الحس الفكري والبحث عن الحقيقة بقلم: سالم الكورة



منذ أن ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي و نحن كأننا نعيش مع عالم جديد مجرد (كبسة زر) ، العالم بين يديك، فاصبح من السهولة جدا الحصول على المعلومة دون جهد او عناء..
فمن خلال متابعتي لموقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك ) ،لاحظت عملية مد وجزر، و شد عكسي يمثل أفكار متضاربة مع غياب الحس الفكري لدى البعض فتجد أمامك معركة قائمة بين كاتب و قارئ او صاحب بوست ، فتجد الموضوع عادي بسيط يمثل وجهة نظر صاحبه قد ضخم الى أن أصبح موضوعا كبيرا و مهما، والكل يكتب ولكن للأسف الشديد تخلى البعض عن ادبيات الكتابة، لتجد أن القارئ او زائر هذه الصفحة انه مر سريعا دون أن يمعن النظر بما شاهد او قرأ ، فالقراءة السطحية لن تعطيك فكرة كاملة بما قرأت فإن لم تكن قراءتك عميقة لن تتمكن من الوقوف على معرفة ما تم تحريره في الصفحة أحيانا فالانطباع ألاولي لن يشبع لديك غريزة القراءة التحليلية للموضوع ، فالإنسان الذي لا يملك الحس الفكري في القراءة قد يحكم على ما قرأ بصورة غير عادلة ولن يفي الموضوع حقه وقد يظلم الكاتب او صاحب المقال لعدم وصول الفكرة كاملة بشكل سليم لدى القارئ او متلقي الفكرة .
فالفكر يتكون لدى البشرية من مجموعه من العمليات العقلية و التي يتم التعامل معها من خلال التحليل ومن أجل الوقوف على مخرجات سليمه ليتكون لدينا فكرة بالموضوع ، فإن لم تملك الحس الفكري والقدرة على التحليل والاستنتاج قد يصعب عليك الحصول على الحقيقة و التعامل مع منطق مع ما تقرأ عينيك.
فالقراءة من وجهة نظري هي معادلة يرتبط بها عنصرين كاتب و قارئ، فما جعلني اكتب بموضوع الحس الفكري و الحقيقة عندما شاهدت بما جرى مع ناشطه أردنية مقيمة في امريكا عندما قامت بوضع بوست يحتوي على رأي لها فانصدمت بما رأيت على فيس بوك ، فتنهال عليها الشتائم و الكلام الذي لا يليق بها للأسف الشديد، أنا ملم بسيرتها الذاتية المليئة بالعطاء و الوفاء للوطن الام الأردن فهي تضع العلم الاردني على باب منزلها بولاية شيكاغو بكل فخر و اعتزاز بوطنها الأردن ، و حاصله على عدد من ميداليات ذهبية وقد مثلت الاردن بالعديد من الدول و حاصله على بطولات آسيوية ايضا ، وهي بنت الوطن أينما حلت و ارتحلت كانت سفيرة للأردن بما قدمت من حب و العطاء وميداليات ذهبية باسم الاردن الغالي .
فلماذا جلد الذات والإساءة للاخرين بكل ما اوتينا من كلمات لا تليق بالحدث و الطرح فالتغريدة التي كتبت ليست ضد الوطن ولكن مجرد رأي ، ولماذا لا نقرأ بتمعن و بحس فكري للوقوف على الحقيقة، فلماذا لا نحترم الراي آخر ولماذا فوضى بطرح فلنخرج من عنق الزجاجة لنرى الدنيا أجمل ولنكتب باقلا م تعشق الحقيقة والكلام الجنيل. فلنتمهل قليلا قبل الحكم على الاخرين ولبتعد عن سوء الظن تجاه الغير.
الكاتب والباحث
سالم محمود الكورة




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :