يا مدارس بقلم: حازم الخالدي



قبل أسبوعين توجه طلبة المدارس الحكومية إلى مدارسهم، فيما لحق بهم يوم أمس الأحد طلبة المدارس الخاصة، (الفرق كبير بينهما )، في الأسعار ورسوم الباصات والملابس والغرف الصفية والملاعب وبرك السباحة.. طلبة المدارس الحكومية يذهبون إلى مدارسهم مشيا على الأقدام وإذا أراد أحدهم أن يأتي بوسيلة مواصلات يأتي في (باص كوستر ) خصوصي بعد الدوام يقوم سائق الباص بتوزيع أدوات تنظيف(الحياة صعبة والظروف المعيشية في أسوأ حالاتها).
المدارس الخاصة لم يكن لديها فاقد تعليمي، يعني الأمور مكتملة تعليميا، لكن المدارس الحكومية عانت من الفاقد التعليمي( حتى في هذا الجانب تغييب العدالة)، لذلك كان لا بد من تعويض هذا الفاقد (يخلف عليكم)، الحكومة انحازت لطلبتها، وصوبت الوضع.
بغض النظر عن الفوارق بين القطاعين في كل الجوانب وبالذات الأسعار.. نار نار، فلا أحد يوقفها المواطن ليس له حماية ولا أحد يدافع عنه، لكن يبقى للمدرسة لذتها، وخاصة في اليوم الأول الدراسي اليوم الذي لا يمكن أن ينسى من ذاكرة التلاميذ.
كان اليوم الأول في المدرسة مغامرة للطالب ، مغامرة للاستكشاف والاطلاع ، وخاصة الطلبة الجدد، أو الطالب عندما ينتقل من مرحلة دراسية إلى أخرى،أو يضطر بحكم الضغط المدرسي إلى الانتقال إلى مدرسة أخرى تجعله يتخوف من المعلمين أو يصيبه القلق من ابتعاده عن زملاء ورفقاء ظل معهم لسنوات، ولا يعرف إن كان باستطاعته تكوين صداقات جديدة، أم لا ، فالحيرة تشغله.
دائما اليوم الأول في المدرسة ملئ بالتجربة وهو يوم لا ينسى في حياة الطالب ، هو يوم يرسم معالم النمو للطالب ، وتقبله لهذه العام الذي قد يكون ناجحا أو فاشلا .
لم أترك يد والدي عندما أخذني إلى المدرسة في أول يوم دراسي وظلت يدي ملتصقة بيده، ولا تكاد أن تتركها ، وعندما جلست على المقعد أحسست أن أبي منحني شعورا أزال الخوف من صدري، من وقتها وأنا لا أنسى جدران المدرسة ولا ملاعبها الواسعة ورحلاتها الجميلة في سهول إربد، وصوت بكاء الأطفال الذين لم يألفوا علاقة الصداقة بين أقرانهم، ولا أنسى وقت الاستراحة وصوت الجرس الذي يعلن عن انتهاء هذه الفترة الجميلة، ولا حنفية المياه التي نشرب منها.
اليوم الأول في المدرسة ساعدنا على الالتصاق في المدرسة ومكننا أن نقضي بقية سنوات الدراسة بثقة وأمل نحو الحياة...




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :