صلاح أبو زيد " مدفعية إعلامية " بقلم : طلعت شناعة


.
كان يمكن أن اخرج بمادة صحفية غنية، لو ان المرحوم صلاح أبو زيد سمح لي بنشر حصيلة ( سنة) من اللقاءات شبه اليومية معه بعدما شاءت الاقدار ان يكون بيتي قريبا من بيته في " الشميساني" أواخر الثمانينات من القرن الماضي.
كنت في بداية عملي الصحفي ب" الدستور" عندما لقيته في ندوة عن الاعلام أقيمت في فندق مريديان / بلازا سابقا.
ولمعرفتي بقيمته،. ارسلت له " قصاصة ورقة" طالبا إجراء حوار صحفي معه.
فاشار ان اتصل به هاتفيا لتحديد موعد. وكانت المشكلة اني لا أعرف مكان بيت معالي ابو عماد. حيث كنت قادما من " الرصيفة " وحديث العهد بالعاصمة، فرد بكبريائه المعهود : ايش بتقول.. معقول في حدا بالأردن ما بيعرف بيت صلاح أبو زيد؟
فاخذت " اتاتئ" مبديا جهلي الشديد.
فعاد وتلطف معي و استقبلني بكامل اناقته قرابة العاشرة صباحا وكان معي مصور " الدستور" الذي انشغل بالتقاط العديد من الصور للحوار الذي لم يتم للأسف.. لان معاليه أخبرني انه " ممنوع من الظهور الاعلامي".. فاسقط في يدي وحزنت لذلك.. فقد كنت أمني النفس ب " خبطة وسبق صحفي مع واخد ممن لعبوا دورا بارزا في الحياة السياسية الأردنية والعربية".
وتواصلت الذكريات والجلسات بمعدل ساعتين يوميا وكنت أدرك انني أمام " شخصية استثنائية".
وخلال الجلسات تعرفت على ابنته ايمان وحفيده صلاح...
حدثني ابو زيد عن أسرار علاقته بالمغفور له الملك حسين وانه كان يكتب له خطاباته بحكم موقعه وقربه من جلالته.
حدثتي عن الأغنية الأردنية ودوره بابرازها مع المرحوم وصفي التل واخرين.
وعرفت منه انه الذي جاء بالمطربة سميرة توفيق من سوريا وتحولت إلى نجمة الأغنية الأردنية انطلقت شهرتها فنيا وسينمائيا في العالم العربي.
وكنت خلال زياراتي لبيته التقي العديد من أصحاب المعالي السابقين وكنت استمتع باحاديثهم بما فيها من أسرار واخبار مناكفات.
ولا أنسى ان اذكر له الفضل بزيادة راتبي ( 20) دينارا على الراتب الأساسي عندما فاجأني بسؤال عن راتبي فخجلت... لكنه كرر السؤال.. فذكرت له الرقم
فقام على الفور بالاتصال بأحد المسؤولين بالجريدة.. الذي وعده بتنفيذ طلبه..
وما ان عدت إلى " الدستور" بعدها بساعتين.. حتى علمت بأن راتبي قد زاد " 20 " دينارا ..
حلوين....
رحم الله صلاح أبو زيد الذي اختلفنا معه ولكننا احببناه.. فقد كان صاحب " كاريزما وشخصية مميزة.. جدا ".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :