التطبيع بقلم: حازم الخالدي


"اسرائيل" تعمل في الخفاء (من تحت الطاولة)، فهي لا تهدأ لفكفكة الدول العربية واختراقها بمختلف الوسائل، وما حصل من لقاءات سرية مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش يثبت هذه التوجهات، أنها تنقش في بروتوكولاتها لتحقيق أهدافها وحلمها بإقامة دولتها من الفرات إلى النيل، التي أصبحت واقعا نلمسه بسيطرتها السياسية على المنطقة واستغلالها لثروات الدول العربية والتحكم باقتصاد المنطقة ..
أصبحت الدول العربية في القارة الأفريقية هدفا للكيان المحتل، لذلك يستغل هذا الكيان حالة عدم الاستقرار في هذه الدول ، وما تعانيه من ضعف ، ويسعى إلى كسب الدول العربية والنفاذ إليها ، ويريد أن يتغلغل في هذه القارة مستخدما جميع الوسائل، التي أصبحت ظاهرة للعيان ، كما فعلت "إسرائيل" في المغرب العربي ومحاولاتها المستمرة للتطبيع مع تونس ، وكذلك استغلال الأوضاع المتردية في السودان، لا بل أنها تعمل على دعم فريق من الذين يتنازعون على السلطة ضد فريق آخر.
في مثل هذه الأوضاع ولمجابهة التغلغل الصهيوني ، فإن وجود سياسة عربية موحدة على مختلف المستويات وبالذات المستوى الاعلامي الغائب يمنع هذا الاخطبوط من التمدد أكثر، وخاصة أن " إسرائيل " تنفذ إلى المسؤولين العرب سواء بطرق سرية أو على المكشوف ، للإيقاع بهم ،وبدولهم التي عليها أن تتفهم أن لا سرية مع الاحتلال ، فهو عدو سيبقى يتعامل معك ضمن الإطار الذي يرسمه لنفسه ولن يخجل في أي وقت من كشف كل اللقاءات التي تحصل وتسريبها كما يفعل دائما.
" إسرائيل" لم تنزعج من كشف اللقاءات السرية ، لأنها لا تستحي من أحد، ولكن اللهجة الشديدة كانت من أميركا التي اعتبرت أن إعلان وزير خارجية الاحتلال كوهين عن لقائه السري مع نظيرته الليبية، في روما الأسبوع الماضي، قد أضرّ بالجهود الأميركيّة لتعزيز التطبيع بين "إسرائيل" وليبيا ودول عربية أخرى، وأضر بالمصالح الأمنية الأميركيّة .
بالنسبة إلى المسوؤلين العرب عندما يتعلق الأمر بدعم القضية الفلسطينية، فتجدهم يضعون المبررات لذلك، بأنهم يلتزمون بسياسة دولهم ، أما الاختراق الصهيوني لدولهم ، فهم يصبحون أدوات فعالة لتنفيذه.
ما حصل في ليبيا بعد فضيحة اللقاءات السرية، يؤكد أن "إسرائيل" لن تنجح في اختراق إرادة الشعب العربي ولن تجد القبول في المنطقة مهما فعلت وحاولت أن تمتد في المحيط العربي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :