إنها إبادة جماعية. بقلم: حازم الخالدي


ما يحدث في غزة إبادة جماعية، ومن يقول غير ذلك فهو إنسان جاهل لا يعرف أبجديات السياسة ولا المخططات الاستعمارية التي تنفذها دول الغرب وحليفتهم الصهيونية.
ارتكب المستعمرون حلفاء "إسرائيل" عمليات إبادة جماعية ضد السكان الأصليين في الدول التي استعمروها؛ كان هدفهم إبادة السكان الأصليين، ومحوهم وإحلال سكان آخرين مكانهم، فما يتعرض له الفلسطينيون في غزة وغيرها من مدن الضفة الغربية من قتل وتدمير وارتكاب أسوأ أنواع الجرائم والمجازر هو نهج استعماري، ارتكبه قبلهم المستعمر الإنجليزي ضد السكان الأصليين في استراليا تحت شعار تصدير المدنية الغربية ، ليؤسسوا بلدا جديدا بسكان ليس له علاقه بالأرض ،وكان هذا هو الحال أيضا في الولايات المتحدة الأميركية ضد السكان الأصليين الذين تم إبادتهم وممارسة كل أصناف العنف والقتل والطرد والتدمير؛ لتنشأ الولايات المتحدة الأمريكية ،وقد قُتل من السكان الأصليين من الهنود الأميركيين نحو 100 مليون إنسان، هؤلاء قتلوا باسم الحضارة الغربية..ومارس المستعمرون الانجليز عمليات إبادة جماعية ضد السكان الأصليين في كندا لتدمير جماعة قومية كبيرة كانت تعيش على أرضها وفي بلدها على مراحل عصور التاريخ، ولها ثقافتها وقيمها وعاداتها وتراثها الوطني.
في كل هذه البلاد عمل المستعمرون على ارتكاب مجازر ضد السكان الأصليين للاستيلاء على الثروات الموجودة وبناء مستوطنات للسكان الأوروبيين ، واستخدموا الأقلية التي بقيت من السكان لتجنيدهم كعمال وخدم يعملون في مشاريع الاستيطان والبناء وتم حرمانهم من التمتع بثروات بلادهم مثلما يحدث الآن في فلسطين، حيث يُصادر الكيان الصهيوني المحتل الثروات الطبيعية في كل المناطق التي احتلها حتى وصل إلى البحار، ليصبح هذا الكيان قوة كبيرة مهيمنة اقتصاديا على المنطقة ، وعمل على مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات واستخدام العمال الفلسطينيين في أعمال البناء.
السكان الأصليين في استراليا وكندا وأميركا انتهوا ومنهم من أصبح بقايا متناثرة، ليس لهم أي نفوذ أو قوة، فأصبحت بلادهم للمستعمرين البيض ، ولكن في غزة .. هذا لن يحصل فالسكان رغم سنوات المعاناة والقهر والتهجير ما زالوا يحيطون بفلسطين وستظل بالنسبة لهم على مرمى حجر ولن ينقطع النضال رغم الخسائر الكبيرة التي تحدث.
تسوق الصهيونية وهذا الكيان المحتل نفس المبررات التي ساقها الأوربيون عندما استعمروا أميركا وكندا واستراليا وأبادوا السكان ، بأنهم أرادوا أن ينشروا ثقافة التمدن للسكان الأصليين، وتربيتهم على ثقافة جديدة وفقا لقيم وتعاليم تنسجم مع ثقافتهم .
في غزة وفي كل فلسطين وبعد 75 عاما من الاحتلال الصهيوني لفلسطين، لم يستسلم الفلسطينيون وما زالوا يقاتلون ويناضلون ، فهؤلاء لا يعرفون اليأس، لأنهم يقاتلون المحتلين الغزاة بكل طاقاتهم ولا يعرفون الخوف لأنهم يقاتلون بالقلب والروح والايمان الذي تسلحوا به ؛ فهم يحبون الشهادة أكثر من الحياة..
هؤلاء ليسوا كبقية الناس، هؤلاء الأكثر شراسة وشجاعة بالقتال، لأنهم يقاتلون عدوا عنصريا، فهم يشعرون أن مسؤوليتهم تحرير أرضهم ولو طال الزمن.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :