السيناريو الأسوأ بقلم: حازم الخالدي



لا أحد يعرف ماذا ستؤول إليه الأوضاع في غزة خلال الأيام المقبلة،.. " إسرائيل " خسرت الحرب في الأيام الأولى بعد أن عاشت فترات مرعبة لم تشهدها من قبل ولم تتوقعها، ولكنها هل ترضى بالهزيمة وهي التي تسيطر عليها عقلية " عقدة التفوق"، التي مارستها في كل حروبها ضد العرب.
الآن تريد "إسرائيل" أن لا تظهر أمام الرأي العام الداخلي الذي يشكل عليها ضغطا كبيرا، بأنها ضعيفة وما تريده أن تستعيد قوتها وتفوقها، لذلك سارعت إلى استدعاء قوات الاحتياط من ضباط وجنود وباعداد غير مسبوعة، لتسعيد السيطرة على المناطق التي فقدتها ،وبالتالي شن حرب على غزة التي ستواجه عدوانا شرسا ربما لن يكون كما في الحروب السابقة.
ما تحضر إليه "إسرائيل" ، يأخذ اتجاهات عديدة ، وأكثرها وحشية اجتياح غزة لتعويض الاخفاق والفشل الذي واجهته، وقد بدا واضحا أن مشاهد الدمار للبنايات في أماكن بعيدة عن المواجهة ، حيث قصفت الطائرات البنايات وهدمتها على سكانها وقامت بتسويتها بالأرض، وستكون المشاهد في الأيام المقبلة أكثر قوة وتدميرا ، لترهيب السكان وتخويفهم ودفعهم للنزوج والخروج من القطاع وربما تفعل ذلك " إسرائيل " لتسهيل خروجهم ، وبسط سيطرتها على غزة لتكون منطقة منزوعة السلاح، تخلو من أي مقاومة، وبالتالي تأمين الحماية للمدنيين اليهود في غلاف غزة بعد أن خذلتهم طيلة السنوات الماضية.
أما السيناريو الأخر وهو دخول غزة وتوقيع اتفاق بخروج قوات حماس إلى أماكن مختلفة وتحطيم قدرات المقاومة ، مثلما حصل في حرب بيروت عام 1982، عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي العاصمة اللبنانية وحاصرت الفدائيين في ذلك الوقت، وبعد مفاوضات من دول عربية وعالمية تم التوقيع على اتفاق يقضي بخروج المقاومة من لبنان إلى أكثر من دولة عربية، وقد قاد هذا الخروج إلى السعى وراء اتفاقيات سلام فاشلة لم يحقق فيه الفلسطينيون أي ثمار ولم يتحقق لهم أي حلم بسبب مماطلة الكيان المحتل ورفضه للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة على أرضه.
السيناريو الذي يمنحنا الفرح تمريغ أنف "إسرائيل" في الوحل بحيث لا تطول هذه الحرب وتحقيق هزيمة أكثر شدة وعنفوانا ضد المحتل ووقف تقدم القوات الغازية بحيث تخضع "إسرائيل " لمطالب المقاومة الفلسطينية بانجاز صفقة كبرى لتبادل الأسرى ، وهذا يمكن أن يتحقق لأن الدبلوماسية ستنشط مع اشتداد الحرب خلال الأيام المقبلة ووقف القتال وإنهاء معاناة الأسرى.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :