يستفزونك .. بقلم الدكتورة ميرفت سرحان


التحقت سلمى بمكان عملها الجديد .. وهناك صادفت عبلة التي تعمل في هذا المكان منذ مدة .. شعرت سلمى أن عبلة فتاة لطيفة .. فأرادت أن تتقرب منها ..
فأصبحت سلمى تداوم على إرسال الرسائل الصباحية لزميلتها عبلة .. وكانت الأخيرة نادرًا جدًا ما ترد على هذه الرسائل .. ثم بدأت سلمى تتقرب من عبلة أكثر .. فتارة تعد إفطارًا مشتركًا لها ولزميلتها .. وتارة تحضر لها هدية .. وأحيانًا تشتغل العمل الخاص بها ..
مرت الأيام .. ولكن، عبلة لم تبادل زميلتها المشاعر .. إلا أنها استمتعت بكل ما تقدمه سلمى لها .. وبدأت تستغل الفتاة .. فتقول لها مرة أنها تشعر بالتعب حتى تشتغل العمل الخاص بها .. ومرة تطلب منها أن تتستر على إهمالها في العمل، وحتى تغيبها عنها .. وأحيانًا كانت تستغلها ماديًا فتقترض منها بعض المال دون أن تعيده لاحقًا .. وأحيانًا كانت عبلة تتعامل مع زميلتها بطريقة فظة فتصرخ في وجهها تارةً .. وتستهزئ بها أخرى ..
مرت الأيام .. وانكشفت أوراق عبلة كاملة .. شعرت سلمى بغيظ شديد .. واحست بامتهان لكرامتها .. وقررت أن تغير من أسلوب تعاملها مع زميلتها .. فأصبحت تتجاهل وجد عبلة .. فلا تصغي لما تقوله .. ولا تنفذ ما تطلبه .. ولا تتحدث معها .. حتى أنها لم تعد تلقي عليها التحية .. وكأنها ليست موجودة أصلًا ..
استشاط غضب عبلة .. واستغربت أسلوب زميلتها .. وصارت تعاتبها على ما بدر منها ..

تحضرني هنا مقولة "جورج برنارد شو":
يستفزونك ليخرجوا أسوأ ما فيك، ثم يقولون هذا أنت ..
لا يا عزيزي ..
‏هذا ليس أنا، هذا ما تريده أنت ..

وفي النهاية .. ولأنه لا مبرر -من وجهة نظري- لمقابلة الإساءة بالإساءة .. فاتبع قول عمر بن الخطاب رضي الله: "اعتزل ما يؤذيك" ..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :