إعصار دانيال بقلم : حازم الخالدي


تستمر الكوارث في عالمنا العربي ،ويستمر صراخنا ونحيبنا وحزننا ..الألم يعيش فينا وبداخلنا منذ أن نولد وحتى نموت، هذه هي ظروفنا نعيشها بألم .. فهمومنا واحدة وأحزاننا واحدة، وتطلعاتنا واحدة، بأن نخلق ونصبح نبحث عن أنفسنا كمفقودين، كل ما يجري على أرضنا من صراعات وأحداث والفساد الذي يستشري في كل أركان بلادنا، وتهاون وإهمال يدفع ثمنه المواطن البسيط .
يتنازعون على السلطة ، ولا يعرفون أن الدولة تحتاج الى قوة وإرادة ورقابة،وعمل وإخلاص، تحتاج إلى ضمير.. الصراعات السياسية جعلتهم ينسون أبسط الأشياء وهي توفير الآمان للمواطنين في الحياة الكريمة والمعيشة والسكن، فكلها معدومة للأسف، كل مخزون النفط العالمي موجود في ديارنا، وكل كوارث الدنيا موجودة في بلادنا، فإذا حدثت غزارة بسيطة في الأمطار تكشفت عيوب الطرق، وإذا زاد منسوب المياه ، تصدعت الطرق وانجرفت التربة والمساكن واهتزت البنى التحتية وظهرت كل مواطن الخلل ..
فهل يعقل أن ينهار سد بلحظة مهما كانت العواصف وسرعة الرياح ، لولا الاهمال والغش الذي يحصل سواء في الطرق أو الأبنية أو السدود.
لا أحد يعترض عل إرادة رب العالمين، لن نمنع السيول ولا الفيضانات ولا الأعاصير ولا الحرائق فالكوارث الطبيعية تأتي فجأة دون توقع، فكما تحصل في بلدان العالم فهي تحدث في بلداننا العربية، ولكن ما يحدث لدينا محزن إلى حد الفاجعة، في كل الاعاصير التي تحدث في العالم تحصل وفيات واضرار ولكن ليس بنفس الارقام والاعداد التي تحدث لدينا ، إعصار دانيال الذي ضرب ليبيا نموذج لانهيار الدول ، حيث لقي الألاف حتفهم ومثلهم من المفقودين والمصابين عدا عن الدمار والاضرار التي لحقت بالمنازل والأبنية التي اختفت عن وجه الأرض كما اختفى الناس تحت الانقاض بلحظات ..
ليس لنا في العالم العربي سوى أن نتبادل التعازي ونتبادل الأحزان والمآسي ، فالفاجعة لم تمس الليبيين في المناطق التي ضربها الاعصار فقط ، فهناك مهاجرون عرب من أكثر من دولة هربوا إلى هناك من ظلم الاحتلال ومن قسوة الحكم والظلم والفقر الذي في بلادهم.
اللهم ارحم من ضاقت بهم الأرض.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :