(الطوفان) وعنصر المفاجأة بقلم: حازم الخالدي


عنصر المفاجأة في الحرب انتهى، المفاجأة المذهلة في عملية طوفان الأقصى ، حيرت كل الأوساط في العالم بما في ذلك الكيان الصيهوني الذي لن يتسلح بعامل المفاجأة في هذه الحرب، كما كان يعمل في حروبه السابقة مع العرب ، حيث كان يعتمد على أجهزة استخباراته في الرصد والمتابعة والكشف عن أي محاولات تحد من فتح أي جبهة معه، وحرب حزيران ماثلة للعيان عندما شل المطارات العربية وأعطب حركة الطائرات قبل أن تبدأ الحرب، وبالتالي حقق انتصاره على العرب باحتلال أراض لثلاث دول عربية.
ما زال الإسرائيليون مذهولين من هول الصدمة التي حدثت لهم وسيظل هذا اليوم صبيحة السابع من تشرين الأول/ اكتوبر في ذاكرتهم ، والمفاجأة الأكبر أن أفراد حماس الذين دخلوا إلى مستوطنات غلاف غزة، برا وبقوارب وطائرات شراعية ، ومظلات، وعطلوا صافرات الانذار، كانوا يتجولون بحرية في مرافق المستوطنات، ولم يصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المكان إلا بعد ثمان ساعات، وقد أسر عدد كبير من جنود ومستوطني الاحتلال وسيقوا إلى خارج الغلاف وصولا إلى غزة ولم يكن هناك أي جندي إسرائيلي يعترض طريقهم.
ليلة مرعبة كانت للإسرائيليين الذين كانوا يقيمون احتفالا ليليا في إحدى المستوطنات ، لم يشعروا بهذه العملية ولكنهم شعروا بالخوف والهلع والذعر، عندما تفاجأوا بالمقاتلين والمقاومين يتجولون فيما بينهم ويطلقون الرصاص بحرية، دون أي استشعار .
مشاهد الدمار وحجم الخسائر والخوف الذي حصل للسكان دفع الآلاف من الإسرائيليين لمغادرة تل أبيت باتجاه بلادهم التي جاءوا منها ونتمنى أن لا يعودو إلى فلسطين، كل ذلك لن يجعل الكيان المحتل يقف متفرجا، بل سيتخذ خطوات وهي خطوات ستخلو من عنصر المفاجأة ، ولكنها ستظهر وحشية هذا الاحتلال وعقيدته التي كان يتبعها منذ كانت عصاباته تحاول السيطرة على فلسطين ، وارتكبت المجازر والجرائم ومارست الارهاب، كما فعلت في كفر قاسم ،ودير ياسين ، والطنطورة،
وحيفا، وقبية، والقدس وفي صبرا وشاتيلا ، والحرم الابراهيمي وفي مخيم جنين وما ارتكبته من مجازر في رفح وغزة أيضا، وسلسلة طويلة من المجازر.
هذا من نتوقعه من جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يعرف سوى التطهير وارتكاب المجازر بحق المدنيين .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :