تفضّل كُل واتهنّى * بقلم: طلعت شناعة



صديقي «حاتم » الذي يشبه نجم السينما الامريكية " تشارلز برونسون ، كان يتغدّى «الصبح». فزوجته كانت تعمل مدرّسة، وهي بحكم عملها ، كانت تصحو مبكّرا جدا (حوالي الساعة الرابعة فجرا ) لتعد طعام «الغداء» لعائلتها وتذهب الى التدريس وهي مطمئنة أن زوجها وبناتها سيجدون ما يتناولونه حين يعودون من عملهم وجامعاتهم.
صديقي، كان يضطر للاستيقاظ بعد أن تزكم أنفه رائحة الطبيخ، ويشعر أنه يتناول «الملوخية» في الصباح.
للعلم ...صديقي " مُدمن " ملوخية
ويتخيّل نفسه « يُغمّس » ويلتهم المخللات وأحيانا البصل الأخضر ، كل هذا «على الريق». وبعد ان كانت تغادر زوجته البيت، يعود الى النوم، بعد أن « يشعر » انه شبع/على الرّيحة.
هذا يذكرنا بمسرحية الكاتب المصري ألفرد فرج «علي جناح التبريزي وتابعه قُفّة»، حيت نجد « بُق بُق » والذي جسد دوره الفنان عبد المنعم ابراهيم يتخيل نفسه يتناول الطعام بعد ان يتخيّل سيده انه يأتي له بالطعام الرائع من بلاد الشرق والغرب. فيقول له: تخيّل يا « بُق بُق» نفسك تأكل خروفا محشيا. فيسيل لعابه ويحرك أسنانه ليشعر المتفرج انه فعلا يأكل اللحم. ثم يقول له «علي»: تخيل حالك تأكل عنبا وبطيخا. فيمثّل المسكين دور الجائع والمتعطّش لفاكهة الصيف الجميلة. وفي النهاية، يمسح فمه، للدلالة على انه «شبع» تماما. وهو لم يأكل سوى « الفراغ والهواء ».
أحيانا، أو غالبا أو دائما، اختاروا الكلمة المناسبة، أشعر ان الحكومات العربية تُطعم الناس على طريقة « التبريزي »..
واتخيل أننا جميعا ـ كشعب مسكين ـ، سعداء بما يحدث لنا من « أكل الهوا ». فنصبح كلنا «قُفّة» أو «بُق بُق». او مثل صديقي « حاتم « الوحيد في العالم الذي كان « يتغدّى « الصبح، ويتعشّى « الظُهر ».
و.. بالهنا والشفا !!.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :