طلبة وأصحاب مهارات على قارعة الطريق بقلم: حازم الخالدي


شارع الصحافة
حازم الخالدي
طلبة وأصحاب مهارات على قارعة الطريق
بعد إعلان نتائج الثانوية العامة، سيقف طلبتنا الآن على مفترق طرق، لتحديد اتجاهاتهم التعليمية والمهنية، وخاصة أن عوامل الجذب مشجعة للطلبة للالتحاق بالمراكز التدريبية والتخصصات المهنية التي تتوافق مع إيقاع التغير السريع في هذه المرحلة، وبروز مهن جديدة فرضتها المستجدات التقنية الحديثة.
لا نستغرب أن تتكرر بعض المصطلحات والمفاهيم ، وأكثرها لا تنسجم مع الواقع بقدر انسجامها مع التوجهات الدولية ، حيث أصبح يتكرر مفهوم التدريب وتطوير المهارات ، وبالذات للطلبة الذين ينهون مرحلة الثانوية العامة، والذين تحاول المؤسسات التعليمية جذبهم إلى تخصصات جديدة تتناسب مع حاجات السوق العالمي، وتدعوهم عبر مختلف المنابر للالتحاق بهذه التخصصات التي تناسب ميولهم وقدراتهم والتسلح بالمهارات.
السؤال ونحن نكرر هذه المفاهيم والتوجهات ، هل نحن مهيئون لاستقبال الطلبة أصحاب المهارات والابتكارات والمعارف واستيعابهم في المشاريع الضخمة التي ننجزها، أو في المؤسسات العامة أو الخاصة ، أم أننا نرمي بهم في الشارع دون أن نستفيد منهم ونضع في مكانهم أشخاص لم تقدمهم مهاراتهم وانجازاتهم وإنما قدمتهم المحسوبية والتنفيعات ليكونوا في أماكن ليست لهم ولا يستحقونها.
العالم المتقدم اليوم يتجه نحو الأدمغة ، التي تجد طريقها في السوق بسهولة، نظرا لما تتسلح به من مهارات وفي مختلف المجالات والحقول، وبنفس الوقت كما يستوعب هذا العالم العقول وأصحاب المهارات يخلق الفرص والمشاريع لهم ، لكن للآسف أننا نهمل هذه الطاقات لذلك تجد دولنا ومجتمعاتنا في تراجع وانحدار ومنها ما وصل الى مرحلة الانهيار والضياع، فلدينا الآلاف من الخريجين الجامعيين ومنهم من يعمل في مهن لا تتناسب مع تخصصاتهم ، ولا نستفيد منهم؛ وهذا تقييد لفكرهم وعلمهم وقدراتهم.
يكفينا تراجع واستهتار بكل ما يطرح من أفكار ومشاريع وإصلاحات لم تخرج من صناديق وأدراج المكاتب، فعلينا أن نأخذ الأمور بجدية ونتيح الفرص لكل المبدعين وأصحاب الابتكارات والمهارات ، وخاصة في هذه الفترة حيث نتجه نحو تطوير التعليم المهني، فعلينا أن نتيح الفرص لطلبة الثانوية العامة الذين فرحوا بالأمس لنجاحهم في التوجيهي ونوفر لهم التعليم المناسب الذي يضمن توظيفهم والاستفادة منهم في مجالات العمل المختلفة، لا أن نعلمهم وندعي أننا نقوم بتأهيلهم وبعدها نتركهم في طريق الضياع.
لا نريد أن نحبط طلبة الثانوية العامة الذي فرحوا في بنتائجهم ، وحتى الذين أخفقوا، فبعض الدول لا تتركهم وإنما تستفيد منهم في بعض المهن، ولكن نريد منهم أن يتشبثوا بالعزيمة والإصرار حتى لو عجزت دولنا على استغلال طاقاتهم، لأن العالم يهتم اليوم بالثروة البشرية ونحن نرمي بهم على قارعة الطريق.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :