انعدام الثقة بقلم: حازم الخالدي



لماذا لا نأخذ ما حصل من "أزمة ثقة " بين الحكومة والشعب ، على إثر "التشويش " الذي حصل بعد نية الحكومة تنفيذ حملة تطعيم وطنية ضد الحصبة تشمل طلبة المدارس في المملكة، بأنها ظاهرة صحية ، وليست أزمة حتى لو وصلت إلى مرحلة "انعدام الثقة"، ألا تريد الحكومة تعميق الديمقراطية بين الشعب، الذي من حقه أن يتخوف من أي إجراء وخاصة بعدما حصل خلال جائحة كورونا،كما أيضا حق الحكومة أن تمارس دورها في زرع الثقة بين الناس ورفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع.
في خضم أزمة الثقة شاهدنا حشدا كبيرا من المختصين ، يعني استنفار حكومي ، حيث وقف وزراء ومختصون وخبراء في مؤتمر صحفي ليقدموا لنا معلومات علمية مدروسة مدعمة بوثائق ومرجعيات تثبت أهمية التطعيم بالنسبة للمواطنين الذين عانوا كثيرا خلال فترة كورونا، فكان المؤتمر مظهرا ديمقراطيا قدم الحجة بالحجة وقد سمعنا من الزملاء الاعلاميين انتقادات واضحة لغياب التواصل بين المؤسسة الصحة والإعلام والمواطنين، وهذا شيء مهم في تشكيل الديمقراطية التي نريدها من خلال الأحزاب التي تنشط الآن لبناء ثقة مع المواطن، الذين أصبح يدعو إلى حياة حزبية كما هم قادة الأحزاب الوطنية.
عندما يشكك المواطن بقدرة الحكومة على العمل لصالحه يصل إلى مرحلة من التذمر، هل تذكرون الرئيس الأميركي جيمي كارتر ، مهندس اتفاقية كامب ديفيد الشهيرة، التي احدثت تحولا في علاقات العرب مع الكيان الصهيوني المحتل، على فكرة الرئيس الأميركي الذي بلغ قبل أيام 99 عاما من العمر ، من أكثر الرؤساء الأميركيين الذين عملوا لصالح شعبهم، كان قد القى خطابا في 15 تموز/ يوليو عام 1979، حيث كانت بلاده تعاني من أزمة طاقة، وقتها شعر الناس أن حكومتهم لم تكن تعمل لصالحهم، وسئموا من التقاعس في العمل وعدم الكفاءة، فكان خطاب كارتر الذي أسماه " أزمة ثقة " معبرا عن هموم الاميركيين.
كان يعتقد الناس في ذلك الوقت بعد أن انخفضت الانتاجية في العمل، أن السنوات المقبلة ستكون الأسوأ، وواجه الأمريكيون اليوم نفس التحديات بسبب جائحة كورونا، وتغير المناخ، والتضخم المرتفع، والمعلومات المضللة، وأمور أخرى ومنها الأكاذيب حول شرعية الانتخابات.
لكن رغم فقدان الثقة والأزمات المستمرة، فإن الصورة التي تظهر لبناء الثقة هي التي تمنحنا القوة وإرادة العمل.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :