الطوفان بقلم: حازم الخالدي


هو الطوفان الذي أغرقهم وكشف وهم القوة لديهم، وحالة الخوف والارتباك والفشل ،المرتبطة بهم وبوجودهم ، هذه العملية النوعية التي اقتحم فيها مقاومون غلاف غزة ودخلوا إلى العمق داخل المستوطنات الاسرائيلية، ونفذوا عملية هي الأولى من نوعها، متجاوزين السياج الذي يشكل خط الدفاع الأول للبلدات الإسرائيلية، التي تجول بها المقاومون داخل المستوطنات بكل سهولة في مشهد غير مألوف في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ، فقاموا بأسر جنود إسرائيليين وبأعداد كبيرة.
هذه العملية أعادت الأذهان إلى حرب الاستنزاف وهي الفترة الذهبية للمقاومة الفلسطينية التي أعقبت هزيمة حزيران عام 1967 ، قكانت تقوم بتنفيذ عمليات نوعية خلف خطوط العدو، وهي عمليات أقلقت الكيان ودفعت سكانه إلى الهروب من فلسطين، وحققت هزائم متواليه للعدو في فترة كان يمكن استغلالها بصورة أفضل.
يجب أن يفهم الجميع أن " إسرائيل" لا تفهم غير القوة ، وإن لغة السلام لا تعرفها ولا تريدها، وكل السنوات التي كانت تحاول فيها عقد اتفاقيات سلام مع العرب لا تريد منها؛ سوى الهيمنة على القرار العربي ،وفرض "إسرائيل" كأمر واقع في المجتمع العربي، ولم تفهم أن هذا الأمر لن يتحقق مهما حاولت أن تفرض أي اتفاقيات تطبيع مع أي دولة عربية،ولن تتمكن من ذلك .
رغم سنوات الاحتلال الطويلة للأراضي الفلسطينية، لم يفهم العدو قيمة المسجد الأقصى والأماكن المقدسة بالنسبة للعرب ، حيث حملت العملية هذا الاسم (طوفان الأقصى )، الذي يعني الكثير بالنسبة للعرب والمسلمين، وأن ما يعانيه العرب من ضعف وهوان؛ لا يعني التمادي على الحقوق والثوابت الفلسطينية والعربية، والتجاوز عنها، والتجرؤ للمطالبة بتغيير المعالم التاريخية للمسجد الأقصى والسماح لليهود بالصلاة فيه ، حيث رأينا في أعيادهم محاولاتهم للاقتراب من ساحات الأقصى وإقامة صلواتهم التلموذية، وهو ما يريدونه وخاصة من أعضاء الحكومة الحالية التي تعتبر الأكثر تطرفا في تاريخ " إسرائيل" ،فأي خطوة يقدم عليها الكيان المحتل باتجاه الأقصى والأماكن المقدسة في فلسطين ستقابلها خطوات أكبر بحيث تشعل فيها الحرب ليس في الداخل الفلسطيني ولكنها ستشمل المنطقة العربية، وربما هي حرب لن تتوقف إلا بزوال هذا الكيان، لأن الفلسطيني ليس لديه ما يخسره سوى خسارة القدس.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :