتعليمات وخرجنا قبل الموعد بعشر دقائق..
استغليت الوقت بالثرثرة مع جاري الطبيب..
وعدتُ حسب الوقت المسموح بالخروج.
اقترحت العائلة ان نتغدّى " مشاوي " في " الحاكورة "..
لم يكن لي رأي بالموضوع
انا " رب أسرة مطيع .. مين مطيع ".. ابو السجاير ؟
ساعة ومارستُ "قيلولة " ما بعد الغداء..
وبعدها كانت " الارجيلة "..
وكان مسك ختام اليوم ، متابعة مباراة كرة القدم بين " الأهلي المصري " و " الوداد المغربي " في كأس أفريقيا وانتهت بفوز وتأهّل الأهلي للدور النهائي.
نمتُ سعيدا وكما قلت
كان يوم " حظر " .. نموذجي
جدّا ..!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :