إشكالية التطبيع بقلم: حازم الخالدي


شارع الصحافة
حازم الخالدي
إشكالية التطبيع
برزت إشكالية في مفهوم التطبيع بين العديد من الأوساط وبالذات في الدول التي تتعامل مع الكيان المحتل أو التي تسعى إلى بناء علاقات أو توقيع اتفاقيات جديدة معها، كما بدأت تظهر أيضا في العلاقات التجارية والاقتصادية وبدأت تتجه نحو العلاقات الرياضية أو التطبيع الرياضي..
رغم أن دولا عربية وقعت إتفاقيات سلام مع الكيان الغاصب لكن الشعوب العربية ما تزال ترفض التطبيع وأي علاقات شعبية مع هذا الكيان الذي يعمل على احتلال الأرض وتفكيك كل الدول العربية وبالذات المحيطة في فلسطين.
نادي الوحدات والجماهير الرياضية يواجهون الآن إشكاليه في هذا المجال ، حيث سيلعب الفريق في فريق عربي آخر يتواجد فيه لاعب يحمل الجنسية الإسرائيلي مع أن هذا اللاعب هو عربي وفلسطيني ، وربما يعتز بهذه الهوية ومن بلدة عربية معروفة، ولم يأت من بولندا ولا من روسيا أو تشاد، ولكن فرضت عليه هوية (إسرائيلية) بحكم الاحتلال ، ولم تبادر أي دولة عربية لمنحه هو وغيره هويتها، وبنفس الوقت هذا العربي لعب مع أندية إسرائيلية وأنشد نشيد العلم الإسرائيلي،وهو يمثل الكيان المحتل.
الاشكالية الاخرى التي تضع النادي الأردني في حيرة أنه أصبح بين فكي كماشة؛ أن يلعب المباراة ويتحمل النتائج مهما كانت وبالذات من الجماهير التي ترفض التطبيع وبين الانسحاب الذي يمكن أن يترتب عليه غرامات أو عقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
هناك الكثير من المشاهد في الدول العربية التي وقعت اتفاقيات مع المحتل أو حتى الدول التي لم توقع، إذ أن مجرد معرفة الشخص بأنه(اسرائيلي)، لا يتم التعامل معه، ويرفض الناس تقبل وجوده، والكثير من الإسرائيليين أو اليهود طردوا من محلات تجارية ورأينا أيضا في مباريات كأس العالم لكرة القدم التي جرت أحداثها في قطر العام الماضي كيف تم التعامل مع قنوات فضائية عبرية، ورفض مشجعون عرب التحدث اليها إلى درجة أن وسائل إعلام عبرية تحدثت بكل وضوح عن الصعوبات التي يواجهها الإسرائيليون في مونديال قطر، ووصلت الأمور إلى طرد بعض مراسلي هذه القنوات .
وقد قال أحد مراسلي قناة "كان" العبرية، خلال تواجده في قطر ، عندما يكتشفون هويتنا يرفضون التعامل معنا، " فمرة ركبنا سيارة أجرة واكتشف السائق أننا إسرائيليون، ولم يعجبه الأمر ، وطردنا من سيارته، وقال لنا إنّه غير مستعد لأخذ المال منّا، واتهمنا بقتل إخوته في فلسطين".
هذه هي الشعوب العربية مهما طال زمن الاحتلال ستبقى ترفض هذا الوجود الذي مارس القتل والدمار والإجرام وما يزال يرفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على أرضه وحقه في العودة إلى وطنه.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :