• الرئيسية
  • مقالات

  • صناعة الحروب وتأثيرها على التغيُر المناخي. بقلم: د. أحلام ناصر

صناعة الحروب وتأثيرها على التغيُر المناخي. بقلم: د. أحلام ناصر


د. أحلام ناصر تكتب: صناعة الحروب والأسلحة وتأثيرها على التغيُر المناخي: واقعية المشكلة وضرورة التغيير

تشكل الأسلحة والحروب ليس فقط تهديدًا للأمان والاستقرار في العالم، بل أيضًا تأثيرًا ملموسًا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، بما في ذلك التغيُرالمناخي والذي يعد من أكبر التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين، ويؤثر على جميع جوانب حياة الإنسان والبيئة المحيطة به، اذ تتسارع عجلة الاحتباس الحراري المترتب عن الاستهلاك الكبير للطاقة والانبعاثات الغازية الضارة المتسارعة نتيجة للأعمال العسكرية. يمكن تعريف التغيُرالمناخي بأنه التأثير السلبي الذي يستمر بعد انتهاء الصراع، حيث يستغرق وقتًا طويلاً لاستعادة الحياة الطبيعية للمجتمعات المتأثرة بالحرب لتتعافى، وتعود الى طبيعتها في كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
فمن النواحي الاقتصادية، تؤثر الحروب سلبًا على التغيُر المناخي من خلال تدمير البنية التحتية والصناعات والمنشآت الاقتصادية. فالحروب تعمل على تدمير المباني والمصانع والمزارع والطرق والجسور، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الاقتصادات المتأثرة، ويتطلب إعادة بناؤها إستهلاك كميات هائلة من الموارد الطبيعية والطاقة، والتي تسهم في تصاعد انبعاثات الكربون وتؤثر على المخزون الطبيعي للموارد. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحروب تحد من الإنتاجية وتقلص فرص العمل، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة وتفاقم الفقر والتهجير القسري.
وفي النطاق الاجتماعي، يعاني المجتمع المتأثر بالحرب من أضرار جسيمة. فالحروب تؤدي إلى انهيار الهياكل الاجتماعية وفقدان الثقة بين الأفراد وتقويض قيم المجتمع. كما تتسبب في نزوح السكان وتفريق العائلات وتشكيل موجات كبيرة من اللاجئين، مما يجعل الضغط على الموارد الطبيعية في المناطق المستقرة يتزايد. وتؤثر على فرص التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحروب تترك آثارًا نفسية وعاطفية طويلة الأمد على الفرد والمجتمع، مثل اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب.
واخيرا في النطاق البيئي، تتسبب صناعة واستخدام الأسلحة في انبعاث الغازات الضارة، والتي تسهم في تدمير طبقة الأوزون وتسارع في ظاهرة الاحتباس الحراري، كما تتسبب الصراعات المسلحة في تلوث المياه بالمواد الكيميائية الضارة، مما يؤثر على النظم البيئية المائية ويؤدي إلى تغيُرات في الطيف الحراري وعلى الثروة الحيوانية والتي تساهم في الامن الغذائي العالمي. ان تدمير الأراضي بفعل الحروب يؤدي إلى انحسار الغابات وتدهور التنوع البيولوجي، مما يقلل من قدرة النظم الإيكولوجية على استيعاب انبعاثات الكربون والمحافظة على التوازن البيئي.
في ختام المطاف، يظهر بوضوح أن الأسلحة والحروب لها أثر عميق على تغيُر المناخ والاحتباس الحراري والذي يهدد امن واستقرار العالم من كافة النواحي. ان الحد من الصراعات المسلحة يساعد في توفير تكاليف وجهود كبيرة في سياق خفض الانبعاثات الحرارية والمساهمة في مكافحة تغيُر المناخ ويساعد في بناء عالم اكثر استدامة، يُلزم ذلك التفكير بحلول دبلوماسية وسلمية للنزاعات الدولية للحد من هذه الآثار البيئية الضارة والحفاظ على صحة وديمومة كوكب الأرض.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :