" فول » .. سياحي طلعت شناعة


فول ».. سياحي
طلعت شناعة

بعد ان تمادت « ام العبد» في الكَسَل» الصباحي»، وبعد ان توقفت ،لسبب «مجهول» عن «قلي» البطاطا والباذنجان والكوسا لزوجها واولادها،ضمن طقوس يوم « الجمعة»،أصبح لزاما على « ابو العبد» او من يقوم بمكانه،من الاولاد ان يتوجّه الى المطعم،لشراء الفول والحمّص والفلافل.
ولأن «صاحب الحاجة أرعن» واحيانا «أهبل» ،فقد تفاجأ أن «حبات الفلافل» التي كان يشتري «الخمسة منها بتعريفة»،قد أصبحت «بالعلالي» بعد ان «طار» سعرها، وبات يحتاج ان يدفع لصاحب المطعم او « القائم باعمال بيع الفلافل»،مبلغا كبيرا مقابل الحصول على عدد من حبّات الفلافل التي «تقلّ حجمها» و «نحلت» وصارت مثل اطفال» الصومال».
وحين سأله البائع عن حجم «علب الفول والحمّص» التي يريدها، وقف حائرا ،فلم يعتد ان يسأله صاحب المطعم مثل هذا السؤال « الغريب»،فكان اعتاد « ابو العبد» وامثاله» من المواطنين، ان يضعوا مبلغا من النقود،ربع دينار،مثلا،فيقوم الرجل بملء «الصحن» ويمضي الواحد فرِحا مسرورا.
ولما رأى الرجل حيرته،اشار اليه ان يتأمل «العُلب الفارغة» المعلّقة بجوار» الكاش»، فاصابته الدهشة ،عندما لاحظ ان الاسعار «تضاعفت» بشكل غير طبيعي.فعاد يسأل الرجل، لماذا «طارت الاسعار» الى هذا الحدّ، فكان الرّد ان « هذه أسعار سياحية».
فردّ عليه « ابو العبد» انه مواطن « اردني» ويحمل رقما وطنيا ، ولهذا فقد استغرب اولا ان يتم معاملته، معاملة « السائح» الاجنبي،وكذلك،مما زاد دهشته، ان تترقّى أحوال « الفول والفلافل والحمّص» والتي يُفْترض انها «مأكولات» شعبية،الى منزلة « اللحمة» والدجاج،ناهيك عن « الشاورما» و»الهمبرجر».
قال له الرجل: ارجوك لا تعطّلني،اذا ما بدّك شوف محل ثاني.
«ابو العبد» عاد الى «ام العبد» وصار «يهذي. فظنّت أنه تعرّض لـ « مكروه» في الطريق. سألته: مالك ؟
لم يردّ وظل يكرر: الفول سياحي ،الفلافل .. سياحية
ام «العبد».. سياحية.
انا .. سياحي
سياااااااااحي !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :