صيدلي يا صيدليّة بقلم: طلعت شناعة


عمانيات -

يظن بعض اصدقائي واغلب الناس أنني « خبير» في العواطف، لمجرّد أنني اكتب « غزلا» و» نثرا» رومانسيا. ولا يعرفون أن « باب النجّار دايماً مخلّع». وانا صحيح « ربما أُجيد الكتابة في الغزَل والحب، لكنني « خايب» وماليش « تجارب « و ع « البرَكة».
المهم أن احد هؤلاء الاصدقاء» توهّم علي» وجاءني يشكو « غرامياته « باعتباري» دون جوان « زمانه. واستسلمتُ له وانا عادة ما « أتعاطف « و « أنحاز « لأي اثنين «حبّيبة».
قلتُ له ،أولاً خلّيني أجهّز الأرجيلة ،ومن ثمّ ، نسولف.
و ما ان انتهيتُ من إعداد « نفَس الارجيلة « حتى كان صاحبي قد « استوى» وهو يستعد لفتح « ابواب قلبه وشبابيكه» امامي لعلني «أُساعده في أزمته العاطفية».
سحبتُ نفَساً عميقاً على الأرجيلة وقلتُ له :
ـ هات ما عندك ، كُلّي آذان صاغية !!.
قال الفتى:
« ابتليتُ بحب فتاة وعلمتُ انها تعمل في «صيدلية».
وتابع وهو يكاد يبكي:
ـ فتاتي من النوع « النّاشف» و « الجادّ». وانا لا ادري كيف « أعترف لها بمشاعري «. فصرتُ « اتحجج « بانني اريد شراء « علبة دواء». وذلك حتى اراها وبشكل يومي. وهي تتعامل معي كأي « زبون او مريض» جاء كي يشتري « الدواء».
تركتُه يسترسل وانشغلتُ بمتابعة سُحب الارجيلة تتناثر في الفضاء.
اضاف الفتى : ولكثرة ما اشتريتُ « ادوية» أصبح بيتي بمثابة « صيدلية» ثانية وانا لا اعرف كيف « ابقّ البحصة» واُخبرها أنني « مُتيّم « بحبّها.
قلتُ له ، بعد ان اشفقتُ على حاله : إحكِ معها بصراحة ،سواء على التلفون او استغل عدم وجود زبائن و.. اخلص !
قال : مش عارف شو اعمل. هي فتاة حلوة ومش قادر انساها.
ومرّت الايام وصاحبي في وضع لا يُحسد عليه وانا « عاجز « عن حلْ مشكلته.
مش قلتلكم إني « خايب في الغراميات».
وأخيرا،قررتُ مساعدته و» اللي بده يصير يصير».
انتظرتُ خروجها من الصيدلية ودفعتُ الشاب امامها وتركته يعترف لها بمشاعره.
ابتسمَت وقالت: وانا كمان حاسّة فيك.
سألها عن اسمها: قالت: ( ... )
عاد يسألها : قبل الأكل والاّ بعد الأكل !
عندها ادركتُ أن « صاحبي» ... (عيّد ).
ودعوتُ له بالشفاء العاجل و..
صيدلي يا صيدلي
بدّي دوا إلها وبدي دوا إلي !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :