أجيال المستقبل بقلم: فيصل سلايطه


لم تعد الحياة هي هي كما في السابق ، كل شيءٍ تغيّر و بتغيّر بسرعة و بزخمٍ سريع، نريد أن نتطوّر و نطوّر اجيال المستقبل بعقلانية و بمنطق ، فما العمل؟
في الحقيقة تكمن مشكلتنا هنا في الاردن في أننا ننظر للامور من زاوية واحدة و ننسى بأن الصورة واسعة و لها اطار و حائط ترتكز عليها ، فنطوّر على سبيل المثال المناهج و ننسى الثقافة المجتمعية ، ندسّ الديموقراطية مكتوبة و ننسى أنها تُعدم خارج اسوار المدارس ، نتفاخر بعودة الفلسفلة بعد غياب و ننسى أنّ انعدام التفكير نشر التكفير ، فما الحلّ؟
عندما نشاهد وثائقيات لدول صعدت من تحت الركام ، من الامية و الفقر و التخلّف تكون الوصفة هي ذاتها " تهيئة جيل خارق " و هذا ما نحتاجه في الاردن، نحن لا نحتاج لبضعة حروف في المناهج أو لمدارس و جامعات مزخرفة مترفة ، نحتاج لأن يبدأ التغيير من المنزل للشارع للاروقة السياسية للمدارس و الجامعات فلا يمكن أبدا الارتقاء بشكل احادي دون اشراك باقي القطاعات، فلا لوم ابدا على بعض الطلاب إن شعروا بأنّ المناهج و الكتب تدخلهم في دوامة ملل ، فنحن لا زلنا نعيش على فكرة الحشو لم نتقدم بعد لفكرة مداعبة العقل ، فالمشانق في الشوارع العربية جاهزة لأيّ مبدع يفكّر خارج الصندوق و التهمة هي هي ( الخروج من القطيع) هذا القطيع ذاته الذي يعيش عدة ظلال في الخِفية و العلن لا يريد للبلدان أن تتطوّر ، فالتطوّر لم يكن يوما بالتعرّي في حين يمكن توظيف المصطلح لتعرية العقل و نفض أي محددات امامه ، فلم يسأل الشارع العربي نفسه يوما ( لماذا يبدع أبناء جلدتي ما إن يهاجرون؟) فلو كان التخلّف جزءا اصيلا من تكويننا لما شاهدنا العرب و الابداع وجهان لعملة واحدة في تلك الاوطان.
المشكلة العميقة و القاتلة تكمن في أننا نغتال السياحة الفكرية بكل اشكالها ظانّين أننا بهذا نحرس الفضيلة و الاخلاق لدرجة أصبح التديّن الزائف عنوان العصور الوسطى التب نعيشها الآن ، فحتى لو اكتشفنا من النفط اطنانا و من الغاز ما يُطعمنا العسل مجانا لن نتطوّر ما دمنا نعالج الامور كما اعتدنا.
مشكلة العالم العربي أنّه حتى عندما ثار ، لم يثر على كبح جماح العقل و المنطق ، بل ثار على الاسماء و الاشخاص بيد أن الثورة الحقيقة لا تهتم بالحكومات و الانظمة بقدر ما تهتم بكسر الحواجز و الانطلاق نحو المستقبل ، فالمستقبل لا يبنى بالقناعة فمن اقتنع امتنع.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :